تحقيقات وتقارير

مركز تطوير المناهج للإعلام تايم: الكتب في جميع منافذ البيع.. "المعلم المرشد" والتعليم الممتع غايتنا من المناهج المطورة


الاعلام تايم - رنا الموالدي


المدرسة.. إما أن تكون تجربة غنية للطلاب ذهنياً واجتماعياً.. أو أن تكون تجربة مدمرة لكل قدراتهم، هي ليست مكاناً لتعلم القراءة والكتابة مجردة من أي تأثيرات أخرى.. بل قيل إن" المدرسة وأنظمة التعليم تضع مستقبل الطلاب على المحك"..


فماذا يمكن لوزارة التربية أن تفعل لكي تكون المدرسة مكاناً للتعلم والنضوج، لمواجهة الحياة الحقيقية بعد المدرسة!!


عن ذلك أجابنا مدير المركز الوطني لتطوير المناهج الدكتور دارم الطباع أنه مما سبق جاءت فكرة المشروع الشامل لوزارة التربية لتطوير المناهج التعليمية، لتأسيس مستقبل مشرق وجيل ناهض، من خلال تسخير كل الطاقات لتطوير المعرفة لذلك الكنز المكنون للبشرية.

 


و تابع طباع في لقاء خاص لموقع "الإعلام تايم" أن الحديث عن تطوير المناهج بات أمراً يتطلب الخروج من كل ما أثير من كلمات وأفكار انتقدت وزارة التربية في تطوير المناهج التعليمية لطلبة المدارس، كونها تعاملت مع كافة الملاحظات التي قدمت إليها خلال الفترة الماضية واجتازت كافة مراحل الدراسة والتخطيط والتشخيص، فباتت الرؤية واضحة والخطوات محددة باستحضار ما تحمله الأوراق وإدخاله حيز التنفيذ، حيث أن الوزارة انتهت من تطوير جميع المناهج واستكملت التحضيرات الخاصة بانطلاق العام الدراسي الجديد 2019-2020 بتوفير الكتب في جميع منافذ البيع في كافة المحافظات، إذ حرصت الوزارة على ضمان توافرها بين أيدي الطلبة مع بداية انطلاق الفصل الدراسي الأول.

 

التطورات التعليمية
الوزارة تسعى لتسهيل عملية التعلم، من خلال اتخاذها خطوة تطوير تلك المناهج التي تعتبر ركيزة أساسية لبناء شخصية الطالب، فضلاً عن تعزيز الهوية الوطنية، وغرس القيم والأخلاق في نفوس الأبناء، حيث ركزت الوزارة في مشروعها التعليمي النهضوي على صناعة مناهج تربوية تعليمية متكاملة ومتوازنة ومرنة ومتطورة وفق فلسفة تربوية حديثة.

 

كما وضعت في الحسبان أن تُكسب المناهج الجديدة الطلاب، المعارف بطريقة جديدة هي الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي من خلال الخروج من البيئة التقليدية للتعليم إلى بيئة أوسع تتيح لهم المشاركة في البرامج والأنشطة المختلفة، ما يجعل العملية التعليمية مشوقة، حيث أطلقت الوزارة العام الماضي نظام التعلم من خلال المشروعات والتعلم من خلال المبادرات وهي كل ما يقوم به المتعلم خلال الموقف التعليمي من تفكير أو سلوك داخل المدرسة أو خارجها، أما المبادرات فهي أن يقترح المتعلم أو مجموعة من المتعلمين أمراً أو فكرة جديدة تخدم تحقيق أهداف المنهاج٠
وأضاف أن "برامج تدريب المعلمين مع المناهج المطورة والمقررات الجديدة مستمرة بحسب خطة التطوير التي تنتهجها الوزارة حالياً، وتضم حقائب تدريبية متطورة، تعتمد في مضمونها على معايير تخدم المعلمين والمناهج وما تأتي به التغذية الراجعة من ملاحظات أو مقترحات".

 

و تعمل الوزارة حالياً على "أنشطة المهارات الحياتية" لما فيها من متعة للمتعلم لأن تنفيذها يكون بشكل تعاوني، لتقوده إلى التفكير والتأمل والاعتماد على التحليل العلمي في معالجة مشكلاته في سبيل اتخاذ القرارات المدروسة لحل هذه المشكلات، واستخدام التقنيات المختلفة التي تلبي حاجات الطالب ومتطلبات خطط التنمية الوطنية المستدامة وحاجات سوق العمل المستقبلية.


وأردف الدكتور طباع أن الوزارة أصدرت مجموعةٌ من الكتيبات ترتكز على أنشطة "المهارات الحياتية"، حيث اختيرت المواد على الشكل التالي:
الدراسات الاجتماعية من الصف الأول إلى الصف السادس
اللغة العربية من الصف الأول إلى الثالث الثانوي
ومادة التربية الوطنية من الصف السابع إلى الثالث الثانوي
مادة العلوم في مرحلة التعليم الأساسي، دربنا عليها مدراء المدارس وعدد من الموجهين والمدرسين، إضافة لتدريبات تساعدهم على الإدارة الصفية الناجحة، وإيصال الفكرة بشكل صحيح للطلاب والارتقاء بهم أكاديمياً لمستوى "المعلم المرشد" وكان في هذا الصيف أكثر من 125 مدرسة طبقت فيها هذه المهارات على أن تعمم التجربة على كل مدارس سورية.

 

وحول آثار تلك المناهج على مخرجات التعليم، قال إنها تسهم في إتاحة فرص للتعلم الذاتي والمستمر، واكتساب الطلبة القدرة على حل المشكلات، واتخاذ القرار، ومهارات المناقشة وتقبل الآخرين، وتمكين الطلبة من تحديد أفضل الأساليب للعمل في قضية ما، ومن ثم استخلاص النتائج.


وختم الدكتور طباع "وزارة التربية تمضي لاستكمال ما بدأته من عملية تطوير وتغيير جذرية وشاملة في أطر ومسارات التعليم، حيث أنها تعد لمؤتمر تربوي لمناقشة تطبيق المناهج بالشكل الأمثل في كل مدارس سورية، فكل ما اتخذناه من خطوات لا يعني أننا أدينا كل ما يجب علينا، بل ينبغي أن نبذل مزيداً من الجهد، وأن نسير في مسارات غير تقليدية تحقق التعليم المستدام وتحسينه لمواكبة المستجدات التربوية والعلمية، بما يخدم حاجات المجتمع، فضلاً عن المساهمة في تخريج جيل متعلم يستطيع تحديد مساره المستقبلي ولديه ثقة بنفسه للانتظام في سوق العمل".
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=62637