الاعلام تايم _ طارق ابراهيم _ مارينيت رحال

هي أماكن لا تصل اليها وسائل النقل العامة، لضيق الطرقات وازدحامها وصعوبتها، سيارات نقل خاصة تتسع لـ6أو7 ركاب، على امتداد ركن الدين والمهاجرين وكثير من المناطق في ريف دمشق، أخذ أصحابها على عاتقهم نقل المواطنين الى تلك المناطق بأجر يرضي الطرفين.. بداية لم يكن هناك أية مشكلة ولأن الموضوع يخدم المواطن ويؤمن له نقل حيث لايمكن فرز باصات نقل داخلي أو "سرفيس ميكرو باص"، تم التغاضي من قبل الجهات المعنية(مرور،محافظة)، واكتفت تلك الجهات بمعاقبة الحالات الخاصة في حالة الشكوى.

في البداية كانت وسيلة النقل تلك لا تحدث أية إزعاجات الا ما ندر، طبعاً لأن أصحابها اعتبروا أن الأمر هو عمل معتاد لتحصيل ما يؤمن كفايتهم المعيشية، ولكن بدأت الأمور تزداد سوءاً عندما بدأ يعمل على هذا الخط _إن صح التعبير_ من لا يعرف أدنى مستوى من الالتزام الأخلاقي، فتراهم وكأنهم ملكوا الشارع وأصبحت إساءتهم لا تستثني صغيراً أو كبيراً، وخاصة في أزمة نقص المواد النفطية الأخيرة التي مرت بها سورية، فصاروا يختارون ركابهم حسب أمزجتهم ويتحكمون بالتعرفة التي يقررونها، وهي مرتفعة جداً إذا ما حاولنا بعملية حسابية مفاضلة تلك التعرفة قياساً على المسافة.

ألفاظ وشتائم وعنجهية ممن يقودون بعض تلك "الفانات"، وكأن ليس أولئك المواطنين من يكسبهم لقمة عيشهم، ومع ازدياد الأمور سوءاً، كان لابد من معرفة وجهة نظر الجهات المعنية، فريق الإعلام تايم اطلع على رأي المواطنين ونقلها بداية الى فرع مرور دمشق..

رئيس فرع مرور دمشق العميد خالد الخطيب كان على دراية بالأمر وسبقنا بالحديث قبل أن نسأل: "طلب منا أعضاء مجلس المحافظة وأعضاء لجان الأحياء في تلك المناطق التريث في موضوع مخالفة ومنع تلك "الفانات" من العمل، وذلك لأن هناك دراسة لتنظيم عمل تلك السيارات"، وأضاف "لم ندع وسيلة نقل الا وجربناها لكن للأسف الطريق غير مؤهل حتى لميكرو باص، والمواطن مضطر للتأقلم مع أصحاب الفانات الصغيرة.

وأشار الخطيب الى أن القانون يمنع أصحاب السيارات الخاصة نقل الركاب بأجر، وفي حال حصل حادث وأصاب المواطن "الراكب" أذى فالتأمين لا يشملهم ولا يكفل الاضرار الناتجة، لافتاً الى أنه في حال الإساءة نطلب من المواطن أن يقدم شكوى على الأرقام المعممة من قبلنا 115 أو 108.
وقال الخطيب إن المرور يتخذ الإجراءات المناسبة بحق أي مخالف وبشكل فردي، وذلك في حالة الشكوى، ولا نذهب لمنع كل الفانات من العمل ولا يمكن الاستغناء عنهم في الوقت الحالي لعدم وجود بديل.

عضو المجلس التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في محافظة دمشق باسل ميهوب قال لموقع الإعلام تايم، إن المحافظة نسقت مع الجهات المعنية فرع المرور وأعضاء مجلس المحافظة في (ركن الدين والشيخ محي الدين والمهاجرين) لوضع آلية ضبط موضوع "الفانات" والتزامها بالتسعيرة التي ترضي السائقين والمواطنين، لافتاً أن ذلك بعد ورود شكاوى عديدة من المواطنين، أن أصحاب الفانات يتحكمون بالتعرفة.

من جهته أشارعضو مجلس المحافظة عن حي ركن الدين رامز مارديني، أن مسألة تنظيم عمل "الفانات" في ساحة شمدين هي مسألة وقت، سواء بالنسبة للتعرفة أو للمكان، واعداً أن ذلك سيكون في صالح المواطن وسائقي "الفانات".

وأضاف مارديني أنه في اجتماع عمل لمناقشة ملف المواصلات في ركن الدين، في مكتب مختار حي الايوبية محمود تنوكي، جال عضو المكتب التنفيذي ميهوب،  ومدير هندسة المرور والنقل المهندس ياسر البستوني مع أعضاء لجنة الحي، على طريق "الفانات" لتشخيص علاج لمشكلة المواطنين مع السائقين حول التعرفة والالتزام بآداب المرور، وجاء القرار بعد الجولة بتحديد موقف الفانات والميكرو  ووضع شاخصات ممنوع المرور في منطقة "أبو نجيب" وتبليغ أصحاب سيارات المازوت المتوقفة في "ساحة شمدين" على ضرورة إزالتها، ومعالجة مشكلة الحفر في الطرقات وإعادة تعبيدها، وإلزام السائقين بالوقوف في "ساحة شمدين" جانب فرن الوحدة  واعتماد الساحة مركز للانطلاق، وتمت الموافقة على تحويل طريق (أسد الدين باتجاه واحد من ساحة شمدين جامع الركنية وحتى مخبز ابن النفيس العسكري)، وتمت مناقشة تعرفة" الفانات".

ولفت مارديني الى أنه سيتم تنظيم السيارات "الفانات" بأوراق نظامية، (غير محكوم وصورة الميكانيك ورقم تسلسل لكل سيارة وبموافقة المحافظة)، مشيراً الى أن سائقي الفانات طالبوا بزيادة مخصصات البنزين العادي، وعلى هذا سيتم منع كل من لا يقدم أوراقه الى اللجنة.

المختار تنوكي أشار في تصريح خاص لموقع الاعلام تايم أن العمل مستمر منذ أشهر من خلال تقييم المشكلة وتبعاتها وإيصالها الى الجهات المعنية، وحلها بما يرضي المواطن والسائق في آن معاً.. لافتاً في الوقت نفسه الى أن تلك الجهات لم تقصر في بذل أي جهد، واتخاذ أي قرار يكون في صالح المواطن.