وجهات نظر

التطورات الإقليمية لا تصب في مصلحة 14 آذار!

ماهر الخطيب


الإعلام تايم- النشرة

 

منذ لحظة تكليف ​سعد الحريري​ تشكيل الحكومة المقبلة، في 24 أيار الماضي، بدأ الحديث عن استعجال قوى الثامن من آذار، لا سيما "​حزب الله​"، الولادة الحكومية، على قاعدة الخوف من التطورات الإقليمية، في ظل العقوبات الأميركية المنتظرة على ​إيران​، ما يعني المزيد من الضغوط على الحزب، بالتزامن مع ارتفاع منسوب التهديدات الإسرائيلية.

 

ضمن هذا السياق، خرج أمين عام الحزب ​السيد حسن نصرالله​، ليؤكد أن لا مشكلة لدى الحزب سواء شُكلت الحكومة قريباً أو لم تُشكل، واضعاً الحرص الذي يبديه على ضرورة الإسراع في إنجاز المهمة في إطار المصلحة الوطنية التي تتطلب ذلك، بالنظر إلى الأوضاع الاقتصادية التي لم تعد تحتمل المزيد من المماطلة، في حين كانت بعض الجهات، في قوى الرابع عشر من آذار، تعتبر أن التأخير سيقود إلى تحسين شروطها في التفاوض.

 

في ظل هذا الواقع، حصل ما لم يكن في الحسبان، من وجهة نظر مصادر نيابية في قوى الثامن من آذار، لناحية جريمة مقتل الصحافي السعودي ​جمال خاشقجي​ في قنصلية بلاده في اسطنبول، حيث انتقلت الضغوط الدولية، الدبلوماسية والإعلامية، من إيران إلى السعودية، ما أدى إلى انشغال الأخيرة عن الساحات الإقليمية المتعددة التي تلعب أدواراً فيها، ووضع الجهات المتحالفة معها في حيرة من أمرها، خصوصاً أن المسار الذي ستسلكه هذه الأزمة لم يتّضح بعد، وهو قد يطال الرجل الأقوى في المملكة، أي ولي العهد محمد بن سلمان.

 

بالنسبة إلى هذه المصادر، لا يمكن تجاهل تأثير العوامل الخارجية في عملية تشكيل الحكومة، مع اعترافها بأنها تراجعت، في الأيام الماضية، نتيجة الضغوط التي يمارسها الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​، انطلاقاً من معادلة الربط بين مقررات مؤتمر "سيدر" والولادة الحكومية المنتظرة، لكنها تشير إلى أنّ القوى المحلية لا تزال تتصرّف على قاعدة انتظار تحوّلات قد تصبّ في صالحها، ربطاً بدخول العقوبات الأميركيّة، التي ستطال قطاع النفط الإيراني، حيّز التنفيذ في بداية الشهر المقبل.

 

على هذا الصعيد، تؤكد المصادر نفسها أن فريقها السياسي لم يبدل من مطالبه، حتى الآن، التي تتضمن، من وجهة نظرها، تنازلات كبيرة، لا سيما على مستوى الحصة الوزارية التي سينالها "الثنائي الشيعي"، لكنها قد لا تستمر على المنوال نفسه في حال استمر الفريق الآخر في سياسة الرهان على التطورات الإقليمية، خصوصاً أن الأخيرة لا تصب في صالحه، نظراً إلى أن أحداً لا يستطيع أن يتوقع كيف ستنتهي الأزمة التي تمر بها السعودية حالياً.

 

وتشدّد هذه المصادر على أن ليس هناك من تطورات إقليميّة من الممكن أن تؤثّر على واقعها المحلّي، سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو إيران، في حين أنّ الفريق المقابل قد يتعرّض لضربة كبيرة في حال استمرّت الضغوط الحاليّة على السعوديّة، وبالتالي ما قد يحصل عليه اليوم قد لا يكون ممكناً في المستقبل، بسبب خسارته مرّة جديدة لرهاناته الإقليميّة، بينما المطلوب منه العودة إلى الداخل وتسهيل مهمّة رئيس الحكومة المكلّف، وتضيف: "من مصلحة قوى الرابع عشر من آذار، الذهاب إلى تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد في حال كان البحث في التوازنات، أما في حال كان البحث عن المصلحة الوطنيّة، فإنّ ولادتها وجب أن تكون في الشهر الأول من التكليف".

 

في المحصلة، لا تبدي قوى الثامن من آذار أيّ قلق من التطوّرات على التوازنات الإقليمية، بل على العكس من ذلك ترى أنها قد تساعدها في جني المزيد من المكاسب، فهل جاء الإصرار على تمثيل النواب السنّة من خارج تيار "المستقبل" ضمن هذا السياق؟

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=55834