نافذة على الصحافة

إرهابيو"الخوذ البيضاء": نريد العيش في "إسرائيل"


الاعلام تايم _ رأي اليوم


قالت صحيفة رأي اليوم اللندنية "يومًا بعد يومٍ، يتضّح عمق العلاقات بين مُنظمّة "الخوذ البيضاء" وبين "إسرائيل"، بعد ما سلطت الضوء على تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونت" الصهيونية.


وأضافت رأي اليوم أنه "في تقريرٍ مُوسّعٍ نشرته الصحيفة الصهيونية، في مُلحقها الأسبوعيّ، كشف ، تفاصيل جديدة عن عملية إخلاء أعضاء المُنظمّة من سوريّة إلى الجولان العربيّ السوريّ المحتل، ومن ثمّ إلى الأردن".


التقرير، الذي اعتمد على مصادر إسرائيليّةٍ وغربيّةٍ مُختلفةٍ، وعلى محادثات بين نشطاء في المُنظمّة الارهابية وصحافيّة "إسرائيليّة"، يكشف النقاب عن قضايا لم تكُن معروفةً حتى اليوم. فعلى سبيل الذكر لا الحصر، قال أحد أعضاء "المُنظمّة"_تقول رأي اليوم_، إنّه لم يتمكّن من اللحاق بالحافلات التي أقلّت أصدقائه، واضطر للاختباء في قريةٍ صغيرةٍ على الحدود مع تركيّا، وعندما اقترحت عليه الصحافية، الهرب إلى تركيّا، ردّ بالقول: في تركيًا سيكون أسوأ، فهذه الدولة التي أوجدتنا ودرّبتنا على أراضيها، غيّرت موقفها، وهي لا تثق بنا، وتُفكّر عنّا بصورةٍ سلبيّةٍ للغاية، على حدّ تعبيره".


ويتبيّن من التقرير أنّ المُراسلة "الإسرائيليّة" كانت تُجري مكالماتٍ هاتفيّةٍ وتواصل عبر البريد الالكترونيّ ووسائط التواصل الاجتماعيّ، مع عددٍ ليس قليلاً من أعضاء المُنظمّة المذكورة. اثنان منهما، والتي اكتفت الصحيفة بذكر أسمائهما المُستعارة، قالا إنّهم لم يتمكّنا من الوصول إلى الحافلات التي أقلّت أصدقائهم إلى الجولان.


وشدّدّ الاثنان_بحسب ما نقلت رأي اليوم عن الحيفة الصهيونية_على أنّ حياتهما في خطرٍ شديدٍ، وأنّهما يُطالبان "إسرائيل" والدول الغربيّة الأخرى بالعمل الفوريّ على تنظيم عملية نقل أخرى لإنقاذ مَنْ تبقّى من المُنظمّة على الأراضي السوريّة.


وجديد المعلومات في نقل إرهابيي المنظمة أضافت الصحيفة، إنّ التحضير لعملية إخراج أعضاء منظمّة "الخوذ البيضاء" من جنوب سوريّة بدأ منذ عدّة أشهر في العاصمة البلجيكيّة، بروكسل، خلال مؤتمرٍ عُقد للأمم المُتحدّة. وبحسب دبلوماسيٍّ رفيعٍ للمراسلة الصهيونية"  إنّ كندا كانت السباقّة في اقتراح نقل أعضاء المنظمّة، مُشدّدّةً على أنّ حياتهم باتت في خطرٍ شديدٍ، وقامت بضمّ بريطانيا، هولندا وفرنسا، وبعد ذلك الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ المُخطّط الأصليّ كان نقلهم مُباشرةً من سوريّة إلى الأردن، ولكنّ الدول المُشاركة خشيت من قيام الجيش السوريّ بإحباط عملية الإخلاء، ولذلك لم يكُن أمام هذه الدول مفرًا من التوجّه لـ"إسرائيل"، على حدّ تعبيره.


كما كشفت الصحيفة الصهيونية النقاب، نقلاً عن مصادر أردنيّةٍ وغربيةٍ، أنّ عمّان لم تكُن متحمسةً بالمرّة لاستيعاب أعضاء المُنظمّة على أراضيها، خشية تأجيج العلاقات مع سوريّة، لافتةً إلى أنّ أعضاء المُنظمّة، الذين يتواجدون في المملكة، تمّ إسكانهم في منطقةٍ قريبةٍ من العاصمة، مُوضحةً أنّ السلطات الأردنيّة تمنع الصحافة من الاقتراب إلى المعسكر، كما أنّ مَنْ يقوم بتسيير الأعمال وتقديم الخدمات هناك هم عناصر من الأمم المُتحدّة فقط، الذي يُغدقون عليهم الهدايا والحلوى والطعام، خلافًا للاجئين السوريين الآخرين في المملكة.


وشدّدّت المراسلة على أنّه لا يوجد أيّ احتمالٍ بنقل ما تبقّى من أعضاء المنظمّة إلى "إسرائيل" أو أمريكا، ذلك أنّ ترامب لا يرغب في أزمةٍ جديدةٍ مع سوريّة وروسيا، كما أنّ نتنياهو أوضح بشكلٍ غيرُ قابلٍ للتأويل بأنّ بلاده على استعدادٍ لتزويدهم بالخدمات الإنسانيّة، ولكن فقط من الطرف الثاني للحدود".


أحد أعضاء المُنظمّة، الذي ما زال في سوريّة، قال للمراسلة إنّه التقى مع عائلاتٍ سوريّةٍ عولج أفرادها في المُستشفيات "الإسرائيليّة"، حيث أكّدت على حسن المعاملة من قبل الطاقم الطبيّ، مستجدياً المراسلة من أجل انتقاله للعيش في "إسرائيل"، مؤكّدًا أنّه سيعمل من أجل لقمة عيشه، كاشفًا أنّ الراتب الشهريّ الذي يتقاضاه من المُنظمّة يصل إلى مائتي دولار، وهو راتب محترمٍ جدًا، على حدّ تعبيره.


وقالت رأي اليوم إن "ما يُثير الفضول هو القصّة التي ختمت المراسلة تقريرها:"توجهّت إلى المسؤولين في تل أبيب وسألتهم عن الإشاعات حول قيام إسرائيل بنقل مجموعات أخرى من "الخوذ البيضاء" بالطائرات إلى دولٍ أخرى"، فكان ردّهم، قالت بيري بالنفي القاطع، ولكنّهم استدركوا قائلين: وإذا حصل هذا الشيء، هل تعتقدين أننّا سنُفصح لكِ عن هذا الأمر؟.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=53716