الإعلام تايم - رأي اليوم

 

أفردت صحيفة رأي اليوم  افتتاحيتها عن أبناءِ قِطاع غزّة تناولت خلاله أن مِن حَق الشَّعب الفِلسطينيّ بشَكلٍ عام، وأبناءِ القِطاع بشَكلٍ خاص، أن يَحتَفِلوا بالنَّصر، فلَولا صُمودهم ومُقاومتهم البُطوليّة لما قَبِل رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نِتنياهو المُتَغَطرِس بوَقفِ إطلاق النّار، ولا استمرَّ في القَصفِ مِن البَحرِ والبَرِّ والجَو.

وتابعت الصحيفة أن نِتنياهو أدرَكَ أنّ استهدافَ القِطاع لم يَعُد يَمُر دُونَ رَدٍّ “مُزلزِل” ودُونَ خَسائِرٍ ضَخمَةٍ في صُفوفِ قُوّاتِه ومُستَوطِنيه، أرسَل وِحدَة النُّخبَة في قُوّاته الخاصّة للتَّسَلُّل إلى القِطاع لقَتْلِ أو خَطفِ قِياداتِ المُقاوَمة، مِثلَما كانَ عليهِ الحال في الماضي، فَوَقعوا في مِصيَدَةٍ لم يَعرِفوا كيف يَخرُجون مِنها، ولولا القَصف الجَويّ الكَثيف، وتَدخُّل الطائرات العَموديّة لإنقاذِ هَذهِ الوِحدَة الإرهابيّة لتَمَّ القَضاء عليهِم جَميعًا، وليسَ على قائِدِهِم فقط، وهذا حَقٌّ مَشروعٌ، وواجِبٌ وَطَنِيٌّ.

الحَرب الأخيرة في قِطاع غزّة جاءَت قصيرةً هَذهِ المَرّة لأنّ نِتنياهو، ومَجلِس وزرائِه المُصَغَّر، أدرَكَ أنّه سيَتَكَبَّد خسائِر كُبرَى غَير مسبوقة مادِيًّا وبَشَريًّا، وسيَخسَر مَوقِعه في الانتخابات البَرلمانيّة المُقبِلة، وسيُصِيب أصداءه أصدقاؤه المُطَبِّعين مِن العَرب بالحَرَج، فقَرَّر تقليص الخَسائِر واللُّجوء إلى مِصر سَعْيًا لطَوقِ النَّجاة ، وهكذا كان، ولكِن إلى حِين.

أربَعُمائة صاروخ جَرى إطلاقُها في يَومٍ واحِدٍ فقط، أوقَعت إصابات قِياسيّة في أوساطِ الإسرائيليين، وأطلَقت صَفّارات الإنذار وفَتَحَت المَلاجِئ لمِئات الآلافِ مِن المَذعورين والهَلِعين..الصَّواريخ التي تُطلِقها المُقاوَمة مِن قِطاع غزّة لم تَعُد عَبثيّةً وإنّما أصبَحَت سِلاحًا يُهَدِّد تَل أبيب.

المُقاوَمة انتَصَرت في هَذهِ الجَولة لأنّها تُؤمِن بأنّ النَّصر قادِمٌ وحَتْمِيٌّ، مِثلَما تُؤمِن بأنّ وراءَها شَعبٌ مُجاهِدٌ مُستَعِدٌّ للصُّمود والتَّضحِية، بَل لا يَعرِف غَيرَهُما في هذا الزَّمن العَربيّ الرَّديء.