نافذة على الصحافة

رأي اليوم: "ورشة المنامة" و"الاجتماع الأمني" سيفشلان


الاعلام تايم _ صحافة


تحت عنوان "لماذا سيفشل الاجتِماع الثّلاثي الروسي الأمريكي الإسرائيلي في تحقيق أهدافه"، كتبت صحيفة رأي اليوم اللندنية قائلة:
الاجتِماع الثلاثيّ الذي انعَقد الثلاثاء في كيان الاحتلال بحضور مستشاري الأمن في روسيا وأمريكا و"إسرائيل" لبحث المِلف السوريّ يعكِس حالة "إيران فوبيا" التي باتت تهيمن على الحكومتين الأمريكيّة والإسرائيليّة، والقَلق المُتفاقم لديهما من جرّاء القوّة المتنامية لمحور المقاومة.


حسب التّسريبات الصحافيّة يُمكن القول أنّ الحُكومتين المَذكورتين، تُريدان مُساعدة روسيا في تحقيق هدفهما بإخراج إيران، سياسيًّا وعسكريًّا من سورية، مُقابل رفع العُقوبات عنها، وإنهاء الحظر على عودة علاقاتها مع العرب، وتحسين ظُروفها الاقتصاديّة.


هذه المطالب، أو الطّموحات الأمريكيّة الإسرائيليّة شِبه مُستحيلة، تبدو ساذجة وبعيدة المنال ليس لأنّ الجانب الروسي، ومثلما ورد في كلمة نيقولاس باتروشيف، ليس مُتوافقًا مع هذه المطالب أوّلًا، وإنّما لأنّ مُعادلات القوّة في المِنطقة تتغيّر بسرعة مُنذ تصاعد التوتّر في مِنطقة الخليج العربي، ونجاح إيران وحُلفائها في إسقاط طائرة تجسّس مُسيّرة فوق مضيق هرمز.


نيقولاي باتروشيف عندما حرص في مُداخلته في المُؤتمر الصحافي مع نظيريه الإسرائيليّ والأمريكيّ على التُأكيد على "أنّ إيران حليف وشريك راسِخ لموسكو وأنّ تشويه صورتها، ووصفها كخطر كبير على المِنطقة غير مقبول بالنّسبة إلى روسيا لأنّها تُشارك بفاعليّة في مُحاربة الإرهاب واستتباب الأمن في سورية"، وقع وقوع الصّاعقة على بنيامين نِتنياهو وجون بولتون اللذين كانا يقِفان إلى جواره.


نِتنياهو في المُقابل هدّد بمُواصلة الغارات والهجَمات الصاروخيّة ضِد أهداف إيرانيُة في سورية لمَنع طِهران من اتّخاذها كمنصّة لشَن هجمات ضد الدولة العبريّة، ولكنّ هذه التّهديدات تبدو بِلا أيّ قيمة أو فاعليّة، لأنّ مِئات الهجمات التي شنّتها قوّات جيشه طِوال السنوات السبع الماضية لم تُحقّق أيّ من أغراضها، فالوجود الإيراني في سورية شرعي وراسخ ويزداد قوّة، والرّد السوريّ الإيرانيّ على هذا العُدوان الإسرائيليّ بقُوّةٍ وفاعليّة بات وشيكًا جدًّا، خاصّةً بعد إسقاط صاروخ إيراني مُصنّع محليًّا أهم طائرة تجسّس أمريكيّة وهي على ارتفاع أكثر من عشرين كيلومترًا.


سورية تنتصر بفضل جيشها العربيّ الذي صمد طِوال السّنوات الثّماني الماضية، واستطاع الحِفاظ على كيان الدولة السوريّة، واستعاد سيادتها على أكثر من 80 بالمئة من أراضيها، ويُواصل الآن تقدّمه لاستعادة ادلب وبعدها شرق الفُرات.


المشاريع التي أنفقت أمريكا وحُلفاؤها العرب أكثر من مئة مِليار دولار على تمويلها ويهدِف تدمير سورية وتفتيت المِنطقة تنهار الواحِدة تلو الأخرى، والحلقة الأخيرة فيها صفقة القرن ومؤتمر المنامة الذي ينعقد حاليًّا لتدشينها، لأنُ وجود محور المُقاومة وأسلحته الذاتيّة الصّنع، وأعمدته الإيرانيّة والسوريّة والعِراقيّة والفِلسطينيّة واللبنانيّة باتت تملك أسباب القوّة، وقادِرة على التصدّي لأيّ عدوان إسرائيلي أو أمريكي أو الاثنين معًا.


اللّقاء الثلاثي في تل أبيب سيفشل والشيء نفسه يُقال عن نظيره في المنامة، فأمريكا لم تعُد تملك اليَد العُليا في المِنطقة، وهيمنتها تتآكل بشكلٍ مُتسارعٍ، أمّا حالة الرّعب الإسرائيليُة من جرّاء تنامي قوّة محور المُقاومة وقُدراته العسكريّة الهائِلة فإنّها مُرشّحةٌ للتّفاقم فيما هو قادمٌ من أيّام.


أمن سورية واستقرارها وشرعيّة دولتها وحُكومتها ليس موضوع مُقايضة أو مُساومة، وعندما يستعيد الجيش السوري كُل أراضيه، وطرد كُل القوّات الأجنبيُة المُحتلّة منها، لن تكون هُناك حاجة لأيّ وجود إيرانيّ عسكريّ حليف لانتِقاء أسباب هذا الوجود.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=61727