نافذة على الصحافة

غموض حول "صفقة القرن".. قلة على هذا الكوكب تعرف تفاصيلها؟


الاعلام تايم - مواقع


ما إن يهدأ الحديث عمَّا يُعرف بـ «صفقة القرن» حتى يعود للتصدّر من جديد، فمنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في سبتمبر/أيلول 2017، عنها لأول مرة، وشروع صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر في وضع الخطة، لم تتوقف التسريبات عن مضامينها الضبابية.


آخر هذه التسريبات بحسب موقع "هافنغتون بوست"، ما كشفته قناة التلفزة الصهيونية «13»،قبل أيام ، التي نقلت عن مصادر في الإدارة الأمريكية، أن من ضمن البنود الرئيسية لمابات يعرف "صفقة القرن"، منح "إسرائيل" الحق في ضمّ التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، إلى جانب فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى.


البيت الأبيض سارع من جهته، للتشكيك في هذه التسريبات، ففي تغريدة على تويتر قال جيسون غرينبلات، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط وأحد مهندسي الخطة الرئيسيين، بالإضافة إلى صهر الرئيس غاريد كوشنر، إن التقرير الإسرائيلي «غير دقيق». لكن غرينبلات لم يحدد الجزء غير الصحيح في التقرير، إذ كتب قائلاً: «التكهنات بشأن محتوى الخطة لا تفيد، قلة على الكوكب تعرف ما تنطوي عليه.. في الوقت الحالي». وأضاف: «نشر أخبار كاذبة أو مشوهة أو منحازة في وسائل الإعلام غير مسؤول ويضر بالعملية».


الغموض يلف مستقبل الصفقة.. هل أزمات رعاتها وراء ذلك؟
الحالة الضبابية التي تلف «صفقة القرن» زادت بشكل كبير، بعد خفوت الحديث عنها خلال الأشهر الأخيرة، وذلك في ظل الأزمات الكبيرة التي يواجهها الرئيس الأمريكي ومعاركه مع خصومه في الداخل، خاصة بعد أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحماية ترامب لولي العهد السعودي محمد ابن سلمان الذي تشير إليه أصابع الاتهام، من أي إدانة أمريكية رسمية.


وأشار الموقع الى أن أزمة خاشقجي التي وضعت ترامب في موقف حرج هي ذاتها أيضاً التي وضعت ابن سلمان في شهور عصيبة جداً، فبالنسبة لإسرائيل يعد محمد بن سلمان الرجل الوحيد القادر على فرض صفقة القرن على الفلسطينيين. حيث وصفت صحيفة نيويورك تايمز صعوده بأنه كان هدية لـ"إسرائيل"، فهو لا يبالي كثيراً بالقضية الفلسطينية. وكان يُنظَر إليه على أنه شخص قادر على فرض خطة ترامب للسلام على الفلسطينيين بأي شكل من الأشكال. وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، حين أعلن ترمب أنَّ واشنطن ستعترف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، دعا محمد بن سلمان الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرياض، لإبلاغه أنَّ الخطة الأمريكية غير المُعلنة هي «الخيار الوحيد».


ولاحقاً، انتقد عباس الصفقة التي أُشيع أنَّها تشمل تنازل الفلسطينيين عن السيادة على القدس الشرقية المحتلة وحق عودة اللاجئين، ووصفها بأنَّها «صفعة القرن». وخلال حديثٍ لمحمد بن سلمان في ولاية نيويورك الأمريكية، في أبريل/نيسان الماضي، ردَّ الأمير قائلاً إنّه يتعيَّن على الفلسطينيين الجلوس إلى مائدة المفاوضات، أو «فليخرسوا ويتوقفوا عن الشكوى».


وتساءل الموقع إذا كانت الرياض وواشنطن مشغولتين.. إذاً لماذا التسريبات الآن؟، مشيراً الى أن السعودية تكافح الآن لتجميل صورتها عالمياً بعد حادثة خاشقجي، ويحاول ترامب مقاومة خصومه والانتصار في معاركه الداخلية التي ربما تطيح به، فتعمل "إسرائيل" رمي الحجر في المياه الراكدة مجدداً، أملاً في تسريع الخطة الأكبر لتسوية القضية الفلسطينية. الأزمات الأخيرة التي تمر بها السعودية واضطراب العلاقات الإسرائيلية مع حلفائها، ربما تضطرهم إلى تجميد خطط التسوية في المنطقة، فقد أصبح حلفاء ابن سلمان في مأزق بعد أن كان الرجل يلعب دوراً قيادياً في أغلب خططهم.


محللون قالوا إن هناك فرضية أخرى فالتسريبات الإسرائيلية الأخيرة حول صفقة القرن، مرتبطة بشكل كبير بقرب إجراء الانتخابات الإسرائيلية، التي ستحسم مصير حكومة نتنياهو. وهذا يتسق مع ما قاله داني دانون، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، في تصريحات للصحفيين، بأنه لم يتم الكشف عن خطة ترامب قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في التاسع من أبريل/نيسان.


ونقل الموقع عن المحللين أن  توقيت التسريبات «غير بريء» لقرب الانتخابات، لكن لا يوجد تأكيد رسمي لها، سواء إسرائيلياً أو أمريكياً.


وأوضح الموقع أن شكل الدولة الفلسطينية التي تحدثت عنها التسريبات أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط ستقترح إقامة دولة فلسطينية على ما يصل إلى 90% من الضفة الغربية المحتلة، على أن تكون عاصمتها في القدس الشرقية، ولا تشمل الأماكن المقدسة. وفي تفاصيل ذلك، قالت القناة، إن ترامب «يرغب في استكمال الإجراءات الإسرائيلية المقترحة بتبادل للأراضي مع الفلسطينيين»، وأن تكون المدينة القديمة التي تحيط بها الأسوار في القدس الشرقية، ويوجد بداخلها المقدسات الإسلامية  واليهودية والمسيحية، تحت السيادة الإسرائيلية، لكن بإدارة مشتركة من الفلسطينيين والأردن». بدورها، رفضت السلطة الفلسطينية على لسان المتحدث الرسمي باسمها، نبيل أبو ردينة أن «أي خطة سلام لا تتضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود عام 1967 وعاصمتها كامل القدس الشرقية»، مؤكداً أن أي خطة لا تشمل ذلك «ستفشل». وأضاف أن «استمرار بث الاشاعات والتسريبات حول ما يسمى بملامح صفقة العصر التي تتحدث عنها الإدارة الأميركية، إضافة إلى الاستمرار في محاولة ايجاد أطراف إقليمية ودولية تتعاون مع بنود هذه الخطة هي محاولات فاشلة ستصل إلى طريق مسدود.»


وقال الموقع إن تقرير القناة الإسرائيلية لم يتطرق إلى مصير اللاجئين الفلسطينيين، وهي القضية الأصعب، التي تعد إحدى نقاط الخلاف الكبرى في الصراع الممتد منذ احتلال فلسطين عام 1948، وكانت تقارير إعلامية تحدثت سابقاً عن مساعٍ أمريكية لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في دول عربية، على رأسها الأردن ومصر، بعد قرار واشنطن وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=58066