تحقيقات وتقارير

باحثون وكتاب: "صفقة القرن" ولدت ميتة


الاعلام تايم - منار ديب


تناول الصالون الثقافي لنقابة أطباء دمشق هذا الأسبوع ندوة عن صفقة القرن وتداعياتها على القضية الفلسطينية والوطن العربي ، ألقاها كل من الدكتور سليم بركات والمحلل السياسي الدكتور تركي حسن، والكاتب أحمد صوان، وذلك بحضور محللين سياسيين وخبراء عسكريين وشخصيات فلسطينية وعدد من المفكرين والكتّاب.

 

وقال الدكتور بركات: إن صفقة القرن  تعتبر جزء من الإيديولوجية الإمبريالية الصهيونية التي تقدم نفسها حلاً للمشكلة اليهودية التي ابتدعتها الامبريالية عير التاريخ منذ القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا.
و"صفقة القرن" هي خطة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، أعدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقام بتطويرها مسؤولون أمريكيون بالاتفاق مع الكيان الصهيوني ونظام بني سعود ومن يدور في فلكهما من عرب، مشيراً إلى ان المشروع الصهيوني هو نتاج امبريالي غربي يقابله مشروع قومي مقاوم .


وتابع بركات: من مهندسي هذه الصفقة جسون جرينبلات وجاريد كوشنر كبير مستشاري رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وديفيد فريدمان وكلهم يهود مشددين.


وللصفقة خارطة ذات بعد جغرافي جديد ومبادرة أمريكية بموافقة عربية واسرائيلية ، ومن اجل تمرير هذه الصفقة تقام دولة تسمى دولة فلسطين الجديدة عاصمتها أبو ديس، القدس موحدة ويبنى جسر بين ابو ديس والقدس لعبور المصليين الفلسطينيين ويرصد لها 30 مليار دولار تسدد على خمس سنوات وتدفع أمريكا 20% والاتحاد الأوروبي 10% ودول الخليج 70%.


وأكد بركات أن الصفقة تلغي حق العودة ويوطن الفلسطينيون في الدول العربية حيث هم، وهذا ماكان واضحاً من خلال خفض الدعم الأمريكي عن "الأونروا" المسؤولة عن تشغيل اللاجئين في سورية والأردن ولبنان والضفة الغربية.


بدوره وصف الكاتب أحمد صوان ورشة المنامة التي عقدت تحت شعار السلام من أجل الازدهار، بأنها مسرحية هزلية واستعراض دعائي باهت، وقال: هناك تناقض صارخ وكبير بين السلام والاحتلال.
واوضح أن تحقيق السلام يمر فقط بإنهاء الاحتلال الكامل من الأراضي الفلسطينية.


وقال: إن المداولات التي شهدتها الورشة هي خدعة كبرى للتغطية على تصفية القضية الفلسطينية برمتها، على اعتبار ان الصفقة تحاول أن تستبدل الحل السياسي للقضية الفلسطينية بحلول اقتصادية عبر اغراءات ورشاوى مالية.


وقال صوان: أن الصفقة كلها قد ولت ميتة، ولن تمر وقد تم دفن كل أهدافها بالإجماع الفلسطيني العام والشامل على رفض الصفقة ومقاومتها بكل القدرات والإمكانات النضالية الفلسطينية.
بدوره تساءل الدكتور تركي حسن لماذا طرح الأن مشروع صفقة القرن، هل يعتقد القائمون على هذا المشروع أن الظروف أصبحت جاهزة..؟


وقال: هم يريدون تقزيم القضية الفلسطينية، من صراع عربي – إسرائيلي، إلى نزاع فلسطيني إسرائيلي، ولايمكن أن تمر هذه الصفقة فهي مولود ميت، ولايمكن لأحد إلغاء القضية الفلسطينية، بل ستبقى فلسطين قضية قومية عربية و شرعية .


وفي تصريح للاعلام تايم أكد رئيس فرع دمشق لنقابة الأطباء الدكتور يوسف أسعد أن الارهاب يستهدف الفكر ، ومن واجب المنظمات والنقابات أن تساهم كل منها من خلال موقعها في نشر الفكر التنويري والثقافي، والوعي للأخطار التي تحيط بنا، ومن هنا "جاءت فكرة الصالون الثقافي لنقابة أطباء دمشق بشكل دوري، من خلال تناول عناوين عديدة ومواضيع تتناول الأحداث الراهنة".
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=61889