تحقيقات وتقارير

"خوذ يهوذا" و"حلا" في إدلب.. السيناريو يتكرر


الاعلام تايم _ طارق ابراهيم


ندري، بل نملك اليقين، بأن "التيجان" العربية والغربية التي تفوح منها "رائحة الكيميائي" لن تسقط إلا بسقوط كل الشعارات التي خطّتها "خوذ يهوذا البيضاء"، وسقوط الرايات السوداء وكتاباتها الموصوفة بـ"أشد من القتل"، وسقوط "مهبول" البيت الابيض مدمن عائدات "البقرة الحلوب" في خليج الأعراب، وسقوط "الثعلب العثماني" صاحب نظرية "الصلاة في الأموي" بدمشق.


قلنا سابقاً ومن باب "لعل الذكرى تنفع".. نكرر.. أن نصوص "القانون الدولي الجديد" في نسخته الأصلية القائمة على"برتوكولات بني صهيون" التي تولى تنفيذها عرّاب "ثورات الربيع العربي" اليهودي الفرنسي برنار هنري ليفي، تستند الى أنه لا مهنية إعلامية لكبار الكتّاب والإعلاميين والباحثين الاستقصائيين الا اذا اتهموا في تقاريرهم الدولة السورية والجيش السوري.. ولا حقوق إنسان و لا وجود لمدنيين الا في مناطق انتشار التنظيمات الارهابية..


كما سنكرر تأكيدات التقارير الغربية ببراءة الجيش السوري من كل التهم المنسوبة له، في صحف ومحطات ومواقع مختصة، تتقاسم الجغرافيا مع غرف عمليات مظلمة في عواصم تدير الحرب الارهابية على سورية، تارة بغطاء ديني يستند الى ما يمليه وعاظ بلاط "الربع الخالي" من فتاوى أبعد ما تكون عن الإسلام ومعتقداته، وتارة أخرى بغطاء إنساني أبطاله منظمات تأسست في لندن وأنقرة، يديرها إرهابيون بـ"قبعات بيضاء" وحسابات "تويتر"لأطفال جُنّدوا بموافقة أسرهم لحفنة من الدولارات، أو أطفال خطفوا من مناطق انتشار المجموعات الارهابية لاستخدامهم كـ"ممثلين" في مسرحيات باتت معروفة الهدف.


خيم العزاء نصبت، في "الاليزيه" والبيت الابيض ولندن و"الكنيست الصهيوني" والبيت الحرام، وبدأت بالعويل والندب بذات اللحن الذي سبق معركة تحرير حلب والغوطة الشرقية.. الجيش السوري أوجع الارهابيين.. "القبعات البيض" بدأت تستدعي الاحتياطيين في صفوفها الى إدلب وريفها بعد تدريبهم في "تل أبيب".. سيناريو لن يختلف عن سابقه في مختلف الاراضي السورية..


القصة واضحة.. "المعارض المعتدل" هو نفسه "القاتل المرتزق".. هذا ما سيفعله الارهابيون في كفر زيتا وجسر الشغور وسراقب_(الدفاع الروسية تتحدث بمعلومات مؤكدة وصلتها)_ وكل شبر على أرض التجمع الأكبر لشذاذ الافاق في العالم، الكيميائي سلاح الارهابيين "المستنفذ".. غرف إنعاشه فرشت أسرتها بانتظار الاطفال المخطوفين من قرى ريف حلب الغربي، وريف ادلب ومخيّمات النزوح.. وعلى الضفة المقابلة ألسنة الحق يعلو صوتها،  لسورية الحق في تصفية الارهابيين وإعادة زيتون إدلب الى معاصر الزيت السورية بعد أن عبثت به يد الانكشاريين العثمانيين وأحالته فحماً لشواء الأكباد والاجساد والايدي والرؤوس.


التحضير للمسرحية بدأ.. وكما كل مرة عويل وندب ودموع وآيات تتلى وأطفال بدأ استخدامهم من جديد على شاكلة بانا العابد "أيقونة الثورة الحلبية"، التي نامت مع أسرتها قريرة العين في أحضان "اللص العثماني" بعد أن أدّت دورها بإتقان،  وعلى غرارها ظهرت هذه الايام على "تويتر" "طفلة إدلب حلا" ابنة الـ5 سنوات وهي تناشد جيوش المخلّصين نتنياهو و أردوغان و ترامب وابن سلمان، ثم تقول "ما لنا غيرك يا الله"، وهنا لا نحرض على طفل "لا ذنب له بأن اختار له القدر ذلك الأب القاتل".. بل نتمسك بتطبيق القانون الدولي الانساني الذي يجرّم تجنيد الأطفال في الصراعات ويطالب بتحييدهم.


السياق ذاته.. سيارات مغلقة تحمل براميل بلاستيكية كبيرة، أشاعت تركيا أنها تحوي على الكلور السائل لأغراض تعقيم مياه الشرب، وصلت الى أحد مستودعات بلدة اطمة الحدودية باتجاه جهة مجهولة في منطقة جسر الشغور.. تحركات نشطة لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي في إدلب.. المهمة مختصرة.. نقل شحنات مواد كيميائية وتسليمها إلى مقاتلي "الحزب الإسلامي التركستاني"، تشير المعلومات أن تحضيراً لعرض مسرحية كيميائية جديدة، يجري متزامناً مع النواح والبكاء في البيت الابيض والاليزيه وعاصمة الضباب على أطفال إدلب أتباع المحيسني والبغدادي والجولاني..


وقبل اليوم الموعود جاء ما لم يكن في حسبان أردوغان الذي أدى دوره بتسليم "براميل الكيميائي" للنصرة قبل أن يدرجها على لوائحه السوداء!!؟؟.. انفجار يهز معمل بلدة اطمة، المختص بإعادة تصنيع مادة الكلور يقتل من بداخله من فنيين أجانب تابعين لـ"هيئة تحرير الشام"..


كل هذه التفاصيل تأتي في نفس التوقيت مع تجديد وزارة الدفاع الروسية تحذيرها من عدوان غربي وشيك على سورية، متحدثة عن وجود خبراء أجانب في إدلب لتنظيم هجمات كيميائية كذريعة لشنّ العدوان.. المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف كشف أن "الخوذ" ستقوم بعد انطلاق "الهجوم الكيميائي" المزعوم بتصوير فيلم وهمي للشرق الأوسط والإعلام الإنكليزي.. مجموعة من المسلّحين خضعت لتدريب من قبل شركة "أوليف غروب" البريطانية لتنفيذ عملية إنقاذ وهمية، المنظمة التي يعمل لصالحها مؤسس "الخوذ" البريطاني جايمس لو موزورييه" ويديرها ريتشارد كلارك مستشار البيت الأبيض السابق في شؤون الإرهاب، والمرتبط بـ"ريتا كاتز" التي تدير مجموعة "سايت" المنتجة لشرائط فيديو عمليات إعدام "داعش"..


ولنقف على حقيقة الأدوات المستخدمة في كل مسرحيات الكيميائي.. لابد أن نسأل لماذا استقالت عضو لجنة التحقيق بانتهاك حقوق الانسان في سورية رئيسة الادعاء العام السابقة للمحكمة الجنائية الدولية كارلا ديل بونتي عندما أكدت أن إرهابيي الغوطة هم من استخدم "غاز السارين" (الغوطة 2013)، ولماذا هددت الخبيرة البريطانية بشؤون الشرق الأوسط فنيسيا بيلي بالاغتيال عندما أوضحت حقيقة المنظمة الارهابية بقولها "الخوذ البيضاء" تستدعي الظروف للتدخل العسكري الخارجي في سورية ولا تتجاهل جرائم الإرهابيين فحسب بل تصنع لهم صورة إيجابية في وسائل الإعلام الغربية".


وعلى مدى سنوات خمس مضت على تأسيس المنظمة الإرهابية لم نسمع مجرد إدانة لمجزرة من آلاف المجازر التي ارتكبتها "المعارضة" بمختلف مسمياتها.. حيث آلاف النساء اغتصبت.. ومثلهم من الأطفال تم تجنيده.. والأجساد مزقت والاكباد أكلت.. والرؤوس قطعت.. وأساليب "تعذيب" لم يسمع أهل الارض بمثلها..


تقارير غربية ومراكز أبحاث، أعدها صحفيون كبار أمثال الكاتب الاميركي سيمور هيرش في تفنيد واقعي ومنطقي لحادثتين افتعلتهما التنظيمات الارهابية في الغوطة 2013 وخان شيخون 2017.. فالغاز المستخدم لا وجود له في ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، العملية فقط، كانت لاستفزاز أوباما(الرئيس الاميركي السابق) و خطوطه الحمراء".. وفي خان شيخون كانت "خدعة" بحسب الدبلوماسي البريطاني السابق تيموثي أندرسون.. والآن في إدلب السيناريو يتكرر.. كيميائي منتظر وعدوان محتمل.. فهل يفعلها فرسان الارهاب وحماته(واشنطن،لندن،باريس)، وقيصر روسيا قد أعلن إشرافه المباشر على مناورات"الشرق2018".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=54626