الحدث السياسي

قادة المسلحين يجمعون الأموال ويهربون خارج سورية


العالم - الإعلام :

بعد سلسلة عمليات نوعية ومركزة نفذتها قوات الجيش العربي السوري خلال الأيام الماضية انتهت بإحكام سيطرتها أمس الجمعة على المدخل الشرقي والتخوم الشمالية الشرقية لمدينة يبرود وقضاءها على مجموعات إرهابية مسلحة بعض أفرادها من جنسيات عربية وألقت القبض على آخرين، دخلت المجموعات المسلحة بحالة انهيار للمعنويات كما بدأت هذه المجموعات بتقاذف الإتهامات بالخيانة، و كيف تمكن الجيش العربي السوري من اختراق المسلحين و الحصول على أخبار تحركاتهم.
الخبير العسكري والاستراتيجي السوري حسن الحسن في حديث لقناة العالم الإخبارية أمس الجمعة قال: ما ينجزه الجيش السوري اليوم هو حلقة في سلسلة متواصلة من الانجازات الميدانية المتواصلة منذ عدة أشهر، ومن تابع استغاثات المجموعات المسلحة وتنسيقياتهم ومن خلال الاستماع الى مكالماتهم الهاتفية يتبين لنا صورة قد لا تكون واضحة للرأي العام، وهي فرار اكبر قدر ممكن من قادة المسلحين الميدانيين وترك  العناصر البقية ليلقوا مصيرهم وحتفهم تحت أقدام رجال الجيش والقوات المسلحة.
وأضاف الحسن: وهذا لا ينحصر في يبرود، وإنما على امتداد الجغرافيات السورية، وهناك معلومات مؤكدة على تهافت القادة الميدانيين على جمع ما أمكن من الأموال، ومحاولة الهروب والخروج خارج الحدود السورية.
وتابع: أنهم أيقنوا أن الدول الراعية لهذا الإرهاب لم يعد بإمكانها الاستمرار بهذا التضليل الاستراتيجي، كما أنهم وصلوا الى قناعة بأنهم أمام مصير محتوم، مشيراً الى أن قيام الجيش السوري على يبرود على عدة محاور يعني حرمان الجماعات المسلحة من إمكانية المناورة وتجميع قواتها لتشكل مقدرة نارية للرد على الجيش السوري، مع السيطرة على ما تبقى من أماكن مشرفة والدخول الى ميدنة يبرود والحي الشرقي والمشفى الميداني.
وأوضح الحسن: أن الجماعات المسلحة بدأت تتقاذف فيما بينها التهم ومحاولة الصاق الخيانة والجبن والفرار، كل بالأخرى، حتى أن هناك أخباراً تؤكد أن ما تبقى من عصابة جبهة النصرة بدأت تقيم حواجز للقضاء على المسلحين الفارين من المواجهة.
وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي السوري حسن الحسن أن هناك مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية وراء هذا الانهيار، ومنها تعدد انتماءات وولاءات هذه الجماعات المسلحة بما ينسجم ومصادر التمويل، والعجز الميداني عن انجاز شيئ يمكن التعويل عليه، والخبرة الميدانية الكبيرة التي راكمها الجيش السوري الى خبراته الميدانية وغدت مادة دراسية لا يمكن الاستغناء عنها لأي اكاديمية عسكرية في العالم لرفع القدرات العسكرية، وفقدان الحاضنة الشعبية والتي تم تكوين قسم منها بالاكراه، وبعد الممارسات التي فاقت كل الوصف بالاجرائم والمجازر.
وبين الحسن : تحولت هذه البيئة الى بيئة نابذة بالضرورة، وتحول العديد من السكان المدنيين الى رجال استطلاع يحددون أماكن وجود أولئك المسلحين ومحاور تحركهم، ويزودون بها الجيش السوري، الذي يتعامل معهم بصبائب نارية مركزة تؤدي الى القضاء على أكبر عدد منهم واستهداف مقارهم ودكها فوق رؤوس القادة الميدانيين.
واعتبر أنه أمام كل هذا الوضع، وأمام عجز الداخل والخارج عن تغيير موازين القوى، وأمام الدجل والنفاق والكذب التي تم فضحه على حقيقته، حيث تبين أن كل مكان يتم التهويل حول الانتصار في معركته سواء في درعا أو الجنوب ليس أكثر من زوبعة في فنجان، ومن الطبيعي أن تنسحب هذه الجماعات وليس أمامها على الاطلاق أي مصير سوى الموت أو الاستسلام أو الهروب.
وشدد الخبير العسكري والاستراتيجي السوري حسن الحسن على أن هذا لا يقتصر على يبرود، بل ما يتم في محيط زارة وتوجه الجيش باتجاه الحصن بعد تطهير ما تبقى من تلال الحصرجية، الأمر ذاته ينسحب على المنطقة الفاصلة ما بين اللاذقية وإدلب، وكذلك في حماة ودير الزور.


 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=6192