الاعلام تايم || رنا الموالدي

على مدى أسبوعين تتجلَّى الفنون الساحرة التي أبدعتها الأيادي الماهرة.. يبهرك ذاك التناغم وتلك الدقة في ألوان وأشكال وزخارف اعتادت عليها الذاكرة التراثية منذ الصغر لتحمل معها ذكريات الآباء والأجداد وتلمس فيها عبق التاريخ وأصالة الانسان السوري ومواكبة الزمان .

تصطف ثريات وآلات موسيقية ونحاسيات وأيقونات ومنتجات غذائية وبسط يدوية وقطنيات وأغاباني وتحف تقليدية بأناقة جنباً إلى جنب، ووراءها يجلس الحرفيون السوريون أصحاب الكار كل منهم يعرف دوره  ولا مكان إلا للخبرة الطويلة في الموسم المميّز "موسم الفنون الرفيعة" في معرض مير إكسبو بيروت 2019 الذي افتتح  16شباط الجاري ويستمر حتى  3 آذار القادم.

المشاركة السورية في المعرض هي ولأول مرة على مستوى عال من الفنون لمنتجات الحرف التراثية السورية وبمشاركة 11حرفياً وشيخ كار وعلى مساحة نحو 600 متر وفي أكثر من قسم لاطلاع زوار المعرض على مهارة حرفيي سورية من خلال الأعمال المتميزة المقدمة.

هذا ما تحدث به شيخ كار الفنون اليدوية والتراثية ورئيس الوفد السوري المشارك في المعرض عدنان تنبكجي  لموقع "الاعلام تايم"،  مبيناً أن هذه المشاركة هدفها، إعادة إحياء المهن التراثية السورية التي نحن بحاجة إليها جداً في هذه الظروف لأن سورية هي مظلتنا لهذا يجب تركيز اسم الوطن "سورية" في الوجدان وفي الذاكرة المجتمعية للسوريين جميعاً، مشيرا إلى دور شيوخ الكار في تحقيق هذه الرؤية عبر تسويق منتجاتهم التي تعكس جودة وإتقان الحرفيين السوريين الذين ما زالوا مستمرين بالعمل والإبداع بالرغم من منعكسات الأزمة.

 

وأضاف شيخ الكار تنبكجي "أردنا هذا العام أن يكون برنامجنا  اليدوي الفني معبراً عن الروح التراثية الوطنية الصادقة وغير المستهلكة، فالعمل في الصناعة اليدوية هو عمل جميل يختلف عن غيره من الأعمال، وخلال مزاولتي المهنة فإنه يتميز بقدرته على  تمكين الفرد من إظهار  مواهبه الفنية.. ونحن كشيوخ كار "صلب عملنا أن نساهم  في إحياء ونشر التراث السوري على المستويين العربي والدولي من خلال المشاركة بمختلف المعارض وتسويق الصناعة التراثية التي تثبت وتأصل هوية كل مدينة سورية  وتعطي الزائر فرصة التعرف على حضارة الشعب السوري عن طريق تاريخه وتراثه".

وختم رئيس الوفد لا يمكن للزائر إلا أن يشعر بعبق التراث السوري وعراقته بمجرد دخوله لمعرض ميرا اكسبو 2019 والذي يضم نحاسيات وثريات وخزفيات بدلالات دمشقية من الاغاباني والبخورات والنحت والصدف، بالإضافة إلى ركن الحلويات السورية الشهيرة فالمعرض بمثابه لغة تكلمت عن المئات من الحرفيين الذين يمتهنون الصناعة اليدوية في جميع أشكالها ومن مختلف الفئات العمرية ممن يهواها وممن ورثوها عن أجداده، أنها حققت وبالدليل الحي أفضل ما يمكن أن يقدمه "الفن السوري".