العالم العربي

التليلي: لايوجد موجب سياسي أو شرعي لما يسمى "جهاد" في سورية


أكد وزير الشؤون الدينية التونسي منير التليلي عدم وجود موجب سياسي لما يسمى "الجهاد" في سورية، معتبراً أن كلمة "الجهاد" لا بد أن توضع في إطار السياسة الشرعية عموماً وأن أبناء سورية فقط يحق لهم التصرف في بلدهم.

وقال التليلي في حوار أجرته معه صحيفة الصباح الأسبوعي التونسية أمس الاثنين "أنا أعتقد أن الذهاب اليوم إلى سورية لا يخدم أبناء الشعب السوري الذين يحق لهم وحدهم التصرف في بلدهم بالمصالحة أو بـ "الثورة" كما أن أبناء تونس يفترض بهم التعاون مع حكومتهم الشرعية للخروج من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية كالفقر والبطالة والتخلف والجهل".

وأضاف التليلي "إننا في الحكومة التونسية نرى أن "جهاد" أبناء تونس في بلدهم نحن لدينا معركة مع التخلف والتنمية والتشغيل تفترض الجهاد بالعلم والعمل والأولى بهؤلاء الشباب مساعدة بلدهم على التقدم والتطور وهذا هو "الجهاد" الحقيقي في واقعنا".

من جهته قال الباحث التونسي في الجماعات الإسلامية كامل الساكري في تصريح لذات الصحيفة إن عودة "الجهاديين" التونسيين من سورية من المرجح جداً أن تتم عبر ليبيا فهؤلاء تدربوا في ليبيا قبل أن يتحولوا إلى سورية عبر تركيا وهم مدربون جيداً على الدخول والخروج وعندهم وسائلهم الخاصة للتسلل عبر الحدود ويمكنهم الانتقال بين البلدين بسهولة.

ولفت الساكري إلى وجود صلة تنظيمية وفكرية بين عدد من المسلحين في ليبيا وتونس وإن الأسلحة باتت منتشرة عند الجماعات المسلحة وخاصة التنظيمات الموالية لتنظيم القاعدة مضيفا أن كل الشرور التي أصابت تونس سببها تأزم الأوضاع الأمنية في ليبيا بمساعدة أطراف داخلية تونسية.

في السياق أكدت الصحيفة أن جمعيات خيرية تقوم باستغلال الأوضاع السيئة في الأحياء الفقيرة التونسية لاستقطاب شباب يائسين والزج بهم لقمةً سائغةً وصيدا سهلا بين براثن الجماعات "الجهادية".

وقالت الصحيفة "على امتداد الثلاث سنوات الأخيرة تابعنا قوافل تقدم المساعدات الخيرية لضعاف الحال والمعوزين وهي استراتيجية سهلت تغلغل الجماعات "الجهادية" داخل الأحياء المهمشة بالعاصمة التونسية وضواحيها لتروج أفكارها الوافدة وتبث سمومها بواسطة أموال باهظة رصدت اعتماداتها الضخمة جهات وهابية لنشر الفكر التكفيري بل إنها نجحت في تجنيد المئات من الشباب العاطل عن العمل للسفر إلى سورية والقتال هناك مقابل مبالغ مادية تراوحت بين 3و4 آلاف دينار تونسي".

وأضافت الصحيفة أن المال السياسي الذي وزع تحت يافطة المساعدات الخيرية حول الأحياء المنسية إلى مفرخة للجماعات "الجهادية" وإلى مصدر للإرهابيين بشكل طرح الكثير من التساؤلات وبات يدعو إلى الإسراع في إيجاد الحلول الكفيلة بمعالجة هذه الظاهرة.

وكانت وزارة الداخلية التونسية وصفت قبل أيام التونسيين العائدين من سورية والذين كانوا يقاتلون في صفوف المجموعات الإرهابية بـ "القنابل الموقوتة"، حيث أكد وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو في 24 الشهر الماضي أن 8 آلاف تونسي تم منعهم من السفر إلى سورية العام الماضي للاشتباه في رغبتهم بالالتحاق بالإرهابيين والقتال إلى جانبهم هناك، مشيراً إلى أن عدد الموقوفين المتهمين بالإرهاب والمقدمين للعدالة في تونس بلغ نحو 1400 شخص العام الماضي.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=31&id=5795