تحقيقات وتقارير

"بدك تطلع بالتكسي".. استعد للتوبيخ أو الإحراج


الإعلام تايم - رنا الموالدي

 

تكسي.."والله مو طالع" .. تكسي" لوين مشوارك ".. تكسي.. "طلاع والعجقة عليك" .. تكسي " 1000 ليرة!!! موكتير ما حدا قلك تطلع بتكسي".


كلمات اعتاد المواطن على سماعها من سائقي سيارات "التكسي" في العاصمة دمشق لتصل لمرحلة التوبيخ لفتاة  دفعت 500 ليرة فقط  لقاء ركوبها "التكسي" من ساحة الأمويين إلى ساحة الميسات معلقة على الموقف بأنه محرج "المسافة لا تحتاج أكثر من 10 دقائق، ولا يمكن أن أعطي السائق أكثر"، مضيفةً أنها  ظاهرة لا يرى فيها كثير من المواطنين سوى استمرار لمعركة بدأت مع السائقين منذ استقلوا فيها تكسي للمرة الأولى.


ربما مع ازدياد صعوبات النقل في الوسائط العامة داخل العاصمة دمشق، فضلاً عن الازدحام الشديد، وجد كثير من السوريين أنفسهم أمام حل واحد وهو استخدام "التكسي" كوسيلة للنقل، كونه يؤمن لهم سرعة الوصول إلى حيث يريدون، لكن اللجوء إلى التكسي ليس بالبساطة التي توقّعها هؤلاء إذ أن أقصر مسافة من الممكن أن يتقاضى عنها السائق ما لا يقل عن 500 ليرة سورية.


سائقو التكسي أرجعوا السبب في زيادة الأسعار إلى الازدحام الشديد بسبب "الحواجز" داخل العاصمة.. كلام يمكن قبوله في السنوات الماضية حيث كانت المجموعات الارهابية المسلحة تنتشر في محيط دمشق، بالإضافة لنزوح عدد كبير من السورين إلى المدينة ما ولّد صعوبة في التنقل مع قلة وسائل النقل لبعض المناطق.


لكن ما يدعو للدهشه أن الوصول إلى قلب العاصمة دمشق حالياً  لم يعد مهمة شاقة!!  حيث أعادت محافظة دمشق أخيراً فتح طرق رئيسية عدة كانت مغلقة أمام حركة السيارات، وقد قوبلت هذه الخطوة بإيجابية تامة لدى المواطنين لناحية التخفيف من الازدحام وتيسير الحياة باجتياز شارع واحد بدلاً من الالتفاف حول دمشق بحثاً عن مخرج.


فما هو مبرر السائق في عدم  تشغيل العداد وتحديده الأجرة بشكل مزاجي، وطلب مبالغ كبيرة رغم أن المسافة المقطوعة تكون قريبة!!!  لتصبح العلاقة بين الراكب والسائق في المدينة يشوبها الاستياء المتبادل، نتيجة عدة معطيات وأسباب حيث أن معظم سائقي سيارات "التكسي" مبررهم في ذلك عدم وجود ركاب في طريق الإياب في بعض المناطق حيث يعود فارغاً ما يدفع السائق لاحتساب أجرة زائدة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف ضمان السيارة وتحصيل قيمة الوقود والتصليح، حيث أن بعض السائقين قد لا يتمكنون في بعض الأيام من توفير مبلغ ضمان السيارة معتبرين أن تعرفة الأجرة لا تحقق التوازن في مصالح سائقي سيارات التكسي !!!!! ناهيك عن المزاجية التي تحكم الأمور في استخدام العداد، والتي حدثنا بها آخر عندما يستقل التكسي في معظم الأيام أثناء ذهابه وإيابه من وإلى الجامعة، حيث يبادر السائق بالسؤال عن المكان الذي يقصده، فإذا كان المكان بعيداً استخدم العداد وإذا كان خلاف ذلك تجاهل استخدامه ولجأ إلى طلب مبلغ لا يقل عن 500 ليرة إذا كانت المسافة قصيرة،  مع أن القيمة المتحققة في حالة تشغيل العداد قد تكون أقل.!!


محافظة دمشق حددت التعرفة القديمة مع الأخذ بالاعتبار كافة الارتفاعات التي طرأت على الأسعار من حيث الصيانة وقطع الغيار والمحروقات، وأشارت الى أن الخطوة التالية هي دور فرع المرور ومديرية حماية المستهلك بمراقبة التعرفة وضبط المخالفات، مع تعاون المواطن بتقديم شكوى على أي سيارة لا يلتزم سائقها بالتعرفة ويمكن الاتصال لتقديم الشكاوى على الرقم 115 أو على مقسم فرع المرور ورقمه 108 ثم طلب قسم الشكاوى الذي يقوم بتسجيل اسم المشتكي ورقم المركبة (اللوحة المرورية)، وفي حال الوجود في المركبة يمكن الوقوف بجانب أي شرطي مرور وتقديم الشكوى مباشرة .


وحدد فـرع مـرور دمشـــق عقوبــة مخالفـة عــدم الإعـلان عــن التعرفــة أو مخالفة التعرفة المحددة حجز السيارة والسائق، إضافة إلى أن عقوبة مخالفة عدم تشغيل العداد في سيارات التاكسي العمومي أو حجبه عن الزبائن تكون بحجز السيارة والسائق وتحويله إلى القضاء الذي يمكن أن يحكم عليه بالسجن من 10 إلى 30 يوماً إلى جانب غرامة مالية وحذف 8 نقاط من شهادة القيادة.


في الفترة الاخيرة لوحظ نشاط واسع لدوريات المرور على سيارات "التكسي" التي لا يلتزم أصحابها بتأشيرة العداد..
ورغم كثرة الشكاوى من سائقي التكسي اقترح مجلس محافظة دمشق تشكيل لجنة لمضاعفة تعرفة سيارة الأجرة أو "التكسي" في دمشق، لتصبح ضعف ما كانت عليه في السابق. وتم تشكيل اللجنة بناء على اقتراح طُرح في المجلس يتضمن تعديل عدادات تكسي الأجرة العامة في دمشق، على أن تكون فتحة العداد 60 ليرة للكيلومتر الواحد بدلًا من 31 ليرة، كما يزيد عداد التاكسي، وفق الاقتراح، 40 ليرة بعد أول كيلومتر، وكل 400 متر يرتفع 40 ليرة بدلاً من 19 ليرة في السابق، وسعر كل 15 ثانية انتظار أو توقف في أثناء ركوب السيارة 4 ليرات.


وتعتبر التسعيرة العرفية لسيارة الأجرة بداية من 300 ليرة سورية للمسافات القصيرة، وتصل إلى 500 ليرة للمسافات المتوسطة، وترتفع في حال تجاوزت المسافة 4 كيلو مترات، بينما لا يلتزم السائقون بتشغيل العدادات، و"لصاقات تحديد التعرفة" المتربعة في مقدمة السيارات أصبحت كبقية اكسسوارات السيارة مجرد زينة لا أكثر ويطلبون مبالغ مرتفعة مقارنة مع متوسط المسافة المقطوعة.


فهل سيتم ضبط هذه التسعيرات، فعلى الرغم من كونه يضاعف الأجرة الرسمية، لكنه يقلص التسعيرات العرفية في حال تم الالتزام به، إذ تصبح الأجرة للمسافات المتوسطة نحو 250 ليرة سورية، وهو نصف ما يطلبه سائقو "التكسي" لمثل هذه المسافات في العموم.


قرارات حكوميّة تليها تصرفات سائقي وأصحاب سيارات "التكسي"، وكأنها تنتقم من المواطن بأرقام غير منطقية، لقاء نقل من اختار ركوب "التكسي" رفاهية أو ضرورة.. جدال ينتهي غالباً بحصول السائق على ما يريد فهنا هو الأقوى، لتبقى  التعرفة الحكومية لصاقة على زجاج والسؤال الذي يطرحه المواطن حالياً وينتظر جوابه هو: لماذا لا تزال  العلاقة بين المواطن وسائقي "التكسي" ترتبط بمزاجية السائق المستعد للشجار الفوري في ظل تفضيل الكثيرين مبدأ "الحيط الحيط" وعدم الدخول بمشاجرة قد تعرضهم للإحراج.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=53425