وجهات نظر

السيد الاميركي راعي "القطيع".. إدلب في ذمة "أهل البيعة"

طارق ابراهيم


الاعلام تايم


بينما أهل بيته يصوّبون سهامهم لصدره ويتحرقون شوقا لتشرين الثاني موعد الانتخابات النصفية في الكونغرس، حيث "اتفاق نادر" بين الديمقراطيين والجمهوريين لمقاضاة ترامب وتخييم شبح الرئيس نيكسون صاحب"ووترغيت" كأول رئيس أميركي مستقيل، وإصرار "آل جرين"، الديموقراطي عن ولاية تكساس، بطلب سحب الثقة من ترامب لأنه جلب بتصريحاته الازدراء والسخرية والعار لمنصب رئيس البيت الأبيض.. 


السعوديون.. ورغم الفضائحية السياسية والاقتصادية والجنسية التي مني بها سيدهم "الراعي" ما زالوا يسبحون بحمده ليلا ونهارا.. لتبلغ بهم الفظائعية والتجرؤ على الله وعلى نبيه بفتوى "نارية".. سقوط أمريكا يعني انهيار الأمة الإسلامية، "أخوكم" الداعية السعودي خالد بن عبد الله الغليقة، وتصل الجرأة في التطاول على الله الى أبعد مستوى، في كلام إمام الحرم عبد الرحمن السديس، الدولتان(السعودية وأميركا) تقودان العالم والإنسانية، إلى مرافئ الأمن والاستقرار، والرخاء".
عن أي أمة يتحدث المأفون الغليفي وعن أي أمن واستقرار ورخاء يصرح واعظ البلاط السديس.. أمة غاصت في الوحل.. في الدم.. في الحروب.. الى ركبها.. الى أنوفها بفضل سياسية أصحاب الجلالة والسمو وتبعيّتهم الماجنة لراعي قطيعهم .. مليون عراقي ويمني وليبي وسوري و ياباني وفيتنامي والقائمة تطول يا "مولانا".. هؤلاء قتلتهم أميركا ومثلهم من العرب قتلتهم "ابنتها المدللة اسرائيل"..


صدع السديس بما أمر سيد بلاطه، وأعرض عن كل ما جاءه من اليقين.. نعم أميركا والسعودية تقودان العالم.. ولكن الى أين؟ أيها "الشيخ الجليل"!! سنخبرك بما تخفي من اليقين.. بما يخيفك لو نطقت حقاً.. أزلام ابن سلمان ينتظرونك على باب المسجد.. إما العباءة الذهبية وإما"الكلابشات".. تقودان العالم الى حتفه بالفكر المتطرف المنتشرة تعاليمه في مراكز حوار الحضارات والأديان السعودية في معظم عواصم القرار العالمي.. وبالسلاح الاميركي المدمر.. صفقاته عندكم يا "مولانا" جعلت كبار الاستراتيجيين والاكاديميين العسكريين يقولون "اعتقدنا أن السعوديين استعاضوا بثمالة "قنابل واشنطن الذكية" والدم اليمني عن الثمالة بـ"بول الإبل"..  


ترامب وبطانته اليهودية المنشأ والمصالح.. يخرج كل ليلة متقصماً دور "الإله العظيم".. "إله الحياة".."إله الموت".. "إله الجنون".. وبعبارة "أنا ربكم الاعلى" ينهي تغريداته اليومية.. لا صديق ولا حليف ولا تابع .. المهم أن تمتلئ الخزائن القارونية بالكنوز .. ومفاتيح آبار البترول الخليجية ومناجم الذهب والفضة في جيبه..


"الراعي" يوقن أنه لا نهاية كنهاية نيكسون.. اللوبي اليهودي بقبضته فهو من أعلن "القدس عاصمة أبدية لإسرائيل" في كانون الاول 2017.. وهو من سيعلن عن "صفقة القرن" في الايام القادمة.. و يعلم أن الكيانين السعودي والاسرائيلي على قلب رجل واحد.. المهم أن يموت العرب تحت أقدام الجواري.. وهو يعلم كما نزار قباني "عنترياتهم ما قتلت ذبابة".. الفرق بين السعودية و"إسرائيل" أن السعوديين يسبحون بحمد ترامب بينما هو يسبح بحمد "إسرائيل".. ماذا فعلوا حتى يحوزوا هذا الشرف العظيم .. ببساطة يرسلون الغانيات والفاتنات لقصور البلاط ليقصّون على ملوكها وأمرائها حكايات "شهرذاد" و"الف ليلة وليلة".. بينما هم يزودونهم بـ"خطب مساجدنا" وبـ"مؤامرتنا" التي تستهدف شعبهم "المضطهد".. يتفقون أنهم أولاد عمومة.. ولا فرق بين هيكل سليمان والحجر الأسود.


ولذلك سدنة مكة وخدام الحرم يطوفون كل ليلة حول قداسة "الاله ترامب".. يهللون في حضرته وحضرة ايفانكا وجاريد كوشنير .. وبلغ الأمر بهم أن الطواف حول الليدي غاغا وريهانا وكيم كارادشيان للنجاة من سقر ابن سلمان في "الريتز كارلتون".. خير من الدنيا وماعليها.. يحرسون حصون خيبر.. لا يحصون كم يموت من أطفال اليمن وأطفال غزة بقدر ما يحصون أصابع حسناوات هوليود والبيت الابيض والكنيست الصهيوني.. ولعل تسيبي ليفني خير من ينبئكم بما يدور في رؤوس رعاة الينابيع النفطية في الخليج.. هم فقط يتباكون على أطفال إدلب ويحصونهم طفلاً طفلاً ورضيعاً رضيعاً ولحية لحية.. 


الولاء والطاعة ليس بجديد.. روزفلت قال لعبد العزيز أعطني فلسطين لأهبك ملكاً لك ولأبنائك الى يوم يبعثون.. وتناوب حكام الطرفين على الوصية فلا سقط ملك بني عبد العزيز ولا  تجرأ أولئك على ولي نعمتهم.. ترامب ذهب أبعد من ذلك.. لولا أناس حفظوا ماتعاهد عليه عبد العزيز وروزفلت.. لاندثرت ممالك الرمال مع رياح السموم ولولا ايفانكا وميلانيا لذهب سلمان وابن سلمان وعبد العزيز..


وعن "إمام الواعظين" أردوغان الذي لم يحد عن خطى خصومه في السيادة والتسلط على رقاب المسلمين.. تخبرك بوابة العبور(اسرائيل) لكسب ود من كان بالأمس صديق السلطنة.. وطلاق عهود السرية في العلاقات الودية مع قتلة سفينة مرمرة..  صحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت القطيعة العلنية لن تطول.. تبادل السفراء بعد فترة الأعياد اليهوديّة الجارية.. أردوغان هنأ يهود تركيا بـ"رأس السنة اليهودية".


هذا الأردوغان..  يستصرخ المنظمات الانسانية في العالم لتحمي أطفاله في ادلب .. ففي الوقت الذي "شيطن" "جبهة النصرة" كانت قياداته تجتمع بالجولاني والمحيسني للخطة القادمة.. لانريد أن ندخل في تفاصيل الاتفاق في "سوتشي" بعدما اجتمع "سيد الماكرين" مع الرئيس بوتين بثياب الواعظين.. يقول "أطفال ادلب ياسيدي "القيصر" ليس لهم الا نحن.. لقد تخلّى الله عنهم.. أطفال ادلب يستصرخون "ضمائرنا" التي قتلت أطفال دمشق وحلب واللاذقية.. "ضمائرنا" الساكتة عن قتل أطفال غزة واليمن.. ضمائرنا التي لا يعذبها الا خروجكم بنصر مبين.. ماذا نفعل بمئات آلاف الاطفال الذين استجلبناهم الى سورية وعلمناهم ودربناهم كيف يفتكون؟ وكيف يقتلون؟ وكيف يأكلون الاكباد؟ وكيف يذبحون بدم بارد؟ .. هؤلاء بحاجة الى حمايتنا وإلا لن يسامحنا التاريخ.. نعدكم أن يلتزموا بعهودنا.. لن يطلقوا النار بعد اليوم.. سيكسرون سيوفهم ويلفظون سمومهم..


أيها "الراعي".. أيها"الماجن" أيها "اللص".. نحن لم نقتل بانا العابد ولم نقتل أطفال الغوطة 2013 وأطفال خان شيخون اسألوهم هم لم يموتوا.. اسألوا أهل ادلب عن عبوات الكلور والسارين من أين ولماذا تأتي الى ديارهم؟.. الانكشاريون يسمحون بقتل السوريين أينما وجدوا الا في المناطق التي انتشرت فيها رعاية الاله"ترامب".. حيث يقيم حدوده "المبتعثون الجدد" في نشر فوضى كوندليزا رايس وتعاليم برنار هنري ليفي ومبادئ روبرت فورد وجون ماكين وانكشارية ال عثمان الاردوغانية ومبعوث السلمانيين المحيسني ..


لو ملك سوريو تلك المناطق ذرة من العقل والوطنية لناحوا كثيراً.. وبكوا طويلاً على ما آلت إليه حالهم وهم يطبقون "أسفاراً" حملوها وساروا بنهجها..


لا أحد يضحك ويقهقه الا نتنياهو عندما يسمع من يعرف عن نفسه "عربي سوري".."عربي فلسطيني".. "عربي سعودي".. "عربي مصري".. وهو يشهر سيفه ولسانه على كل من يصوّب قلمه أو سلاحه تجاه يافا وحيفا والجليل والقدس .. نعم ياسادة.. إنها صفقة القرن.. ستطبق بنداً بنداً وحرفاً حرفاً وستكون النعش الذي تحمل عليه جثة أمة "تطاول رعاء شاتها الحفاة العراة في البنيان وكل همهم"زين للناس حب الشهوات من النساء والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة".. وكل همهم أن يفسدوا ذات البين السورية والعراقية والمصرية واليمنية والليبية.. ليسودوا بـ"بول إبلهم" المجالس العالمية والمؤتمرات والندوات والجلسات المغلقة والمفتوحة..


ادلب خاتمة الخواتيم .. "أم المعارك"..  فلا صفقات ترامب وزبانيته من الأعراب ولا تباكي "الاليزيه" ولا تمثيل تيريزا ماي ولا دهاء السلطان ولا عواء "البسوسيين" ولا نباح الكلاب، تمنع مسير قافلة "أهل البيعة" الذين تعاهدوا وأقسموا على أن تعود ادلب ووثائقها لتكشف زيف أصحاب المشاريع التآمرية على تاريخنا.. على حضارتنا.. على زيتوننا.. على نخلنا.. على خبزنا.. على نفطنا ..


إدلب لن تكون ضمن ولاياتك أيها السلطان الانكشاري"المعظم".. ألاعيبك مكشوفة وكما حرمت الصلاة في الاموي.. نعدك أن "أهل البيعة" سيكونون  في لواء اسكندرون وقد طالت غيبته عن أمه، ولن يسمحوا أن تدنسه قدم "لص"بعدها.. انتظرهم أيها الاردوغان .. ونحن معك من المنتظرين"!!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=54947