وجهات نظر

فقراء أمريكا يقضّون مضجع ترامب

ضياء الصفدي


الإعلام تايم - تشرين


يحاول رئيس الصفقات دونالد ترامب أن يُظهر على الدوام بأن الولايات المتحدة خلال فترته الرئاسية بأحسن حال خاصة من الناحية الاقتصادية، فالرئيس التاجر يحاول إخفاء الأرقام التي تشير إلى ارتفاع معدلات الفقر مؤخراً في بلده، وفي هذا السياق شكّك خبراء الشؤون الاقتصادية في الإحصائيات التي تقدمها إدارة ترامب حول معدلات الفقر في أمريكا.


ما يحاول ترامب إخفاءه فضحته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية التي نقلت عن خبيرين اقتصاديين هما إيمي مكينون ورابي غرامر قولهما: إن حكومة ترامب سخرت من التقرير الذي صدر عن إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة والتي أشارت فيه إلى أن عدد الفقراء في أمريكا يبلغ 40 مليون شخص، وفي موقف عنيف غير مسبوق، أكدت الحكومة الأمريكية أن التقرير المشار إليه «عار عن الصحة ومثير للفتنة ولا يتسمّ بالمسؤولية»، في المقابل، جاءت تصريحات أحد أعضاء المجلس الاستشاري الاقتصادي للبيت الأبيض التي أكد فيها أن مسيرة التنمية والرخاء الاقتصادي التي بدأت قبل مجيء حكومة ترامب بفترة طويلة، من المحتمل أن تتوقف في غضون العامين القادمين.


مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، استنكر السياسات الاقتصادية لحكومة ترامب، مؤكداً أنها تفضي إلى تفاقم اللامساواة في هذا البلد، كما شكّك بالمعلومات الصادرة عن دائرة مسح السكان الأمريكية بشأن الفقر في أمريكا، وفي مقام الرد على التقرير الأممي بشأن الفقر في الداخل الأمريكي، ادعت حكومة ترامب أن الأشخاص الذين يعانون من أزمة السكن في المجتمع تتاح لهم فرص عادلة من أجل الاستفادة من المساعدات الخاصة بالحصول على السكن ويتم دعمهم وفقاً لمدى حاجاتهم وقدراتهم.


وفي مقابل ذلك يؤكد أحد أعضاء اللجنة الاستشارية الاقتصادية الأمريكية أن هناك قائمة طويلة من الأشخاص الذين يقفون في طابور استلام الوثائق الخاصة بالحصول على مكان للسكن.


وفي سياق سياسات إدارة ترامب لتزوير الحقائق بشأن الفقر، عمدت وزارة الخارجية الأمريكية إلى تجاهل التقرير الصادر عن دائرة الإحصاء في هذا البلد، فيما استدلّت بتقرير كان قد أعدّ بداية العام الحالي من قبل مؤسسة «هيريتيج» المحافظة وزورت الإحصائيات والأرقام وادعت أن عدد الفقراء في أمريكا لا يتجاوز 250 ألف مواطن.


ردود أفعال إدارة ترامب على تقرير الأمم المتحدة الذي أكد وجود 40 مليون إنسان يعانون من الفقر في أمريكا، تضاف إلى سجل واشنطن الحافل بالتمويه على الحقائق فيما يخص المعضلات الإنسانية والتحديات الكبيرة التي تعصف بالمجتمع الأمريكي وذلك بشهادة العديد من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وعلى رأسها الأمم المتحدة التي تستحوذ عليها واشنطن.


كما تفسر هذه المحاولات من جانب الحكومة الأمريكية الحالية أسباب قرارات ترامب في الانسحاب من الاتفاقيات والتعهدات الدولية وعلى سبيل المثال لا الحصر اتفاقية باريس المناخية، ومجلس حقوق الإنسان الدوليين.


ويرى مراقبون للشأن الأمريكي أن إدارة ترامب تقيس الأمور وفق معاييرها الخاصة دون الاكتراث إلى القوانين والقرارات الدولية، وعليه سترفض كل ما يتعارض ومصالحها بما يشمل الحقائق التي تدلي بها منظمات دولية حول الوضع المجتمعي المزري في هذا البلد.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=54175