نافذة عالمية

بوتين يوافق على مشروع معاهدة خاصة بانضمام جمهورية القرم الى روسيا


وكالات - الإعلام :

وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مشروع معاهدة مع جمهورية القرم بشأن انضمامها الى روسيا الاتحادية.
وينص المشروع على إنشاء وحدتين إداريتين جديدتين في قوام روسيا هما جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول التي ستتمتع، وفق المشروع، بوضع خاص داخل روسيا. ونشر أمر رئاسي بهذا الشأن على الموقع الرسمي الروسي للمعلومات القانونية، وهو يقضي بـ"الموافقة على مشروع المعاهدة بين روسيا الاتحادية وجمهورية القرم بشأن القبول بانضمامها لروسيا الاتحادية وإنشاء وحدتين إداريتين جديدتين في قوام البلاد".

وكان الرئيس الروسي قد أبلغ مجلسي الاتحاد (الشيوخ) والدوما (النواب) والحكومة الروسية باقتراحات برلمان جمهورية القرم والمجلس التشريعي لمدينة سيفاستوبول بشأن انضمام الجمهورية بما فيها سيفاستوبول لروسيا الاتحادية وإنشاء وحدتين إداريتين جديدتين في قوام البلاد.
وذكرت الدائرة الصحفية للكرملين الثلاثاء 18 آذار/ مارس ، أن خطوة الرئيس هذه تتفق مع المادة 6 من القانون الدستوري الفيدرالي الروسي "حول كيفية الانضمام لروسيا الاتحادية وإنشاء وحدة إدارية جديدة في قوامها".
وكان برلمان القرم قد أصدر الاثنين 17 أذار/ مارس قراراً يؤكد استقلال الجمهورية عن أوكرانيا.
وطلب البرلمان من الأمم المتحدة ودول العالم الاعتراف بها دولة مستقلة ذات سيادة تتمتع مدينة سيفاستوبول بوضع خاص في قوامها.
كما توجه نواب القرم الى روسيا بطلب الموافقة على انضمامها لروسيا بصفة جمهورية، وأن تحصل سيفاستوبول حيث يرابط أسطول البحر الأسود الروسي، على صفة وحدة إدارية - مدينة ذات وضع خاص.
وقد وقع الرئيس بوتين مساء الاثنين 17 أذار/ مارس مرسوماً ينص على اعتراف روسيا بجمهورية القرم دولة مستقلة ذات سيادة.
هذا ومن المقرر أن يوجه بوتين الثلاثاء 18 أذار/ مارس إلى البرلمان الروسي خطاباً بشأن الوضع حول جمهورية القرم.
وكان نحو 97 % ممن شاركوا في الاستفتاء الذي جرى في القرم الأحد الماضي، قد أيدوا خيار الانضمام لروسيا، بينما بلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء حوالي 82 %. ولا تعترف كييف بالاستفتاء، معتبرة أنه لا يتفق مع الدستور الأوكراني.
يذكرأن دول الغرب كانت قد أعلنت رفضها الاعتراف بنتائج استفتاء جمهورية القرم وخروجها من قوام أوكرانيا.

فيما صادق مجلس الدوما الروسي اليوم الثلاثاء 18 آذار / مارس ، على بيان عبر فيه عن ترحيبه بنتائج استفتاء القرم، وأكد تقديم المساعدة لضمان أمن سكان الجمهورية.
وكان زعماء كل الكتل البرلمانية الأربع ورئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين قد تقدموا بمشروع قرار بشأن بيان مجلس الدوما "حول الوضع في جمهورية القرم" إلى البرلمان أمس الاثنين 17 مارس/آذار.
وجاء في البيان أن النواب الروس يؤكدون أنهم "سيدعمون التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القرم وضمان رفاهية سكانها" في المرحلة الانتقالية.
كما يتعهدون بـ "ضمان أمن كل الأشخاص الموجودين على أراضي القرم بغض النظر عن جنسيتهم وقوميتهم ولغتهم ودينهم وكذلك بمراعاة حقوقهم وحرياتهم القانونية".

بعد ساعات على إعلان نتيجة الاستفتاء حول انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي يقرران مجموعة من العقوبات على مسؤولين روس تشمل حظر السفر وتجميد أصول، حيث اتخذت الولايات المتحدة أمس الاثنين قراراً بفرض عقوبات على عدد من المسؤولين الكبار الروس.
كما اتفق وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على عدد من المسؤولين الروس والأوكرانيين الذين يعتبرونهم مسؤولين عن انتهاك وحدة الأراضي الأوكرانية.
وقد أعلنت كندا نيتها توسيع العقوبات ضد المواطنين الروس أيضا.
من جهته انية، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن الناتو يعمل حالياً على إعادة النظر في مجمل علاقاته مع روسيا، وذلك بعد الأحداث الأخيرة المرتبطة بأوكرانيا وجمهورية القرم.
وقال راسموسن في مقابلة مع قناة (سي ان ان) بثت مقتطفات منها الاثنين 17 مارس/آذار: "إننا نعيد النظر في علاقاتنا مع روسيا حاليا.
وقد قررنا تعليق التعاون العملي مع روسيا، وسيقوم وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف بإعادة النظر في مجمل علاقاتنا مع روسيا خلال لقائهم يومي 1 و2 أبريل/نيسان".
وأعاد الأمين العام للناتو الى الأذهان أن الحلف كان يخطط لإجراء عملية مشتركة مع روسيا لضمان أمن السفينة الأمريكية التي ستجري على متنها عملية إتلاف الأسلحة الكيميائية السورية.
وأوضح أنه بعد التطورات الأخيرة سيقوم حلف الناتو بحراسة السفينة بشكل منفرد، أما روسيا فلن تشارك في العملية.

بدوره ذكر المندوب الروسي الدائم لدى حلف الناتو ألكسندر غروشكو أن سكان القرم يملكون الحق في تقرير مستقبلهم، مشددا على أن التصريحات لا يمكن أن تؤثر على خيار الشعب.
وكتب غروشكو في حسابه على موقع "تويتر" :"حدد شعب القرم خياره المستقل. ولا يمكن لأية تصريحات أن تؤثر على هذا الخيار".
وكان مجلس الناتو الذي عقد اجتماعا له الأثنين قد أصدر بيانا أيد فيه سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا.
ووصف البيان الاستفتاء الذي جرى في جمهورية القرم الأحد الماضي والذي أيدت الأغلبية الساحقة من المشاركين فيه انضمام الجمهورية إلى روسيا، بأنه غير قانوني، مشددًا على أن دول الحلف لن تعترف بنتائجه.
وفي سياق متصل، أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما (النواب) الروسي أليكسي بوشكوف أن روسيا والغرب يجب أن يبحثا عن لغة مشتركة لاستقرار الوضع في أوكرانيا. وقال النائب الروسي في حديث لقناة "روسيا-1" الاثنين 17 آذار / مارس ، إنه يتعين على السياسيين، بعد استفتاء القرم وفرض عقوبات من قبل عدد من الدول الغربية، أن يفكروا في كيفية بناء العلاقات إذ أن روسيا والغرب يجب أن يتعاونا.
وأضاف: "إذا لم يتعاون الغرب مع أوكرانيا فستصبح الأخيرة ثقبا أسود لعدم الاستقرار. ولا توجد لدى الغرب صيغة أخرى إلا البحث عن لغة مشتركة معنا حول مستقبل أوكرانيا".
وكانت شبه جزيرة القرم شهدت الأحد 16 آذار / مارس استفتاء حول وضعها. وصوت نحو 97% من المشاركين فيه لانضمام القرم إلى روسيا بينما تجاوزت نسبة المشاركة في الاستفتاء 83%.
ومن جهة أخرى، قام الملياردير والمحافظ المعين حديثاً لمقاطعة دونيتسك الأوكرانية سيرغي تاروتا بحفر خندق يبلغ عرضه 4 أمتار وعمقه مترين على امتداد حدود محافظة دونيتسك مع روسيا.
وذلك بعد أن استولى المتظاهرون الموالون لروسيا يوم الأحد 16 أذار/ مارس على مكتب لشركته في المدينة، أفاد بذلك يوم 17 مارس موقع (فيستي. رو)  الالكتروني.
وصرح تاروتا للصحفيين قائلًا:" حفرت أنا وشقيقي خلال يوم الأحد على حسابنا خندقا يفصل روسيا عن أوكرانيا على امتداد حدود الدولة في محافظة دونيتسك". وحسب قول الملياردير فإن الخندق سيحول دون العبور غير الشرعي للحدود.
هذا ويستمر في دونيتسك التحقيق في ملابسات جريمة قتل متظاهر سلمي أثناء التظاهرة اليي جرت أمس في ساحة لينين بمدينة دونيتسك، وقد تم إثبات هوية المجرم وهو مقاتل يطلق عليه اسم "الجزار".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=6308