نافذة على الصحافة

"مسيرات العودة" تنطلق مدعومةً بالرّدع الصّاروخي وموثّقةً بالرّعب الإسرائيلي


الاعلام تايم _ رأي اليوم


قالت صحيفة رأي اليوم اللندنية إن الذّكرى 71 لنكبة فِلسطين والعرب والإنسانيّة عُمومًا لم، ولن تمُر بسلامٍ، فالصّحوة الفِلسطينيّة الجديدة تتبلور، وكان عُنوانها الأبرز المُواجهة الفِلسطينيّة الصّاروخيّة الأخيرة التي انطَلقت شرارتها من قِطاع غزّة، وأدّت إلى هُروب مِئات الآلاف من المُستوطنين الإسرائيليين إلى الشّمال طلبًا للأمان، بينما لجأ مِئات آلاف آخرين من نُظرائهم في الوسط إلى الملاجِئ رُعبًا وقلقًا.


وأضافت الصحيفة أن الإسرائيليّين الأوائل الذين أسّسوا “دولتهم” على حساب نكبة الشّعب الفِلسطيني راهنوا على استِسلام هذا الشعب، ونِسيان أجياله الجديدة لأرضهم ووطنهم، ولكن هذه المُظاهرة المِليونيّة التي تنطلق على حُدود قِطاع غزّة، والاعتصامات الأسبوعيّة، والطّائرات الورقيّة والبالونات الحارِقة، وتزايُد المُواجهات الصاروخيّة، تُثبِت كم هُم مُخطِئون.
المقاومة الفلسطينية كانت أكدت أنّ بنيامين نِتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيليّ، هو الذي سارع إلى مِصر طلبًا لوقف إطلاق الصّواريخ التي تجاوزت غِلاف القِطاع ووصلت إلى أسدود وعسقلان، لأنّه يُدرك جيّدًا أنّ تل أبيب باتت الهدف التّالي.


صواريخ المُقاومة لم تعُد عبثيّةً مثلما كان يصِفها ويسخر منها الرئيس محمود عبّاس في ذروة انخِراطه في المُفاوضات مع الجانب الإسرائيلي في ظِل مهرجانات احتفاليّة بالحل السلميّ الوشيك، وقبل أن يُكافئه هؤلاء على مُثابرته بـ”صفقة القرن” ونقل السّفارة الأمريكيّة إلى القدس المحتلة، نعم.. هذه الصّواريخ لم تكُن، وإن كانت، لم تعد عبثيّة، وباتت أكثر دقّة في إصابة أهدافها، وتحمل رؤوسًا مُتفجّرةً يبلُغ وزنها 100 كيلوغرام، وربّما أكثر، ولو أرادت فصائل المُقاومة قتل الآلاف من الإسرائيليين وغلق مطار تل أبيب لفعلت، ولكنّها فضّلت التريّث انتظارًا للوقت والتّوقيت المُناسبين.


الشّعب الفلسطيني يحتفل بذِكرى النّكبة هذا العام وهو أقوى، ويملك أدوات الرّدع الفاعِلة، وينتمي إلى محور مُقاوم يُشكّل رُعبًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وداعِمي غطرستها، لما تضمّه ترسانته من مِئات آلاف الصّواريخ من مُختلف الأوزان والأبعاد ومُوجّهة كُلها باتّجاه تل أبيب، وتنتظر التّعليمات بالانطِلاق في حالِ حُدوث أيّ عُدوان.
هذه الطائرات “الحوثيّة” المُسيّرة التي اخترقت كل الرّادارات الأمريكيّة الحديثة، ووصلت إلى أهدافها النفطيّة غرب الرياض ودمّرتها، وعطّلت الصّادرات النفطيّة السعوديّة في خط أنابيب “البترولاين” الذي يربِط الشرق النفطيّ بميناء ينبع الغربيّ، يتواجَد الآلاف منها في مخازن فصائل المُقاومة الفِلسطينيّة تحت الأرض في القِطاع المُحاصر، فالمنبع واحِد، والتّكنولوجيا واحِدة، والعُنوان اسمه طِهران.


إحياء ذِكرى النّكبة هذا العام يتم بينما ينكفِئ المُطبّعين العرب على وجوههم كمدا، ويُعاني النّاتو العربيّ السنيّ ومُنظّريه من حالةٍ من الاكتئاب، لأنّ كُل مُعادلات الاستِسلام والخُنوع في المِنطقة تتراجع أمام ثقافة المُقاومة والصّمود.


لن يفرح الإسرائيليون بمهرجان “اليوروفيجن”، ولن يستمتعوا بأغاني مُطربيه مثلما أرادوا وخطّطوا، فالمُنغّصات كثيرة، سواء أثناء المهرجان أو بعده، وكان آخِرها اختراق موقع هيئة البَث، ولن تصل الرّسالة عبره بأنّ الدولة العبريّة مُستقرُة وآمنة، بل دولة عُنصريّة تحتل الأرض وتقتل الأطفال، والفضل في ذلك يعود للشّرفاء المُقاومين في الضفّة وغزّة والأردن ولبنان وسورية، وكُل أنحاء العالمين العربيّ والإسلاميّ، ولا ننسى شُرفاء المنافي أيضًا.


السّنوات العِجاف تُوشِك على نهايتها.. فسوريا تتعافى.. والعِراق ينهض قويًّا مُقاومًا من بين الرّكام.. والحِراكان الشعبيّان في الجزائر والسودان ينتثران ويرفعان علم فِلسطين.. والزّمن في صالح المُقاومين القابِضين على الجمر.. والأيّام المُقبلة ستكون حافِلةً بالمُفاجآت...

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=60727