نافذة على الصحافة

بالتفاصيل.. ماذا يخبئ آذار إقليمياً


الاعلام تايم - البناء


أوردت صحيفة البناء مقالاً قالت خلاله أن المعنيين في كل من لبنان والعراق قد تبلّغوا الأوامر، وأن عليهم ملاقاة شهر آذار بحكومات مكتملة، لأن الآتي صعب وخطير والتطوّرات الإقليمية ستكون شديدة السخونة، حيث التسويات صعبة ومعقدة، والحرب المفتوحة غير واردة، والمعادلة الأميركية الإسرائيلية تنطلق من استحالتين.


وذكر كاتب المقال ناصر قنديل أن، الاستحالة الأولى هي التعايش مع تنامي محور المقاومة وتماسكه وامتلاكه المزيد من أسباب القوة الجغرافية والعسكرية والتسليحية، بصورة تجعل أي تسوية ترسخ الانتصار السوري بصيغة توازناته الراهنة خطراً مباشراً لا تستطيع «إسرائيل» تحمّل تبعاته، أما الاستحالة الثانية فهي العجز عن منع هذا المشهد الدراماتيكي بمواجهة جذرية مباشرة تستند إلى استخدام القوة العسكرية، وهو ما كان متاحاً في ظروف أفضل قبل معركة حلب أو قبل معركة الغوطة أو قبل معركة جنوب سورية.


وبين هاتين الاستحالتين يجري ما يُسمّى عسكرياً التقرّب المتبادل إلى خط الاشتباك في «المناطق الحرام»، أملاً بأن يلعب التقرّب دور الردع عن تقرّب مقابل.


وهذا يعني الرهان أن يكون آخر خطوة تقرب للجانب الأميركي الإسرائيلي من دون أن تقابلها خطوة موازية من محور المقاومة، فترتسم قواعد الاشتباك الجديدة عند هذا الحد من التقابل وجهاً لوجه من دون الدخول في المواجهة.


ويرى الكاتب، أن اللحظة التي ستصل فيها الخطوات المتقابلة تبدو مقبلة في آذار، وموعد النقلة الأخيرة التي سيبنى عليها التوازن شبه النهائي هي تلك التي سيفرضها تبادل الخطوات بعد أقلّ من شهرين.


ففي آذار ستكون المهلة الأخيرة لتبلور البدائل العسكرية التي ستخلف الانسحاب الأميركي من الحدود السورية التركية، لأن الأكيد أن نيسان هو شهر الانسحاب، فهل ستذهب تركيا للمخاطرة باللعب بالنار وتقع في الفخ الأميركي وتتسلّم من واشنطن مواقع حدودية تضعها خارج مسار أستانة مع روسيا وإيران وتعيدها إلى ما قبل معركة حلب.. وفي آذار كما قالت صحيفة "كومرسانت" الروسية نقلاً عن مصادر عسكرية ستكون شبكة صواريخ الـ«أس 300» التي سلّمت لسورية قد وضعت قيد التشغيل، وقد سمعت «إسرائيل» كلام الدبلوماسي السوري الدكتور بشار الجعفري من منبر الأمم يطرح معادلة مطار تل أبيب مقابل مطار دمشق، ومعلوم أن كلام الجعفري تمهيد جدّي للمعادلة التي قال رئيس أركان جيش الاحتلال إنها فرضية لا يمكن تجاهلها، فلدى سورية ما يسمح لها بترجمتها، والجعفري لا يلقي الكلام على عواهنه.


وختم الكاتب.. معادلات الردع تتحضر لاختبار ساخن لترسم قواعد الاشتباك الجديدة، وآذار موعد غير بعيد، والرهان الأميركي على مواجهة من طرف عنوانها الحرب المالية مع تبريد الجبهات العسكرية التي ثبت أن اليد العليا فيها لخصومها، سيبقى حلماً غير قابل للتحقق.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=58204