نافذة عالمية

فابيوس يبحث مع لافروف تداعيات الأزمة الأوكرانية والوضع حول القرم


 

الإعلام - روسيا اليوم
بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس الوضع في أوكرانيا وحول جمهورية القرم خلال مكالمة هاتفية جاءت بمباردة من الجانب الفرنسي.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم أن فابيوس اتصل بـ لافروف الثلاثاء 11 آذار / مارس.
وأشارت الوزارة إلى أن لافروف وفابيوس اتفقا على مواصلة الاتصالات بشأن القضية.
وكانت فرنسا قد لوحت أمس الثلاثاء 11 أذار/ مارس بإمكانية فرض عقوبات أوروبية على روسيا بدءاً من الأسبوع القادم، في حال تمسكت موسكو بموقفها الحالي بشأن القرم.
وتطالب الدول الغربية موسكو ببدء حوار مع كييف، الأمر الذي ترفضه القيادة الروسية التي تعتبر الحكومة الجديدة في أوكرانيا غير شرعية، إذ وصلت الى السلطة نتيجة خلع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بطريقة غير دستورية.
كما تنفي موسكو جميع الاتهامات الموجهة لها بالقيام بأنشطة عسكرية في جمهورية القرم، التي أعلنت عن نيتها الانضمام الى روسيا وحددت يوم 16 آذار / مارس الجاري موعدا لاستفتاء شعبي بهذا الشأن.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال إن جميع التحذيرات بشأن فرض عقوبات على روسيا غير مثمرة ومضرة بالعلاقات بين الدول.
وأعلن مسؤولون روس أكثر من مرة أن فرض عقوبات على روسيا سيعود بأضرار اقتصادية على الدول التي ستبادر بها، وحذروا من أن موسكو ستضطر للرد على هذه العقوبات بالمثل.
كما بحث لافروف إمكانية مشاركة مجلس أوروبا في تسوية الوضع بأوكرانيا، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام للمجلس ثوربيورن ياغلاند.
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية أن الاتصال الهاتفي جاء بمبادرة من ياغلاند. وذكرت الوكالة أن "الطرفين تبادلا الآراء بشأن احتمال استخدام الآليات المرتبطة بمجلس أوروبا لضمان مساهمة المجلس بشكل بناء في تسوية الوضع بأوكرانيا".
ومن جهة أخرى ، أعلن رئيس وزراء جمهورية القرم سيرغي أكسيونوف أن حكومته تخطط لتأميم السفن الحربية الأوكرانية المرابطة على ساحل شبه الجزيرة.
وقال أكسيونوف في مقابلة مع وكالة أنباء "قرم إنفو" الرسمية الجديدة لجمهورية القرم: "لن نفرج عن سفنهم، ونحن نحتجز ليس سفن أسطول البحر الأسود الأوكراني فحسب، بل وأيضاً السفن العاملة في مجال استخراج النفط والغاز".
وتابع أن حكومته تخطط لتأميم بعض المؤسسات الأخرى، مشدداً على أن الحديث لا يدور عن ممتلكات خاصة بل عن مؤسسات معنية باستثمار الثروات الطبيعية لشبه الجزيرة.
وبشأن وضع وحدات القوات المسلحة الاوكرانية المنشرة في القرم، قال أكسيونوف إنه لم يكن أحد يؤمن بجاهزيتها حتى قبل الأحداث الأخيرة واستبعد أن يكون بين الضباط الأوكرانيين في القرم من يستعد لإطلاق النار على السكان المدنيين.
واعتبر رئيس وزراء القرم أنه في أوكرانيا نحو ألف وخمسمائة من المتطرفين المتهورين الذين يكرهون كل ما يمت لروسيا بصلة، مشيراً إلى أن هؤلاء الناس قد يكونون مستعدين لمهاجمة القرم. لكنه أشار في هذا الخصوص إلى أن القوات التابعة لجمهورية القرم قد انتشرت على طول الحدود مع الأراضي الأوكرانية.
كما أعاد الى الأذهان قرار مجلس الاتحاد الروسي الذي سمح للرئيس فلاديمير بوتين باسخدام القوات المسلحة الروسية للدفاع عن المواطنين في أوكرانيا.
واعتبر أن السلطات الجديدة في أوكرانيا بخطواتها دفعت القرم لاختيار النهج الحالي الرامي للانضمام الى روسيا.
وتابع قائلًا: "لو قالوا لنا إنهم انتصروا على الفساد ويدعون الروس للانضمام الى منظمات المجتمع المدني ويجرون انتخابات شرعية ويحلون القضايا المتعلقة بوضع اللغة الروسية، لم نكن لنقدم على ما قمنا به من ردود الفعل.
وكل ما سمعناه، هو تهديدات ضدنا".
وكشف أكسيونوف أن مفاوضين من كييف سبق أن وصلوا الى القرم وعرضوا عليه شغل منصب نائب رئيس الوزراء، إلا أنه رفض، باعتبار أنه ينفذ المهمة التاريخية بإعادة القرم الى قوام روسيا، وهو مستعد بعد ذلك لمغادرة السياسة نهائيا.
فيما أصدرت محكمة بموسكو الأربعاء 12 آذار / مارس حكماً غيابياً باعتقال زعيم حركة "القطاع الأيمن" الأوكرانية المتطرفة دميتري ياروش بتهمة الدعوة للقيام بأنشطة إرهابية.

وكان القضاء الروسي سبق وأن أصدر مذكرة اعتقال دولية بحق ياروش وطلب من الجانب الاوكراني تسليمه.
إلا أن كييف رفضت، بينما أعلن ياروش نفسه نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة في أوكرانيا. يذكر أن ياروش قاد التمرد المسلح في كييف الشهر الماضي الذي أدى الى خلع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفتيش.
وأدلى ياروش بتصريحات معادية لروسيا، داعياً لاستخدام القوة لإخضاع جمهورية القرم ومناطق شرق وجنوب البلاد لحكم السلطات الجديدة في كييف.
وفتحت لجنة التحقيق التابعة للنيابة العامة الروسية قضية جنائية ضد ياروش قبل أيام، بتهمة الدعوة عبر وسائل إعلام الى القيام بأنشطة إرهابية، وذلك بعد نشر بيان باسم ياروش على صفحة "القطاع الأيمن" في موقع "VK" للتواصل الاجتماعي، إذ توجه فيه الى زعيم الانفصاليين الشيشان دوكو عمروف بطلب تقديم الدعم المسلح للقوى الأوكرانية المعادية لروسيا ولشن هجمات إرهابية جديدة ضد روسيا.
وأعلنت حركة "القطاع الأيمن" في وقت لاحق أن نشر البيان جاء نتيجة عملية قرصنة تعرض لها حساب أحد القائمين على الصفحة الالكترونية للحركة.
هذا وأعلنت النيابة العامة الأوكرانية أنها لا ترى أسسا قانونية لتسليم المواطن الأوكراني ياروش لدولة أجنبية.
كما فتحت لجنة التحقيق الروسية تحقيقا ضد قيادي آخر في حركة "القطاع الأيمن" وهو ألكسندر موزيتشكو (الملقب بـ "بيليه")، إذ يتهمه الجانب الروسي بمساعدة المتطرفين في شمال القوقاز والمشاركة في القتال ضد القوات الروسية في الشيشان في تسعينيات القرن الماضي.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=6105