نافذة على الصحافة

شبح التلويح بورقة العزل يؤرق ترامب.. «الديمقراطيون» يستعيدون الأغلبية في «النواب».. ويتوعدون..!!


الاعلام تايم _ صحيفة الثورة


وجه فوز «الديمقراطيين» في الانتخابات النصفية الأميركية صفعة كبيرة للرئيس دونالد ترامب، بعدما استعادوا السيطرة على مجلس النواب البالغ عدد أعضائه 435 عضوا، فحصلوا على 219 مقعدا في مجلس النواب، مقابل حصول الجمهوريين على 194 مقعدا.

 

ليصبح فوزهم بأغلبية مجلس النواب هو الأول منذ 8 سنوات، وبهذه النتيجة سيكون بمقدورهم تكبيل عمل ترامب في السنتين المتبقيتين على ولايته، وحتى التلويح بورقة العزل، وبإمكانهم أيضا فرض رقابة مؤسسية على رئاسته، وهو ما من شأنه التأثير سلبيا على أجندة البيت الأبيض في تمرير عدد من الملفات التي يعتبرها ترامب أساسية.‏

 

أما مجلس الشيوخ فقد استطاع الحزب الجمهوري الاحتفاظ بسيطرته عليه بحصوله على 51 مقعدا مقابل 43 للحزب الديمقراطي، حسب آخر نتيجة غير رسمية أظهرتها «سي إن إن».‏

 

وبهذه النتيجة فقد ترامب الأغلبية المريحة في مجلس النواب لمصلحة الديمقراطيين، ووصفت شبكة «أن بي سي نيوز» الأميركية فوز الديمقراطيين بأنه مخرز في خاصرة ترامب، وسيعوق بشكل قوي عددا كبيرا من سياساته وقوانينه التي يسعى إلى تمريرها.‏

 

وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن فوز الديمقراطيين، تاريخي بكل المقاييس، نظرا لأنه الأول من نوعه منذ 8 سنوات بالنسبة للحزب الديمقراطي.‏

 

وقالت الشبكة الأميركية إن خسارة ترامب ولايات كانت مؤيدة له ومؤيدة للحزب الجمهوري، يرجع إلى اللغة العنصرية التي استخدمها ترامب ضد خصومه في الحزب الديمقراطي، وآرائه العنصرية تجاه مسائل شائكة، مثل قضايا الهجرة، والاقتصاد.‏

 

لكن مصدر القلق الأكبر وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست»، هو أن مجلس النواب يمكنه فعليا هذه المرة أن يستخدم أدوات ترهيب كبرى ضد ترامب، وأن يلوح للمرة الأولى بورقة العزل.‏

 

والإقالة هي عملية من خطوتين، منصوص عليها في دستور الولايات المتحدة، أولا، ينظر مجلس النواب في الاتهامات الموجهة للرئيس، إذا صوتوا لمصلحة العزل، ويتطلب الأمر مجرد أغلبية بسيطة، فهذا يعني أن الرئيس قد اتهم رسميا، ولإخراجه فعليا من منصبه، يجب على مجلس الشيوخ التصويت على إدانته بهذه الاتهامات، التي تتطلب أغلبية الثلثين.‏

 

ويمكن عزل الرؤساء دون أن يتم طردهم من البيت الأبيض، كما حدث لبيل كلينتون عام 1998، ولكن مع عدم توفر أغلبية ديمقراطية في مجلس الشيوخ، سيتمكن فقط مجلس النواب من إحراج ترامب بطرح فكرة العزل مجددا على الجمهور، وفقا لما ذكره موقع «ذا هيل» الأمريكي المعني بأخبار الكونغرس.‏

 

وينص الدستور الأمريكي على أن صلاحيات مجلس النواب لا تقتصر على التصويت على الميزانية، وإقرار مشاريع القوانين، وتوجيه الاتهامات إلى الرئيس وقضاة المحكمة العليا والتحقيق معهم والتي يمكن أن تصل إلى العزل من مناصبهم، بل تصل إلى اختيار رئيس للبلاد، في حالة لم ينل أي مرشح أكثرية في انتخابات الرئاسة.‏

 

ولكن رغم صعوبة ملاحقة ترامب، إلا أنه يبدو أن أعضاء مجلس النواب الجدد من الديمقراطيين يسعون إلى إحراج الرئيس الأمريكي، مثل ما قاله نائب تكساس، آل غرين، من أن مساءلة ترامب القانونية ستكون من أولوياته في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.‏

 

زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي توعدت إثر فوز حزبها بفرض ضوابط ومحاسبة من جديد على إدارة ترامب، وغمزت من قناة الأخير، مؤكدة أن أمريكا سئمت الانقسامات. ومع ذلك أعلنت بيلوسي المعروفة بمعارضتها الشرسة لترامب وإدارته، في الوقت نفسه، أن حزبها لن يشن حربا على الجمهوريين بعدما استعاد السيطرة على مجلس النواب.‏

 

وقالت زعيمة الديمقراطيين خلال مؤتمر صحفي عقدته أمس بعد تأكد انتقال السيطرة في مجلس النواب إلى الديموقراطيين : الأمر اليوم يتخطى الديمقراطيين والجمهوريين، الأمر يتعلق بترميم الضوابط والمحاسبة التي نص عليها الدستور بمواجهة إدارة ترامب.‏

 

وفي أول إقرار من ترامب بالهزيمة، على الرغم من إعلانه قبل ذلك أن النتائج كانت رائعة، هنّأ ترامب بيلوسي على فوز حزبها بالأغلبية في مجلس النواب.‏

 

ومن المتوقع أن تسعى بيلوسي لمنصب رئيس مجلس النواب، والذي شغلته لمدة أربعة أعوام، بداية من عام 2007، وكانت أول سيدة تتولى رئاسة المجلس.‏

 

مراقبون يرون أن النتائج الجديدة ستحدد مسار سياسات ترامب الداخلية والخارجية في السنتين القادمتين وسترغمه على التوقف عن السياسات والقرارات المتهورة التي اتخذها مستغلا سيطرة حزبه الجمهوري على مجلسي الكونغرس «النواب والشيوخ» خلال العامين الأوليين من ولايته والتي قوبلت بانتقادات دولية حادة وكان من بينها قراره الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووي مع إيران واتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ وإصدار القرارات ضد المهاجرين إضافة إلى افتعال حرب تجارية عالمية مع التهديد بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية.‏
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=56187