نافذة على الصحافة

نظام عالمي جديد عُنوانه "الكَراهيّة لأمريكا"


الإعلام تايم - رأي اليوم


كتبت صحيفة رأي اليوم أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقدم خِدمَةً كَبيرةً لأعدائِه ويَخلِق أزماتٍ كبيرة لحُلفاء بِلادِه، من خِلال مُبالغته في فَرض الحِصارات، وخَوض المعارك الاقتصاديّة على أكثرِ من جَبهةٍ إذا استمرّت مِثل هَذهِ السِّياسات، فإنّه لن يَجِد له أصدقاءً في العالم غير إسرائيل والمملكة العربيّة السعوديّة".


الرئيس ترامب فَرَض عُقوباتٍ اقتصاديّة على تركيا، وبدأ حِصارًا خانِقًا ضِد إيران، وحَظَر التَّعَامُل على الروبل، العُملة الروسيّة، وشَدَّد العُقوبات على كوريا الشماليّة، ويَستعِد لفَرض رُسومٍ جُمركيّةٍ على الصَّادِرات الصينيّة إلى بِلادِه..


وتابعت الصحيفة "عندما يَشُن ترامب حَربًا اقتصاديّةً ضِد كُل من روسيا وتركيا وإيران، الدُّول الثَّلاث الأعضاء في مَنظومة "سوتشي" الإقليميّة، فإنّه يُعَزِّز تَماسُك هَذهِ المَنظومة، ويُضيف إليها كُل من الصِّين وباكستان والهِند، الدول التي أعلَنت عدم التزامِها بالعُقوبات الأمريكيّة هذه، وتحدِّيها لأيِّ عُقوباتٍ ضِدّها عِقابًا لها، مِثلَما هَدَّد الرئيس ترامب".


الرئيس ترامب نَجَح حتّى الآن في توحيد أهم وأقوى دولتين في الشرق الأوسط ضِدّه، إيران وتركيا، كان لافِتًا أنّ باكستان شَقّت عصا الطَّاعة على الحَليف الأمريكيّ، وأعلنت على لِسان المُتحَدِّث باسم وزارة خارجيّتها، أنّها لن تَلتزِم بالعُقوبات الأمريكيّة ضِد إيران، وستُواصِل علاقاتِها التجاريّة معها دون تغيير.. هذا المَوقِف الباكستاني المُفاجِئ يعني أنّ باكستان خرجت من المُعسكَر السعوديّ الخليجيّ، وقرّرت الوقوف في الخَندق الإيراني، في مُواجَهة الرئيس ترامب وإدارته، وسَتُحلِّق بها ماليزيا أيضًا التي انسحَبت من الحِلف العسكري الإسلامي، وكانت خَطواتها الأُولى سَحب قُوّاتها من حرب اليمن، وذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك عندما أغلقت مَركزًا لمُكافَحة التطرف أقامته السعوديّة في كوالالمبورولا نَستغرِب إذا ما أقدمت إندونيسيا على الخَطوةِ نَفسِها.


ورأت الصحيفة أن "أمريكا ليسَت وحدها القُوّة العُظمَى المُسيطِرة على العالم"، فهُناك الصِّين وروسيا، ودُوَل نوويّة أُخرى مِثل كوريا الشماليّة وباكستان والهِند، باتت تَقِف في الخندق المُواجِه لهذهِ الغَطرسة الأمريكيّة، كقُوّة عالميّة كُبرَى، فالعالم يستطيع أن يعيش بُدون الدولار الأمريكي، وبُدون الأسواق الأمريكيّة، قد تَكون هَذهِ الحِصارات فألْ خَير، وبِداية صَحوة عالميّة، وبَلوَرة نِظامٍ اقتصاديٍّ جَديد ومُستَقلّ، يَستَنِد إلى سَلَّةٍ من العُملات ليس بَينها العُملَة الأمريكيّة.

 

وخلصت افتتاحية رأي اليوم أن" ثَورَة الغضب ضِد أمريكا عالميًّا باتَت قَريبةً، ونَرى عَواصِفها العاتِية تتجمَّع، ولا أحَد يَتنَبَّأ بنتائِجها، وقد تتغيّر أمريكا ونِظامها، قبل حُدوث التَّغيير في تركيا وإيران وروسيا".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=54075