وجهات نظر

باختصار : الضربة العسكرية المقررة

زهير ماجد


الإعلام تايم - الوطن العُمانية


كل المعلومات التي وفرتها القيادة الروسية عن المسرحية المتوقعة للخوذ البيضاء في إدلب بشأن استعمال السلاح الكيماوي يبدو أنها لن تؤثر في ما تعتزم القيام به الدول الثلاث أميركا وفرنسا وبريطانيا من توجيه ضربة عسكرية إلى سورية.


ترامب المتخبط في وضعه الداخلي يحتاج إلى رافعة خارجية كي تعيده إلى توازنه .. وماكرون الفرنسي بحكم تابعيته للاميركي لن يتراجع عن غاياته، وبريطانيا التي يغريها العمل تحت الراية الاميركية وخصوصاً ضد العرب، فهي لن تتراجع عن حلم كهذا.


الظن الاميركي بأن توجيه الضربة سيغير من الأمر شيئا فهو خاطئ .. العنوان الثابت لدى الشعب السوري، انه يخوض آخر معاركه الفاصلة، وبالتالي لابد من تقديم المزيد من التضحية للوصول إلى الغاية المرسومة على وجه كل سوري .. وإذا نظرتم إلى أفراد الجيش العربي السوري وهم يستعدون للمعركة الفاصلة، فغاية الفرح لديهم في الذروة، وهم يعيشون القناعة بأنه ممنوع بقاء أي جندي أجنبي أو مسلح على أرض بلادهم، لعل الجملة الاثيرية التي قالها وزير الخارجية السوري في موسكو وكان بجانبه وزير الخارجية الروسي، أن سورية ستحرر كامل أرضها ولن ترضى بوجود أي أجنبي أو محتل.


الشعار الوحيد المتداول في سورية منذ سبع سنوات هو هو لم يتغير، تحرير الأرض كاملة .. عظمة التضحيات التي قدمت على شتى المستويات، تدفع أكثر للتمسك بهذا المبدأ والذي على اساسه تم انجاز الكثير، وتحقق الكثير أيضاً.


الكذبة التاريخية التي تمارسها الولايات المتحدة في رفعها شعار حق الشعوب وحقوق الانسان والمساعدات التي تغدقها، لم تعد تنطلي على أحد، لدى الادارة الاميركية احساس مفرط بالهيمنة على الشعوب، بل استعبادها، والا لما فعلت ما فعلته بعد الحرب العالمية الثانية بالعديد من الدول، وبالكثير من الارتكابات الانقلابية وعمليات القتل، وكيف بذرت قوتها الجاسوسية في كل العالم من اجل مصالحها، ولكن على حساب الشعوب ومصيرها وحقوقها.


التحذير الروسي من ارتكاب الحماقة ضد سورية بلغ مداه ووصل ذروته، وليس معروفا ما ستكون ردود افعاله ان فعلها الثلاثي هذه المرة .. خصوصا وان حشود روسيا في البحر المتوسط ليس من قبيل العرض بل لأسباب الضرورة، واية ضرورة هي اكثر من ردع المسرحية القادمة التي بات السيناريو الموضوع لها جاهزا بعد اختطاف أطفال من ادلب وتجهيزهم للأدوار المفترضة، وخصوصاً أن مجموعة "الخوذ البيضاء" البريطانية الأصل الممولة من هذه الجهة بالتحديد، لديها كل الألاعيب السابقة التي قدمتها بمهارة لا مثيل لها.


هل تتراجع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عن أداء المسرحية وتنفيذها من أجل انقاذ "النصرة" الحليف الطبيعي لهذا الثلاثي .. أم أن انكشاف لعبته سيردعهم .. يقيناً أنهم لن يتراجعوا عن غايات من هذا النوع وهم بكامل اناقتهم سيفعلونها، من لديه مشاعر استعمارية قديمة العهد والتاريخ، تظل نظرته إلى العالم النامي، عالمنا، بأنه يحتاج إلى اعادة ترتيب وتأهيل دائماً.


لكن الجيش العربي السوري لن تمنعه ترهات من هذا النوع، ولن يتراجع عن غاياته بعدما باتت سورية في ربع الساعة الأخير من انجاز التحرير الكامل لأراضيها.
لعل الاميركي جرب وتلقى فشلاً ذريعاً، واليوم إن فعلها فلسوف ترتد عليه، وقد لا يعرف أيضاً، كيف سيكون عليه الرد من قبل ثلاثي ممانع عازم على انجاز تحرير سورية بكل الوسائل المتاحة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=54477