نافذة عالمية

طهران : استمرار الأزمة في سورية ناتج عن التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية


الإعلام - سانا

ندد الاجتماع الأول لرؤساء اللجان الخارجية لبرلمانات الدول الصديقة لسورية في طهران في بيانه الختامي أمس الأربعاء 13 أذار/ مارس بالجرائم الإرهابية التي تقوم بها المجموعات المسلحة في سورية مطالباً بوجوب المواجهة الجادة لجميع دول المنطقة والعالم لظاهرة الإرهاب الدولي العابر للقارات.
وأكد رؤساء اللجان في البيان ضرورة الحل السياسي للأزمة ومواجهة ظاهرة الإرهاب ووجوب إرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري وأن يقرر الشعب السوري مستقبله السياسي بما يخدم حقوقه الرئيسية على أساس الحوار الوطني.
واتفق رؤساء اللجان على أن استمرار الأزمة في سورية على مدى ثلاث سنوات ناتج عن التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لها مشددين على ضرورة التسوية السياسية للأزمة من خلال الحوارات السورية السورية.
وندد الاجتماع بالجرائم التي تقوم بها المجموعات الإرهابية في سورية وطالب بوجوب المواجهة الجادة لجميع دول المنطقة والعالم ولاسيما دول الجوار السوري وقيام المنظمات الدولية والأقليمية في التصدي لظاهرة الإرهاب الدولي العابر للقارات.
وأعرب المجتمعون عن قلقهم تجاه التهديدات المتنامية للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وتسللهم غير الشرعي عبر الحدود المجاورة بدعم وتسهيل مالي لوجستي من بعض الدول ودعوا الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بدفع هذه الدول للامتثال والالتزام العاجل والعملي لقرار مجلس الامن الدولي 2118 ومنع الدعم للإرهابيين بمختلف أشكاله وتجفيفه نهائياً ومنع إرسال الأسلحة وتسلل العناصر الارهابية إلى الداخل السوري كما أكدوا دعمهم لجهود الحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب.
كما أكد المجتمعون في بيانهم أن الأوضاع الإنسانية الصعبة في سورية ناتجة عن الحصار الاقتصادي المفروض ضد أبناء الشعب السوري وقيام المجموعات الإرهابية بتدمير البنية التحتية والمؤسسات الاقتصادية.
وطالبوا جميع المؤسسات الإنسانية باتخاذ الاجراء الفاعل والبناء لإرسال المساعدات الإنسانية من خلال التنسيق مع الحكومة السورية والهلال الأحمر السوري في إطار احترام السيادة الوطنية لهذا البلد مؤكدين على ميثاق الأمم المتحدة القاضي باحترام سيادة الدول واستقلالها ومستقبلها السياسي بواسطة شعوبها واحترام إرادة وأصوات الشعب السوري عبر إجراء انتخابات نزيهة وحر، وشددوا على أن التدخل الأجنبي في المسيرة السياسية لسورية يعد انتهاكاً للقوانين والقرارات الدولية.
اعتمد المشاركون في الاجتماع الاقتراحات التي قدمتها الدول المشاركة المتضمنة مطالبة مجلس الأمن بادراج التنظيمات المسماة "دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية" وكل ما يتفرع عن القاعدة بأسماء مختلفة وكل من يتبنى فكرها الارهابي دون استثناء في لائحة المجموعات الارهابية.
كما طالبوا مجلس الأمن باستصدار قرار يقضي بإلزام الدول المجاورة لسورية بإغلاق حدودها أمام المجموعات الإرهابية منها وإليها واستصدار قرار يقضي بإلزام الدول الداعمة للإرهاب في سورية بوقف دعمها بالسلاح والمال والايواء للمجموعات الارهابية المسلحة التي تسفك دماء الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته.
ودعوا إلى تشكيل مجموعة اتصال برلمانية من الدول المشاركة في الاجتماع لغرض متابعة نتائجه والتشاور مع الدول المؤثرة في الأزمة في سورية وبرلمانات سائر الدول اضافة الى استمرار اقامة هذه الاجتماعات وزيادة الأعضاء المشاركين من مجالس الدول الاخرى.
و قال علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني الذي يترأس الاجتماع في كلمته خلال افتتاح الاجتماع "ينبغي أن نسمح للشعب السوري أن يقرر مصير بلاده وينتخب الرئيس الذي يريده لإدارة البلد في انتخابات حرة"، منتقداً البعض ممن يجتمعون خارج سورية ويملون آراءهم بالشأن الداخلي السوري.
وأكد بروجردي ضرورة وقف العنف ومكافحة الإرهاب والتطرف والضغط على الدول التي تدعم الإرهاب والإرهابيين للامتناع عن تقديم المال والسلاح للإرهابيين وضرورة دعم الشعب السوري في تقرير مستقبله بعيدا عن التدخلات الخارجية.
بدوره أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في كلمة له أن إمداد الغرب للإرهابيين فى سورية بالسلاح واضح جداً وهو يجعل من المجموعات الإرهابية المسلحة ورقة ضغط لتمرير مآربه.
ولفت لاريجاني إلى أن سورية دافعت عن الشعب الفلسطيني وحملت القضية الفلسطينية لسنوات طويلة واذا لم يتم دعمها اليوم وغدا "فإن الدول الأخرى ستصاب بذات المصيبة"، مجدداً التأكيد على أن الانتخابات هي التي تقرر مصير السوريين وليس الحل العسكري مبينا أن على الدول التي تريد حل الأزمة في سورية المبادرة إلى مساعدة شعبها.
وشدد لاريجاني على وجوب "قطع الدعم عن المجموعات الإرهابية في سورية" مشيرا إلى أن الغرب هو ذاته من يزود الإرهابيين القادمين من دول مختلفة بالسلاح والمال كي يذبحوا النساء والأطفال ويستبيحوا حرمات الناس ويقتلوهم ويمثلوا بهم ويقطعوا أعضاءهم.
من جهتها أكدت الدكتورة فاديا ديب رئيسة لجنة الشؤون العربية والخارجية في مجلس الشعب في كلمتها أن سورية شكلت نموذجا للدولة العلمانية التي عاشت فيها كل الطوائف والأديان في جو من المحبة والتسامح والأمان وقالت: "إن الشعب السوري يريدها أن تظل كذلك وهو يرفض أن يتحكم به أصحاب الفكر التكفيرى الذين يريدون فرض الاسلام على معتنقي الديانات الاخرى أو تتم تصفيتهم أو تهجيرهم من أرضهم وديارهم" مشيرة إلى الحصار الاقتصادي الجائر الذي فرضه الغرب على سورية والذي أثر سلبا على القطاعات الصحية والخدمية والغذائية للشعب السوري في حين تصرف هذه الدول ملايين الدولارات لشراء الأسلحة وتزويد الإرهابيين بها.
فيما شدد نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الفيدرالي لروسيا الاتحادية يوري فوروبيوف في كلمة الوفد الروسي على ثبات موقف بلاده إزاء سورية و المرتكز على أمرين أساسيين أولهما أن ما يجري فيها هو شأن داخلي سوري محض والثاني هو عدم التدخل العسكري أو السياسي الأجنبي في سورية.
بدوره أكد السفير الفنزويلي في طهران امن هوتب زامبراتو خلال الاجتماع "أن فنزويلا كانت وما زالت تدعم الاستقرار في سورية".
وقال السفير زامبراتو في كلمة له خلال الاجتماع: "نحن نندد بكل التدخلات والتهديدات التي تطلقها أمريكا ضد سورية" مشيراً إلى الأكاذيب الأمريكية وحملة التضليل التي يتبعها الغرب لتحريف الحقائق في سورية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=6125