وجهات نظر

باختصار: العودة إلى الشقيق


الاعلام تايم _ الوطن العمانية

تغير محيط لبنان ولبنان لم يتغير، وكان قبلهم قد سقط في لعبة الدول فقتل منه من قتل وتخربت فيه بيوت وعمارات ثم والأهم خرب إنسانه، ومع ذلك لم يتعظ. هو الآن عالق بين أن تكون له وزارة أو يظل بوزارة تصريف أعمال، فلا هذه حققت له ما يجب، ولا تلك باستطاعتها التحقق.

غريب هذا البلد الذي يشعرنا دائما بأهمية عودته إلى الشقيق السوري .. سيظل لا يملك قراراته الداخلية إلا إذا كان هنالك وصياً عليه. ويبدو أن العراق لحق به أيضا، صار من أتباع الشكل اللبناني الذي قراره خارجه ومستقبله ليس معلوما، هو يوم بيوم وأحيانا ساعة بساعة.

ليس عبثا أن يهتف المشجعون الجزائريون في ملعب كرة القدم لصدام حسين وفي قلب كل عراقي حسرة على هذا الرجل. تماما كما يتمنى أكثر اللبنانيين، وصياً على لبنان .. كان هذا حاله إبان فرنسا، ثم أيام عبد الناصر، وحتى إبان "حكم"ياسر عرفات، والأهم هو الشقيق السوري صاحب أبهى حلة.

صحيح أن سورية تبدو غائبة عن قضايا وأزمات في محيطها والمنطقة، لكنها تملك سحر التأثير من بعيد، وهو الأقرب لها من حمص وحماة واللاذقية وحلب .. بل هو أصغر بخمس مرات من محافظة واحدة هي حمص، ويكاد يتساوى مساحة على سبيل المثال مع محافظة ادلب.

يا لها من مشقة في بلد كلبنان يجب أن يعين موظفيه على طريقة يقولون عنها ستة وستة مكرر أي إنها نظام عبقري لم يبلغه بلد في العالم. لكن يظل الأهم وهو مصيره، فمن أين نأتي له بالقوة التي تفرض عليه وكان تأليف الوزارة إبان الشقيق السوري خلال أربع وعشرين ساعة فقط والكل راضٍ ومبسوط ومرتاح.

بالأمس سمعت بالصدفة حوارا بين معارضين سوريين أحدهما بلباس عسكري حمل كل منهما الآخر نتائج الهزائم التي لحقت بهما، بل بكل القوى المعارضة. عندما تقع الهزيمة يتبارى المهزومون في تحميلها لبعضهم البعض .. وأنا منذ زمن المؤامرة الشرسة على سورية قلت وكتبت يا ويلكم من سورية الجريحة، لن تفهموا معنى أن يكون هنالك جيش عربي ليس ككل الجيوش، ولا هو بمرتبة جيش من العالم النامي ولا حتى من تلك الدول التي يدعون أنها تملك القوة العادية أو المفرطة.

أقول ذلك لأن اللبنانيين لم يفهموا بعد أن إشعاراً سورياً موجوداً بينهم سواء شعروا به أو لم يشعروا، وعليهم أن يحسنوا النطق معه .. أية محاصمة لسورية خروج عن نص مكتوب من زمن ولادة الارض إلى يوم يبعثون .. فلماذا نعذب أنفسنا ونستهلك أعصابنا ونظل ننتظر الفرج وهو لن يأتي، أليس العودة إلى الشقيق هو الأصح والأسلم.

بهذه المناسبة أقول ما قاله الشاعر سعيد عقل في أجمل ما كتب عن الشام بقوله "قد غبت عنهم ومالي في الغياب يد" و "شآم يا ابنة ماضٍ حاضر أبداً / كأنك السيف مجد القول يختصر".. الى أن يقول “هنا الترابات من طيب ومن طرب / واين في غير شام يطرب الحجر” .. تلك الأمثولات للذكرى، لحاجة في النفس تأبى الا أن تعود دائما إلى الأصل، ولطالما لم يستطع الفرع أن يعيش، أو يتحامل على نفسه القدرة على العيش وهو لا يملك قدره.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=54743