وجهات نظر

خذوا أسرارهم من أشعارهم

شوكت أبو فخر


الاعلام تايم _ تشرين


هناك مقولة ثبتت صحتها حول العالم، وعبر التاريخ وهي: الأغاني الشعبية تفصح عمّا في الصدور، فالأغنية الشعبية التركية «سنعود إلى حلب لنتذوق بقلاوتها اللذيذة» تفصح عما في صدور أركان النظام التركي، والذي ينفذه أردوغان راعي الإرهاب، والوكيل الأول لجماعة «الإخوان المسلمين».


بالأمس وقف أردوغان في مدينة «سيرت» شرق تركيا ليعيد القصيدة التي سجن بسببها قبل 22 سنة.


تقول القصيدة: «المساجد ثكناتنا، وقببنا خوذاتنا، والمآذن حرابنا، والمصلون جنودنا، وهذا الجيش المقدس يحرس ديننا».


هذا الكلام قاد أردوغان عام 1997 للسجن لمدة أربعة أشهر، كما أنه منـع من العمل في الوظائف الحكومية، ومنها الترشح للانتخابات العامة، لاتهـامه بالتحريض والكراهية.


اليوم «أردوغان» المحرض والذي أصبح رئيساً يعود بعد تلك السنين وينشد أبيات الشعر ذاتها، ومن المكان نفسه خلال لقاء أمام حشد انتخابي لمؤيدي حزبه، حزب «العدالة والتنمية» الحاكم.
وفي استكمال أبيات القصيدة ذاتها التي تقول: «لا يمكن لشيء أن يجعلنا نتراجع، ولو فتحت السموات والأرض وفتح علينا الطوفان والجبال المحترقة، أجدادنا الذين نفخر بإيمانهم لم يركعوا يوماً أمام الأمور التي تجعل الإنسان يرتجف، أبواب الانتصارات وطاب الأناضول من ملاذ كرد وحتى شناق قلعة، حتى قلعة الإيمان التي لا يمكن هدمها، الشيء الذي جعل أجدادنا يرفلون من انتصار إلى انتصار هو وحدة العقيدة التي نعيشها».


هذا هو أردوغان الذي يعيد ويكرر «القصيدة» نفسها، فقد فعل الأمر نفسه في عامي 2013 و2015 ويكرره اليوم في 2019.


طموح «السلطان» هو نفسه، ومنذ 2011 وسياسات أردوغان ضد سورية واضحة وضوح الشمس، رعاية الإرهاب وتمكينه بالمال والسلاح، وما يعيده عبر هذا الشعر هو تأكيد جدول أعماله العثماني للسيطرة على الأرض وتمكين أذنابه من «الإخوان» بعد فشل مشروعهم وهزيمته، وليس أدل على هذا، أكثر من المحاولات اليائسة «لإخوان الشياطين» وتهليلها لأحلام أردوغان، بإنشاء «منطقة آمنة» في شمال سورية، ما يؤكد حجم التواطؤ بين الجانبين.


لكن ما فات أردوغان وهؤلاء العملاء أنهم أجراء صغار، أو كما يقول الكاتب التركي عزيز نيسين في رواية «زوبك»: يمشي في ظل العربة فيظن ظل العربة ظله!.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=59309