تحقيقات وتقارير

بازار السائل الأخضر.. تأرجح تعب الفلاح بين الوعود والواقع


الاعلام تايم _ نوار هيفا


لايكاد يهنأ فكر المواطن السوري بعد انتهاء شهر المونة الذي بات شبحاً أسود يغزو أيامهم بغلائه وضعف إمكانات المواطن بشكل عام، حتى تعود أيامه بكابوس أكبر وهو تأمين زيت الزيتون حيث اعتاد السورييون في أواخر شهر تشرين الأول من كل عام، أن يبدأوا موسم قطاف الزَّيتون، وتشتهر سورية بوفرة هذا الصنف من الأشجار وكثرة الأراضي الزِّراعية خاصَّة في الشَّمال والساحل السُّوري.


يعتبر موسم الزَّيتون من المواسم السنويَّة الهامَّة الَّتي يعتمد عليها سكان القرى والبلدات، فهو يلبِّي احتياجاتهم من زيت الزيتون وثماره، والَّتي تدخل في أصناف المونة الشتويَّة كـ "الزيتون المكسور والمكلوس" والتي تعتمد عليها العائلات خلال فصل الشتاء إضافة لاستخدام حطبه بالتدفئة في فصل الشتاء.


ولقطاف الزيتون أجواء مميَّزة، ودعوات بأن يكون الموسم جيد ويعود بثمن تعبه لمالكيه....
وللوقوف على حال موسم الزيت البلدي لهذا العام التقى فريق عمل "الاعلام تايم" عدد من الفلاحين ممن بدؤوا موسم حصاد الزيتون وعصره متحدثين عن تكلفة استخراج زيت الزيتون وقطافه بالتفصيل: حيث يصل سعر "البدون" الواحد من زيت الزيتون  أكثر من 25000طبعاً العادي منه وليس الصافي أو المسى بالعامية "خريج" ...

 

"أبو أحمد" مزارع من منطقة بانياس تحدث عن قطاف الزيتون قائلاً: "في موسم قطاف الزيتون نخرج صباح كل يوم باكراً الى الأرضِ من أجل قطافه، وتجتمع العائلة بكاملها في هذا الموسم السنوي وعند وصولنا إلى الأرض نقوم بتقسيم أنفسنا إلى مجموعات لكل منا عمله، إلا أنَّه في هذا العام لا يوجد حمل للأشجار".


ويضيف أبو احمد: "كان موسم الزَّيتون يستمر لعدَّة أسابيع في الماضي قبل موجة الجفاف، أمَّا عن هذا الموسم فستكون عدَّة أيام قليلة كافية لانتهاء الموسم نظراً لضعف حمل الأشجار".


وتراجع الإنتاج من محصول الزيتون خلال العامين السَّابقين بشكل ملحوظ وذلك بسبب موجة الجفاف التي ضربت البلاد خلال السَّنوات الثلاث الماضية.


إلا أن المزراعين هذا العام بدأوا بقطاف محصول الزيتون على الرغم من قلة المحصول فحمل الأشجار من ثمرة الزيتون أصبح ضعيفاً وشجرة الزَّيتون التي كانت تعطي كيساً واحداً في السَّنوات السَّابقة قبل الجفاف ربما لا تجد فيها بضعة كيلو غرامات من ثمرة الزيتون هذا العام رغم العرف المعتاد عليه في موسم الزيتون سابقا وعلى قول أصحاب المواسم "سنة بسنة" اي سنة تكون أشجاره حاملة والسنة قياساً بالسنة التي تليها في الموسم اللاحق ويكون أقل انتاجاً مما يكون سببا في تفاوت أسعار المنتجات الزيتية من عام لآخر.


أسعار:
تبلغ أجرة العامل 2000ليرة سورية لليوم الواحد مع ساعات عمل تبدأ من السابعة صباحاً ولغاية الواحدة ظهراً
1500ثمن بدون الزيت الفارغ الواحد
4000 أجرة نقل ثمار الزيتون من أراضي الفلاح للمعاصر للنقلة الواحدة
300 ليرة سورية ثمن العصر للكيلو الزيت الواحد
500 ليرة سورية ثمن التعبئة
4000 ليرة سورية أجرة النقل من مكان العصر لمنزل المزارع للنقلة الواحدة فضلأً عن تعب الفلاح ومعاناته طوال فترة الزرع والاعتناء بشجرة الزيتون وثمن البزار واستجرار المياه للري وغيرها الكثير وهي ذاتها تخريجات تكلفة زيت "الخريج" الأصلي يكون زيادة عنها 4000 ليرة سورية فرق ما أسماه المزارعون سلق وتقشير وتصفية للكيلو الواحد...
هي أسعار ومعاناة لابد من تذكير الجهات المعنية بها قبل اتخاذ أي قرار قد يظلم فيه طرف ....
قرارات حكومية:
وردت تصريحات عدة مؤخراً من قبل مسؤولين بالتموين عن سعي وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بتخفيض سعر زيت الزيتون  ليصل سعر "البدون" الواحد سعة 20 ليتر إلى 18000 ليرة سورية بدلاً من 25 ألف ليرة سورية للزيت العادي، و30000 ليرة سورية ثمن سعر 20 ليتر من زيت الزيتون الصافي "الخريج"....

 

اقتصاديا:
ارتفعت أسعار الزيوت بأنواعها في الأسواق السورية منذ بداية العام ولغاية  تشرين الثاني الجاري بنسبة بلغت 45 بالمئة بالنسبة للزيت الأبيض نوع "دوار الشمس"، في حين ارتفعت أسعار الزيت الأبيض نوع "صويا" بنسبة 35 بالمئة، أما زيت الزيتون فبلغت نسبة ارتفاع أسعاره نحو 20 بالمئة.

 

ووفقا لتقرير اقتصادي  رصد أسعار الزيوت على مدى العام، سجلت أسعار الزيت الأبيض دوار الشمس بداية العام نحو 600 ليرة لليتر، ليصبح حالياً بـ750 ليرة لليتر، في حين سجل سعر الليتر للزيت الأبيض "صويا" 500 ليرة بداية العام الجاري، وحالياً سجل 625 ليرة لليتر.

 

أما زيت الزيتون، فسجل سعر الصفيحة سعة 16 كيلو منه بداية العام، نحو 20 ألف ليرة ليرة سورية، وحالياً تباع بحدود 25 ألف ليرة، أي بارتفاع بلغت نسبته 20 بالمئة.

 

وكانت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية  قررت مؤخراً، فرض اقتطاع الرسم الجمركي قطعياً على جميع أنواع الزيوت والسمون المستوردة من منشأ عربي، حيث أبلغت الوزارة، مديرية الجمارك العامة، أن الرسم بات يشمل جميع أنواع الزيوت والسمون من منشأ عربي، بعد أن كان يشمل أنواعاً محددة بحسب المحصول المُصنّع منه.


وكان مجلس الوزراء في جلسة له قبل أيام ،كلف وزارات الصناعة والزراعة والاقتصاد بدراسة تشميل محصول الزيتون المتضرر بتعويضات صندوق التخفيف من اثار الجفاف وتم التأكيد على الاستمرار بدعم القطاع الزراعي بكل مكوناته وتأمين ما يلزم للنهوض بهذا القطاع في جميع المناطق.


ووافق المجلس على إجراءات الصندوق المتعلقة بالتعويضات على المزارعين الذين تضررت مواسمهم حيث بلغت قيمة التعويضات لجميع المواسم حوالي /7ر2/ مليار ليرة سورية.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=55668