الإعلام تايم - ترجمة: تاله حريب

إن كان ثمن آلام الولادة هو ثمنٌ للحياة، فإن ميلاد سورية كدولة مستقلة حقاً كانت خلال ثماني سنوات من حرب لا رحمة فيها.. هذا ما كتبه الصحافي البريطاني جون وايت في (روسيا اليوم).

الصحافي البريطاني وايت اعتبر أن "نضال السوريين ضد الامبريالية والهيمنة العالمية أكسبهم مكاناً لهم في التاريخ"، فالصراع في جوهره كان معادياً للإمبريالية، والجحيم الذي "زار" سورية هو استمرار للجحيم الذي عاشه العراق عام 2003 بعد الغزو الأمريكي له.

وعاد وايت بالذاكرة لتصريح صحفي أجرته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت، في لحظة نادرة من الصراحة بعد غزو العراق بتصريح لا يخلو من البربرية الذي يتخفى وراء قناع الديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث سألتها الإعلامية الأمريكية ليزلي ستال ما إذا كان ثمن مقتل نصف مليون طفل عراقي يستحق لك كل ذلك، أجابت وأولبرايت دون تردد "نعم نعتقد أن الثمن يستحق ذلك".

ونتيجة لغزو العراق، فقد كانت آفة السلفية الجهادية هي من شوهت المجتمع السوري، فتنظيم القاعدة بدأ من العراق تحت حكم أبو مصعب الزرقاوي، لذا يجب أن نعي أن ما أصاب سورية هو بسبب "زرع" التنظيمات الإرهابية المتطرفة في العراق نتيجة الغزو الأمريكي له، فحرب بوش كانت مفتاح باب الجحيم الذي فتح على سورية التي تعاني من بربرية العصور الوسطى الآن.

فواشنطن وليس دمشق أو موسكو هي من أنشأت وحضنت " وحش فرانكنشتاين "  الداعشي، في نفس المختبر للإمبريالية الأمريكية التي تم إنشاء فيه الخمير الحمر في سبعينات القرن الماضي والقاعدة في الثمانينيات.

إن تمجيد الحرب والصراع، لا سيما بين الذين يعيشون بأمان على بعد أميال عديدة من أهوالها ووحشيتها، يخفي ويعذب حقائقها المريرة.. أولئك الذين يقومون بتمجيدها، الذين ينظرون إليها بطريقة لعبة الصالونات، يجب أن يأخذوا لحظة لدراسة وتشذيب كلمات جانيت رانكين عضو مجلس النواب الأمريكي ، التي قالت يوماً: "ربحك بحرب بقدر ربحك على الزلزال".
والحرب على سورية تؤكد الحقيقة الثابتة لهذه الكلمات عندما نأخذ بالاعتبار الدمار الذي أحدثته والتكلفة البشرية المأساوية الي هزت المجتمع السوري، ورغم من بقاء البلاد كدولة مستقلة غير طائفية، لكن التعافي من الزلزال الذي وصفته رانكين، هو شيء لن يخبرنا به سوى الزمن.

وحقيقة أن سورية تمكنت من الحفاظ على بقائها، هي من إنجاز الجيش العربي السوري، الذي يمثل صورة مصغرة عن المجتمع السوري والشعب الذي دافع عنه ومن كل الشرائح، فانتصاراته الذي حققها والذي تعيشه سورية الآن ما كان يمكن أن يحدث لولا دعم الشعب له وللحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد على مدى ثماني السنوات الماضية، أكد الصحافي البريطاني وايت.

واختتم جون وايت، أنه وبالرغم من سيطرة الإرهابيين على إدلب وهي المعقل الأخير لهم في سورية، فإن جميع الأحداث تشير بلا شك إلى التحرير الكامل للبلاد عاجلاً وليس آجلاً.

* وحش فرانكنشتاين: تدور أحداث الرواية عن طالب ذكي اسمه فيكتور فرانكنشتاين يكتشف في جامعة ركنسبورك الألمانية طريقة يستطيع بمقتضاها بعث الحياة في المادة فيبدأ بخلق مخلوق هائل الحجم لكنه في غاية القبح ويهرب من المختبر، ويقتل قتل أخ فيكتور مبراً فعلته بأنه لم يقصد قتله وإنما أراد إسكات صراخه المتواصل بسبب الخوف. المسخ يطلب من صانعه أن يخلق له امرأة لشعوره بالوحدة، لكن فيكتور يرفض ذلك، الامر الذي أغضب المسخ فيقوم بقتل صديق فرانكنشتاين هنري ويحاول قتل فرانكنشتاين نفسه إلا أن هذا يتمكن من الفرار، ولاحقاً يقتل عروس فيكتور، فيقرر الأخير البحث عن المسخ ليقتله ويذهب لأجل ذلك إلى القطب بعد أن أخذه تتبع آثار المسخ إلى هناكن لكنه يموت في الطريق، ويأتي المسخ ليرى صانعه ميتاً ويحاول أن يلقي نفسه في نار مشتعلة كملجأ أخير بسبب شعوره بالعار بسبب كل ما حصل.