وجهات نظر

الهزيمة الميدانية تشعل الحرب الاقتصادية

عبد الرحيم أحمد


الاعلام تايم - صحيفة الثورة

 

حرب الميدان ليست بعيدة عن الاقتصاد إن لم تكن به ولأجله، فجميع الحروب تشن لغايات سياسية تخدم أهدافاً اقتصادية في النهاية.. حتى ولو كان الرابط ليس واضحاً للمتابع، فسلاح العقوبات والحصار الاقتصادي يشكل إحدى أدوات الدول الاستعمارية التي تستخدمها في معاقبة خصومها والأمثلة على ذلك كثيرة جداً.

 

قبل قرابة ستين عاماً فرضت الولايات المتحدة على جارتها كوبا حصارا اقتصادياً قاسياً مازال قائما حتى هذا التاريخ معاقبة للثورة الكوبية وللشعب الكوبي، واليوم تفرض الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيين حصارا وعقوبات ضد إيران وروسيا وضد سورية أيضاً، وهذا ما نلمسه كسوريين منذ بداية الحرب الإرهابية ضد بلدنا في منع وصول المستوردات من دواء وغذاء ومشتقات نفطية.

 

لا شك أن أعداء سورية وعلى رأسهم الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الاسرائيلي الذين فشلوا في كسر إرادة السوريين سواء عبر أدواتهم الإرهابية أم عبر عدوانهم المباشر، يحاولون اليوم أن يستخدموا سلاح الاقتصاد واستهداف لقمة عيش السوريين في حربهم ضد سورية عبر منع وصول امدادات النفط وغيرها من المواد الأساسية والتي يتم استيرادها من الدول الصديقة.

 

فالنصر الميداني الذي سجله أبطال الجيش العربي السوري مستندين إلى احتضان شعبي واسع، ضد طيف واسع من الدول وقطعان المرتزقة الإرهابيين، وتصدع جدار الحصار احادي الجانب الذي فرضته سطوة السيطرة الأمريكية على دول المنطقة.. أثار الهلع والحقد الإسرائيلي الذي هاله ان تستعيد سورية عافيتها.

 

هذا الحقد تجلى في الاعتداءات الجوية المتكررة ضد سورية في محاولة لرفع معنويات الإرهابيين وضخ الأوكسجين في عروقهم، لكنهم فشلوا جميعا في انقاذ ادواتهم فكان التحرك لتسعير الحرب الاقتصادية وإصدار عقوبات جديدة من قبل الاتحاد الأوروبي ضد مؤسسات وشخصيات ورجال أعمال سوريين يتهمهم الاتحاد الأوروبي ومن خلفه اللوبي الصهيوني بدعم الدولة السورية وتأمين احتياجات السوريين.

 

لكن السوريين الذين تجاوزوا سبعاً عجافاً بتكاتفهم وصبرهم على الشدائد والصعاب وبدعمهم لجيشهم الوطني كسروا العمود الفقري للإرهاب وأفشلوا مخطط واشنطن وانتصروا على 80 دولة حاربتهم معاً، وهم قادرون اليوم أن يكونوا عوناً لبعضهم البعض في وجه الحرب الاقتصادية التي تتمظهر حالياً بأبشع صورها لمنع حالة التعافي التي لا يراد لنا الوصول إليها.

 

سورية التي تجاوزت منعطفات وصعوبات لم تعرفها دولة قبلها، قادرة على تجاوز الحرب الاقتصادية دون أن تلين عزيمتها ودون أن تقدم تنازلات.. ومشهد السوريين فجر الحادي والعشرين من كانون الثاني الجاري يتابعون دفاعاتهم الجوية تصطاد صواريخ العدو الإسرائيلي في الأجواء، مشهد يؤرق الأعداء ويحاولون تمزيقه.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=58177