نافذة على الصحافة

طرد المُطبّع "السعودي" من القدس المُحتلّة.. ظاهرة إيجابيّة


الاعلام تايم - رأي اليوم


كتبت صحيفة رأي اليوم أن ما تعرّض له الناشط السعودي الذي زار الأراضي الفِلسطينيّة المُحتلّة تلبيةً لدعوةٍ من وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، إلى جانب خمسة مُدوّنين آخرين يُقال أنّ أحدهم من العِراق، من هجمات لفظيّة، وبصَق وركَل من بعض أهالي القُدس المحتلّة أثناء تِجواله في أزقّتها، يعكِس سخطًا شعبيًّا عربيًّا واسعًا على المُطبّعين العرب الذين يقَعون في المِصيدة الدعائيّة الإسرائيليّة التي تُوظّفهم، وزياراتهم، في مَساعيها لخلق فِتنة، وتزوير الحقائق، وتحسين الوجه الدمويّ البشِع لدولة الاحتِلال.


بدايةً لا بُد من التّأكيد أن ما يُسمّى بالناشط محمد بن سعود، وبغض النّظر عن كونه مُقتنعًا بخطوته هذه، إنّه ضحيّة لسياسات حُكومة بلاده التي استخدمته، مِثلما استخدمت غيره، ككبشِ فداء، لتطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيليّ، وتطويع الرأي العام السعوديّ، وتهيئته لهذه الخُطوة، ونقل دولة الاحتلال من خانةِ العدو إلى خانة الصّديق، ودون أيّ اعتبار لمُبادرة السلام العربيّة، وبُنودها، التي هِي في الأساس مُبادرة سعوديّة.


لا يستطيع "النّاشط" المذكور الإقدام على هذه الخطوة، أيّ تلبية الدعوة الإسرائيليّة، دون أخذ مُوافقة حُكومته، وربّما تشجيعها له أيضًا، ويكفي الإشارة، إلى أنّ “تغريدة” واحدة على “التويتر” أو وسائط التواصل الاجتماعي الأُخرى، تُعارض بعض سياسات هذه الحُكومة، ولو بلُطفٍ شديد، يُمكن أن تُؤدّي بصاحِبها إلى قضاء 15 عامًا خلف القُضبان.


من المُؤكّد أنّ هُناك شريحة في المُجتمع السعودي الذي ينتمي إليه هذا الناشط، تُؤيّد فِعلته هذه، أيّ التّطبيع مع دولة الاحتلال، سواء بإيعاز من الحُكومة، أو لقناعةٍ شخصيّةٍ، يتواصل بعضهم مع المَسؤولين الدعائيين الإسرائيليين، أبرزهم أفخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الذي يتباهى بأنّ آلاف العرب يُتابعون حسابه على التويتر، كما أنّ عددًا من محطّات التّلفزة العربيّة تفتح شاشاتها له، لأخْذ رأيه بين الحِين والآخر.


طرد هذا الناشط السعودي، الذي تحدّى مشاعر المَقدسيين، ومُعظم العرب والمُسلمين، بارتدائه الزي العربي، والتجوّل في مدينتهم مُجاهرًا بخطيئته التطبيعيّة، وقناعته الداعمة للاحتلال، والمُتغنّية بالإعجاب بالإسرائيليين، طرده بالطّريقة التي تابعنا وقائعها صوتًا وصورة، قد يعني بداية مرحلة التصدّي بقُوّةٍ وشراسةٍ لكُل المُطبّعين من أمثاله الذين يتجرّأون على هذه الخُطوة، وتوجيه رسالة قويّة إلى حُكوماتهم بأنّ هؤلاء لن يكونوا موضِع ترحيب، وربّما الضّرب بالأحذية، والبَصق في وجوههم، ووجوه من يُرافقونهم ويُوفّرون الحماية لهم، سواء كانوا من رجال السلطة أو جُنود الاحتلال.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=62359