نافذة على الصحافة

هل كسب تنظيم داعش موطئ قدم له في موزمبيق؟


الاعلام تايم - ترجمة رشا غانم

 

أفادت صحيفة فويس أوف أمريكا الأمريكية، بأنّ الخبراء أكدّوا بأنّ الهجوم الأخير الذي أعلنه تنظيم داعش في مقاطعة شمالية في موزمبيق يشير إلى وجود متزايد للجماعات المتطرفة في الدولة الواقعة جنوب شرق إفريقيا.


وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع يوم 28 أيار في منطقة كابو ديلجادو، حيث أسفرت معركة مسلحة بين الجنود الحكوميين و"المتشددين الإسلاميين" عن مقتل 16 شخصًا على الأقل وعشرات الجرحى ، وفقًا لعدة وسائل إعلام محلية.


ومنذ عام 2017 ، نفذ المتمردّون الإسلاميون هجمات مماثلة ضد الجيش والسكان المحليين في المنطقة الفقيرة ذات الأغلبية المسلمة ولقى أكثر من 200 شخص مصرعهم وأحرقت عشرات القرى من قبل المتطرفين الإسلاميين في العامين الماضيين ، وفقا لمصادر محلية.


ويشتبه الخبراء في حركة "أنصار السنة" ، وهي جماعة متطرفة تعمل في المنطقة منذ أكثر من عامين ، نفذت الهجوم الأخير في منطقة  كابو ديلجادو تُعرف المجموعة محليًا باسم "الشباب" ، إلى جانب أهل السنة والسواحيلية السنة، بينما لا يُعرف الكثير عن أنصار السنة ، إلا أنها كانت مسؤولة عن عشرات الهجمات ضد المدنيين والقوات الحكومية في شمال موزمبيق.


وأفادت التقارير أن المجموعة كانت تعتمد على الشباب المسلمين الذين تشتتوا  بسبب البطالة ونقص الفرص الاقتصادية في البلاد.


وبعد أن خسر "داعش"  كل الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسورية ، يبدو أنه يغير استراتيجيته ويركز على الجماعات الإسلامية المسلحة المحلية التي تعهدت بالولاء للجماعة الإرهابية، حيث ظهر زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي" في شريط فيديو في آب ، وشجع أتباعه على شن هجمات نيابة عن تنظيم  داعش في جميع أنحاء العالم ، والإشارة إلى "داعش" التابعة لها التي كانت نشطة في العديد من البلدان الأفريقية ، ولكن ليس أنصار السنة على وجه التحديد.

 

ومن جهته، قال ريان كامينغز ، مدير استشارات إدارة المخاطر، وهي شركة استشارية لإدارة المخاطر السياسية والأمنية تركز على إفريقيا، لكنّ تنظيم  داعش "اعترف بـ [أنصار السنة] كمجموعة تابعة ، وهذا هو الأساس الذي يدّعي أنه له وجود ومقاتلون يعملون داخل موزامبيق".


وأضاف أنه كان من الصعب التحقق من هذه المزاعم، لأن السلطات الموزمبيقية لم تؤكد الهجوم الأخير وتصر على أن الجماعة الإرهابية ليس لها وجود في البلاد.


ومع ذلك ، "  فإنّ تنظيم داعش أطلق صورًا للأسلحة التي استولى عليها من الجنود الموزامبيقيين عقب الهجوم ، وهو شيء يفعله (داعش) عمومًا."


ويعتقد بعض الخبراء أن تنظيم داعش قد ركز نظره بالفعل على موزمبيق، خاصة المنطقة الشمالية ، بسبب التباين الاقتصادي الذي يثير الأيديولوجية الإسلامية المتطرفة ، وخاصة بين الشباب.


وقال أليكس فاينز ، رئيس  البرنامج الإفريقي في معهد  تشاتام هاوس ، "إن الوضع في شمال موزمبيق أشد قسوة من أجزاء أخرى من البلاد"، خلال حلقة نقاش حول التطرف في شمال موزمبيق عقده يوم الخميس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.


وأضاف "الوضع هناك شديد التعقيد ومن ثم يتعين على حكومة موزمبيق أن تركز بشكل شرعي مع شركائها الدوليين وأن تركز على هذه الأزمة."


ومن جهتها، جادلت ياسمين أوبرمان ، خبيرة مكافحة الإرهاب ، هذا الأسبوع في مقال رأي نشرته صحيفة "ديلي مافيريك" الجنوب إفريقية: "تنظيم داعش ينظر إلى البلاد ، حيث يعتبر البيئة في شمال موزمبيق بوابة مثالية تتناسب مع استراتيجيته".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=61245