وجهات نظر

باختصار : نهاية عصر !

زهير ماجد


الإعلام تايم- الوطن العمانية

 

من الطريف مثلا أن يقيم رئيس وزراء العدو نتنياهو في موسكو بعدين كثرت مشاويره إليها، هذا عدا الاتصالات الهاتفية مع القيادة الروسية .. الرجل بات حائرا، يريد الإجابة على أسئلة خارج هز الرأس غير المفهوم من قبل الرئيس بوتين، فيما الفعل الروسي على الأرض يثيره.

 

ما جرى في مناطق سورية شيء، وما يجري في جنوبها شيء آخر بالنسبة لإسرائيل .. هنالك عالم تغير، هنالك أقدام غاضبة تتقدم لأخذ مكانها، حيث يجب أن تكون، وهنالك الإصرار الدائم، بأن تنسم هواء الجولان مباشرة وعن قرب يعني الكثير في فرضيات الجمل المتكررة التي كان يرددها الرئيس الراحل حافظ الأسد من أن الجولان سيكون كارثة على إسرائيل.

 

حتى الآن على ما يبدو لم يستوعب نتنياهو المشهد الجديد، على مدى سبع سنوات اعتاد على مسلحين يتفق معهم ويتوافق مع تطلعاتهم، لكنه يخاف منهم على المدى الطويل .. ثم إن الجيش العربي السوري العائد إلى عرينه في كل الجنوب وصولا إلى وضع أقدامه، حيث يجب أن تكون عند الجولان، يفترض أن يكون هنالك ضامن له .. ولهذا كثافة المراقبين الروس مع الجيش العربي السوري، بل القوى الروسية في كافة قطاعاتها.

 

انتهى عصر يجب الاعتراف به كما يفهم نتنياهو من القيادة الروسية التي سيلقاها اليوم أيضا حسب المواعيد .. العصر الجديد أن روسيا ليست فقط حليفة سورية، بل هي متآخية ومشاركة وفاعلة على الأرض وغيرها.. وعليه أن يفهم طالما أن هذا التفاهم وصل إلى ترامب والغرب والعرب. هي ليست لعبة مرحلية وتنتهي، مشروع عصر كامل يبدأ بهذه الصور الموحية، وقد لا ينتهي بغيرها من الصور.

 

عندما يعلن أن الجيش العربي السوري في جنوب سوريا أي في وطنه، بل هو في وسط سوريا وليس في جنوبها فقط كما أجاب الرئيس حافظ الأسد ذات مرة على سؤال من هذا النوع لإحدى الصحف معلنا أن سوريا هي المنطقة بأسرها وليس بخارطتها الحالية، فإن على الإسرائيلي أن يتفهم الحدث المدوي دون مراجعة سوى من الرأس المدبر، روسيا .. ولهذه اللقاءات المتعددة لنتنياهو مع الرئيس بوتين، من أجل معرفة مفردات العصر الجديد الذي تتم كتابته من الجنوب السوري تحديدا، من تلك البقعة التي تقدح شرارات عميقة يعرفها الإسرائيلي ويراها لدى السوري تاريخا لايمكن محوه، ولسوف يظل يطن إلى أن يتحقق التاريخ المشغول بفهم الواقع.

 

مشكلة نتنياهو أنه بات يرى ماخاف منه وهو الإيراني ومن معه .. إذا لم يكونوا موجودين مباشرة، فعلى الأقل لابد من وجود ظلالهم المرافقة للجيش العربي السوري، وكلنا يعرف عمق التحالف والأخوة خلال سبع سنوات من نزيف الدم المشترك والدموع المتبادلة بين الفرح والحزن والسهر المضي، والقلق العميق وغيره من الأحاسيس الثرية التي تطبع في كل مقاتل سوري شقيقه الإيراني ومن معه.

 

مع نهاية عصر تبدأ لعبة جديدة .. أقدام الجيش العربي السوري، حيث يجب أن تكون دائما في سوريا العربية، تطبع المرحلة القادمة غير معروفة النهايات .. فإذا ماوضع الروسي أيضا أقدامه، فأية دائرة سوف تدور، وهو مايريد نتنياهو فهمه من فم الرئيس بوتين مباشرة .. لم يتدخل الروسي في سوريا لأسباب سورية فقط ، لديه أسبابه، ومصالحه، مع هامش من الرومانسية الشرقية التي تحكمها الجغرافيا.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=53248