وجهات نظر

عضو كونغرس وضابط سابق يعترف بقتله مئات المدنيين ويتحدى أن يحاكمه أحد!

تحسين الحلبي


الإعلام تايم - الوطن

 

يبدو من الواضح أن كل من يقف مع السياسة الأميركية ويدافع عنها سيكتشف أنه يساهم في كل جرائمها المعلنة وغير المعلنة التي يعترف المرتكبون لها بها أو لم يعترفوا، ومن يتجاهل ذلك فعليه أن يقرأ ما نشرته المجلة الإلكترونية الأميركية المناهضة للحروب الأميركية في الثاني من حزيران الجاري «أنتي وور» مستندة إلى محطة تلفزيون وراديو ومجلة إلكترونية في سانت دييغو التي تضم قاعدة أميركية ضخمة، فقد أعلن عضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري دانكان هانتر أثناء مقابلة مع قناة «Kpbs» في سانت دييغو أنه: «من الممكن أن يكون قد قتل مئات المدنيين العراقيين حين كان يخدم بعد احتلال العراق في الفلوجة كضابط مدفعية».

 

وأضاف: «كنت ضابطاً في سلاح المدفعية وأطلقنا مئات القذائف على الفلوجة ويمكن أن أكون قد قتلت مئات المدنيين نساء وأطفالاً إذ لم يبق منهم حياً حين قمنا باحتلال المدينة» وتساءل ساخراً: «فهل يجب أن تجري محاكمتي»؟!

 

بهذه الطريقة وهذه العبارات كان الضابط الذي أصبح عضو كونغرس يدافع فيها عن ضابط بحرية أميركي، أدوارد كالاغير الذي تجري محاكمته في سانت دييغو الأميركية بتهمة ارتكاب جرائم حرب بما في ذلك ضد المدنيين، وكان كالاغير قد أنكر التهمة أمام المحكمة وحين سئل عضو الكونغرس هانتر عن رأيه بهذه المحاكمة قال: «وماذا لو كان كالاغير قد قتل عضواً في داعش وهو في المشفى يتلقى العلاج؟ هذا لا يهمني أبداً»! وهذه هي إحدى التهم الموجهة التي كشفت علناً للقاضي حين قام كالاغير بطعن أحد الجرحى صغار السن من المدنيين وهو يعالج في المستشفى أمام الممرضات.

 

وطالب عضو الكونغرس الذي اعترف بقتل المئات من النساء والأطفال العراقيين بإيقاف محاكمة كالاغير زميله العسكري الأميركي في قتل المدنيين!

 

وعلق الضابط من قوات المارينز الأميركية جوزيف باترفيلد على ما قاله هانتر بتصريح للصحفيين تجنب فيه توجيه الانتقاد لعضو الكونغرس وامتنع عن التكهن بأن تعلق وزارة الدفاع الأميركية على اعترافه العلني.

 

ويعد الضابط المتقاعد هانتر أول ضابط شارك في احتلال العراق وأصبح عضو كونغرس، وكان قد حوكم وأدين هو وزوجته عام 2017 من محكمة فيدرالية باختلاس 250 ألف دولار من تبرعات جمعت لحملته الانتخابية في الكونغرس واستأنف ضد الحكم ومن المقرر عقد جلسة الاستئناف في 29 تموز 2019.

 

وزارة الدفاع الأميركية كانت قد أجبرت بعد الكشف عن دلائل ثابتة لاستهدافها المدنيين في العراق وسورية أثناء عمليات سلاح الجو الأميركي فوق أراضي الدولتين على الاعتراف بأن قواتها قتلت 793 مدنياً من النساء والأطفال، ونشرت مجلة «ذي انترسيبت» الأميركية الإلكترونية هذه الأرقام في السابع من أيار الماضي، علماً أن الأرقام التي أوردتها هيئات محايدة غربية تشير إلى أن القوات الأميركية الموجودة في سورية ومعها سلاح الجو الأميركي قتلت أكثر من 1600 مدني في الرقة معظمهم من النساء والأطفال وأن وجود هذه القوات الأميركية على الأرض السورية وتعامل بعض القادة الأكراد السوريين معها أصبح يشكل قنبلة موقوتة لأن الجمهور السوري بمختلف فئاته في تلك المنطقة بلغ درجة من الغليان ضد كل من يتعامل مع الجنود الأميركيين، قتلة النساء والأطفال في شمال شرقي سورية.

 

سجل المذابح الأميركية حافل ومكشوف أمام الجميع ولا أحد يجرؤ على تبريره حتى داخل الولايات المتحدة وها هو العراق يبذل كل جهوده السياسية وغير السياسة لإخراج وحدات القتل الأميركية وتطهير البلاد من وجودها، فهل ستكون الوحدات الأميركية الموجودة بحجة الحرب على داعش أو «حماية المدنيين شمال شرق سورية» مختلفة عن وحدات ضباط المدفعية الأميركية التي كان عضو الكونغرس دانكان هانتر قد اعترف بأنه قتل أثناء خدمته مئات النساء والأطفال العراقيين؟ فكم عدد مثل هؤلاء الضباط الأميركيين الذين يقومون بقتل المدنيين في سورية في منطقة شمال شرقي البلاد؟

 

إن ما أعلنه هانتر يجب ألا يمر بهذه البساطة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=61126