مجتمع

"بكرا إلنا" يجتهد على صناعة "الإعلامي الصغير"


الاعلام تايم _ نجوى عيدة

من المتعارف عليه أنّ أغلب نشاطات ومواهب الأطفال تتوجّه نحو الرسم والموسيقا والسباحة وغيرها من النشاطات الترفيهيّة التي تُعتَبر من عوالم الطفولة، إلا أنّه وعلى ما يبدو كسر أطفال هذا الجيل ما هو تقليديّ ونمطيّ بسلوكيّاتهم ونشاطهم وقررّوا اقتحام عالم "الكاميرا والمايكروفون"، وكان مشروع "بكرا إلنا" الذي تتبنّاه محافظة دمشق بيئة حاضنة لعشرات الأطفال الراغبين بأن يصبحوا نجوماً مضيئة للوصول بموهبتهم إلى ما يصبون إليه.

إعلاميّ صغير

الدكتور المحاضر في كلية الإعلام بجامعة دمشق ومشرف على المدرّبين في مشروع بكرا إلنا عربي المصري أكد أنّ مشروع الإعلام في "بكرا إلنا" من المشاريع التي ألحقت بالبرنامج إدراكاً لأهميّة الإعلام، وبالتالي أهميّة صناعة النجوم الإعلاميّة واكتشاف المواهب إضافة لتوعية الأطفال إلى كيفيّة التعامل مع الإعلام سيّما وأنّه يستهدف الأطفال الذين عاشوا أزمة، ولأنّ بعض الإعلام والدوائر السياسيّة والاجتماعيّة تدّعي وتقول إنّ الإعلام كان له دور سلبيّ كبير في الحرب التي شهدتها سورية، فقد كان هدف المشروع مع الإعلام اختيار المواهب وصقلها وتربيتها على كيفيّة كشف الحقائق، ممّا لا شكّ فيه بحسب الدكتور (مصري) بأنّ الإعلام برّاق ومغناطيس جذّاب، لذلك كان التركيز على تدريب الأطفال على العمل الإعلاميّ أولاً وخلق جيل ناشئ قادر على التعامل مع الإعلام بحيث لا يكون كالإسفنجة يمتصّ كلّ مايتلقاه، بالتوازي مع تنمية قدرات الإعلاميّ الصغير على اختيار المفيد ونقد كلّ رسالة يتلقاها، وبما أنّ الإعلام يحيط فينا كالبحر الإلكتروني يقول (مصري): "لقي جاذبيّة كبيرة لدى الأطفال وأصبح الآن بمرحلة متقدّمة وتعدينا مرحلة اختيار المواهب ونمتلك اليوم مجموعة من الأطفال المتميّزين يتلقون تدريباً خاصّاً، إضافة للعمل مع القواعد لاختيار مواهب جديدة واستمرار التشبيك ضمن دوائر مدارس دمشق".

منهجيّة

وعن منهجيّة العمل أفاد (مصري) أنّها تعود لإدارة المشروع سواء من المدير أو من مستشاري قسم الإعلام، إذ تمّ التأسيس لعمل منهجيّ مدروس بدقّة، مشيراً إلى أنّ قسم الإعلام هو الوحيد الذي لديه دليل منهجيّ تدريبيّ للمدرّبين كي يعلّموا الأسس التي يجب على قواعدها بناء التدريب العلميّ والمنطقيّ بشكل صحيح وليعلم المدرّبين ماذا يريد المشروع من هذا التدريب، سيّما وأنّ المستهدفين أطفال عاشوا مرحلة قاسية، يقول الدكتور (مصري): "نستهدف مواهب بغضّ النظر عن المحيط فيها، فالإعلام برّاق بالنسبة لها وترغب في أن تصبح من نجوم الإعلام والمشروع يريد أن يصحّح الأفكار، خاصّة مع وجود أطفال يرغبون بالتسجيل في الإعلام ليصبحوا نجوماً ويكسبوا الأضواء والشهرة، نحن نوضّح لهم أنّ الإعلام أعظم من ذلك وهو خدميّ يحقّق مصلحة للمواطن قبل كلّ شيء ويحقّق المعرفة والمتعة ويساعد الناس في التخلّص من المشاكل وكشف مَنْ يسيء لها، والطفل يتلقّى هذا عبر عام كامل في نشاط صفّيّ"، ورغم تفضيل الدكتور (مصري) أن يكون النشاط لا صفّيّاً إلا أنّه أثنى على كيفيّة استثمار المدارس من قبل محافظة دمشق ووزارة التربية، وأكّد على وجود تجهيزات مقبولة لعمل المدرّب الإعلاميّ.

الإعداد لإعلاميّ ناجح

وأوضح (مصري) ماهيّة المنهاج الذي يُعطَى للمدرّبين والذي يتضمّن أسس التدريب وفي قائمتها تعليم الطفل مفهوم الإعلام وطبيعة العمل الإعلاميّ، ووضعه في صورة أنّ الإعلام ليس مؤسّسة محايدة بالتالي فهو ينحاز، وهذا الانحياز ممكن، لكن دون أن يكذب، يتابع مصري: "نعلّم الطفل أنّ الإعلام يكذب ويضلّل لكن من الضروري تعليمه كيف يكشف كذب الإعلام وهذا الجزء الأول من التعليم يتمّ عبر دروس بسيطة وأمثلة وشرح مفصّل وسهل، درّبنا أكثر من 70 مدرّباً في المرحلة الأولى" – يقول مصري- " في هذا العام زاد عدد المدرّبين الملتحقين الذين خضعوا لاختبارات قاسية؛ اختبارات شخصية وكاميرا وعمل ميدانيّ ومقابلات كتابيّة وشفهية، وذلك بعد دورة استمرّت أسبوعاً حاضر فيها إعلاميون وخبراء وأساتذة في كليّة الإعلام منهم عميد الكلية وبعض الدكاترة المختصين بالتدريب العمليّ لاختيار المدرّبين بغية الوصول للمدرّب الكفء لأنّنا دائماً نقول إنّ نجاح المشروع يكمن بنجاح المدرّبين وركزنا بعد ذلك على التفكير الإبداعيّ بشكل عامّ والتفكير بذكاء هذا سيساعد الطفل ليس فقط في الإعلام بل بحياته ومدرسته وأيامه القادمة وبتعامله مع المحيط واندماجه مع أصدقائه فيصبح شخصية مؤثّرة حتى لو لم يصبح إعلاميّاً، بعدها يدخل ليعرف الخبر والتحليل والتعليق والتقرير ويبدأ بتعلّم صناعة هذه الرسالة بأنواعها، كما يتضمّن المنهاج وآليّة التعليم قسماً للإلقاء الإذاعيّ والتلفزيونيّ والحواريّ والتفاعليّ بحكم أنّ الجميع يحبّ مهنة المذيع"، إلى جانب ذلك أشار الدكتور (مصري) إلى قسم التربية الإعلاميّة والذي اعتبره أهم نقطة حيث يركّز ويهتمّ بإعداد الطفل ليتعامل بذكاء مع وسائل الإعلام، وأبدى (مصري) تفاؤله بوجود نجوم صغار وستصبح مشعّة في سماء الإعلام المحليّ والعالميّ بعد إعدادها وتأهيلها بطريقة صحيحة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=57375