نافذة عالمية

تواصل الاحتجاجات ضد أردوغان.. ووفاة طفل برصاص الشرطة


الإعلام- وكالات
اندلعت احتجاجات ومظاهرات غاضبة الثلاثاء 11 أذار/ مارس في عدة مدن تركية وواجهتها شرطة اردوغان مجددا بالقوة إثر الإعلان عن وفاة الطفل التركي بركن ايلفان الذي قضى متأثراً بجروح أصيب بها خلال تفريق الشرطة بالقوة لاحتجاجات متنزه كيزي في حزيران/ يونيو العام الماضي ما أجج غضب الشارع التركي الغاضب أصلًا بفعل فضائح فساد حكومة حزب العدالة والتنمية التي يقودها رجب طيب أردوغان.
وقال موقع (اودا تي في) التركي إن الشرطة التركية ألقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذي تجمعوا أمام مستشفى أوكميداني في استنبول بعد وفاة ايلفان.
وقالت ملدا اونور النائبة عن حزب الشعب الجمهوري إن الغاز المسيل للدموع الذي ألقته الشرطة على المواطنين الاتراك انتشر إلى داخل المشفى وأدى إلى إصابة طفل.
من جهتها ذكرت (صحيفة) راديكال التركية أن المواطنين الغاضبين قاموا برشق سيارات الشرطة بالحجارة وأغلقوا طريقها بأجسادهم وسط هتافات تحض على المحاسبة غير أبهين برصاصها وغازاتها المسيلة للدموع التي استعملتها بكثافة بعد الاعلان عن وفاة ايلفان وذلك وسط تصاعد التوتر الذي عززته الشرطة بتفتيش الهويات للقادمين من جهة المستشفى الذي قضى فيه الطفل وانتشار الياتها والعشرات من افرادها في المكان.
في حين بدأت المسيرات الاحتجاجية في الجامعات التركية والمدارس الثانوية ومقاطعة الطلاب للمحاضرات بينما اعتصم مواطنون في ميدان قزيلاي في انقرة احتجاجاً على مقتل الشاب ايلفان.
في حين دعت منظمات المجتمع الأهلي والنقابات والأحزاب السياسية إلى تنظيم مظاهرات احتجاجية في حين أعلن اتحاد نقابات العمال الثوريين الأتراك الإضراب عن العمل الأربعاء 12 أذار/ مارس في جميع أنحاء تركيا احتجاجاً على مقتل ايلفان على يد شرطة اردوغان.
ولفتت الصحيفة إلى إصابة متظاهر في منطقة قزيلاي بأنقرة إثر اعتداء الشرطة على مسيرة احتجاجية لطلاب جامعة الشرق الاوسط التقنية.
من جهة أخرى، دعا اتحاد نوادي الفكر التركي إلى مقاطعة المحاضرات في جميع الجامعات والمدارس التركية كما دعا مجلس المدارس الثانوية إلى مقاطعة الدروس مبينا أن "لا مكان لهم في المدارس التي لا يوجد فيها ايلفان".
يشار إلى أن الشاب ايلفان ابن الخمسة عشر ربيعا قضى اليوم بعد 269 يوماً في العناية المركزة بالمستشفى في مدينة استنبول حيث كان يعالج من إصابته بالرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع التي استعملتها قوات الشرطة التركية بكثرة خلال محاولاتها تفريق التظاهرات التي شهدها ميدان تقسيم وكيزي حيث أصيب عندما كان خارجا من منزله ليشتري الخبز في منطقة اوك ميداني قرب متنزه كيزي في حزيران الماضي.
من جانبه أكد الداعية التركي فتح الله غولن أن حكومة رجب طيب اردوغان حولت تركيا إلى رهينة معرباً عن الأسف لقيام "مجموعة صغيرة داخل هذه الحكومة باحتجاز التقدم في كل البلاد".
وقال غولن الذي كان حليفا لاردوغان في تصريح نشرته صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية: إن هذه المجموعة "خسرت ثقة فئة كبيرة من الشعب التركي" وكذلك فرصة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي داعيا إلى تبني دستور ديمقراطي جديد في تركيا.
ورأى غولن أن السبيل الوحيد أمام حكومة حزب العدالة والتنمية لاستعادة الثقة في البلاد واكتساب الاحترام في الخارج هو أن تجدد التزامها بالدفاع عن حقوق الانسان ودولة القانون والحكم المسؤول عبر تبني دستور ديمقراطي جديد يعده المدنيون.
في سياق متصل، تتوالى التسريبات الصوتية التى تكشف التدخل السافر لأردوغان في وسائل الاعلام التركية حيث نشرت مواقع الأنترنت تسجيلات صوتية جديدة لمكالمة هاتفية بين اردوغان ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات دوغوش الإعلامية فريد شاهنك يتوسط خلالها لاستضافة مستشاره ييت بولوت في قناة (ان تي في) للتعتيم على حالات الفساد والرشوة في حكومته.
وقالت صحيفة (جمهوريت): "إن رئيس الوزراء اردوغان اتصل بشاهنك ليتواسط من أجل استضافة مستشاره بولوت في القناة بعد العملية الأمنية ضد الفساد والرشوة وليجيب على الادعاءات حول مصرف هالك بنك".
وأكدت الصحيفة أن القناة رفضت استضافة المستشار بولوت أكثر من مرة لكنها عملت على استضافته في أحد برامجها بعد اتصال أردوغان برجل الاعمال شاهنك.
من جهة أخرى هاجم أعضاء من حزب العدالة والتنمية مطبعة تعود لصحيفة (اونونجو كوي) المحلية الصادرة في مدينة اسكندورن وصادروا الصحف ومنعوا توزيعها.
وقال موقع (صول خبر): "إن 20 عضواً في حزب العدالة والتنمية هاجموا مطبعة تعود لصحيفة (اونونجو كوي) وصادروا الصحف ومنعوا توزيعها على خلفية نشرها نبأ ينتقد رئيس الوزراء أردوغان وسعد الله اركين مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية اسكندرون الكبرى".
وأشار الموقع إلى أن أشخاصاً يحملون العصي هددوا العاملين في المطبعة ومنعوهم من توزيع الصحيفة لافتاً إلى تعرض أحد العاملين في المطبعة للضرب على يد أعضاء الحزب.
وقدمت إدارة الصحيفة شكوى قضائية الى النيابة العامة ضد المعتدين.
يذكر أن صحيفة (توديز زمان) التركية كشفت الأثنين 11 أذار/ مارس أن حسابا على موقع (تويتر) سرب تسجيلا صوتيا جديدا لمحادثة بين أردوغان ونجله بلال بعد يوم من بدء تحقيق ضد حكومته فى الكسب غير المشروع في 17 كانون الأول/ ديسمبر الماضي حيث ناقشا خلاله العناوين التي يجب أن تصدرها الصحف الموالية لحكومة اردوغان ما يثير الشكوك فى استقلالية بعض وسائل الإعلام التركية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=6099