وجهات نظر

عبث السياسة.. حول "المليونير المنسي"

د. مهدي دخل الله


الاعلام تايم _ تشرين

 

كثير من المرتزقة السياسيين ربحوا حربهم على سورية. والمرتزق السياسي هو ذاك الذي يبيع موقفه لمن يدفع له حتى لو أدى ذلك إلى تدمير البلد الذي أطعمه وأشربه. إنه لا يحمل السلاح لكنه ليس أقل سوءاً من حامله ما دامت الجريمة واحدة.


في السنة الأولى من الحرب على سورية كنت ممثلاً لبلادي في السعودية.. وهناك تحدثوا لي عن أشخاص سوريين كانوا لا يشاهدون التلفزيون إلا في المقاهي, وينامون على أسرة متواضعة في الأحياء الفقيرة على أطراف الرياض. عندما اندلعت الحرب أصبحوا يركبون السيارات الفخمة ويتحدثون للإعلام ويسكنون الفيلات. أصبحوا «قادة» وأكثرهم لا يعرف الشمال من الجنوب ولا الشرق من الغرب.


هناك أمثلة عديدة على المرتزقة السياسيين الذين جاءتهم الأموال كالسيل, وسكنوا الفنادق الفخمة في اسطنبول وأمريكا وغيرهما وأكثرهم لا يعرفهم شخص واحد من أبناء الشعب السوري.


هؤلاء ربحوا حربهم ليس مهماً بالنسبة لهم من سيحقق انتصاراً على الأرض ماداموا قد حصلوا على «أجرهم» المرتفع جداً.


أحدهم نسيه العالم فألف كتاباً ينتقد فيه أخطاء «ثورته» وثورة المرتزقة من أمثاله. يهاجم في كتابه «النظام» في سورية ويهاجم زملاءه المرتزقة أيضاً. قبل عشر سنوات كنت في لقاء تلفزيوني معه على المحطة البريطانية, فأخذ يهاجم النظام فقلت له إنك تأتي إلى سورية مراراً وتلقي محاضرات تقول فيها رأيك بحرية وذلك على حساب الدولة «أي في المراكز الثقافية الرسمية» ولم يؤذك أحد. تلعثم في جوابه لدرجة أن المذيع سخر منه.


الرجل قبل الحرب كان مجرد أستاذ جامعي في فرنسا مع بيت صغير وسيارة أصغر. اليوم تقول التقارير إن رصيده يصل إلى ملايين اليوروهات. هو ربح حربه على حساب دماء أبناء سورية. الكتاب الذي وضعه مؤخراً هدفه تذكير الناس به. ويبدو أنه ربح أيضاً هنا بدليل هذا المقال حول «المليونير المنسي» وبدليل اهتمام محلل سياسي لبناني شهير بكتابه.


نسيت أن أقول إن صاحبنا علماني حتى العظم لكنه رضخ في «ثوريته» للإخوان المسلمين والوهابيين والتكفيريين من جميع الأنواع…
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=60399