وجهات نظر

بين هزّات «طبريا» والزلزال السوري!

محمد البيرق


الاعلام تايم _ تشرين

الهزة العسكرية السورية هل شعرتم بها؟

خمس هزّات أرضية مركزها بحيرة طبريا ضربت المناطق المحيطة بها خلال اليومين الأخيرين من الأسبوع الفائت، وتبعتها هزّات ارتدادية تعدّ -حسب محطات الرصد الزلزالية- خفيفة، تمّ الشعور بها نسبياً.

أما في الجبهة الجنوبية السورية، التي تشهد نشاطاً عسكرياً سورياً، فإن العمق المركزي الجوفي فيها للزلزال يقاس بالسنوات لا بالكيلومترات، حيث مراكز الرصد الزلزالي تؤكد أن عام 1967 جعل المنطقة في موقع نشط في مجال الهزّات العسكرية، أما عن مركز الزلزال السطحي، فيمتد على طول المحافظة الجنوبية السورية (درعا)، التي تبعد 30 كيلومتراً عن الكيان الصهيوني، والتي باتت قاب قوسين واتفاقية كاملة الحضور في حضن الخريطة السورية.

فهل شعر الكيان الصهيوني بحجم الزلزال السوري مع اقترابه إلى الجزء المحرّر من الجولان المحتل؟!

سلسلة غير اعتيادية من الهزّات العسكرية طالت التحالفات العدوانية والإقليمية والدولية و«إسرائيل» وأذناب الولايات المتحدة الصغار الذين حاولوا اللّعب في الميدان السوري، والمسّ بسيادته، والذين أدخلتهم الدولة السورية أخيراً مرحلة الهزيمة العسكرية والسياسية، وصار لزاماً عليهم الاستدارة الكاملة وتقديم التنازلات؛ مادامت واشنطن -متزعمة العصبة العدوانية- باتت تصدر التصريحات المتناقضة ظاهرياً، لكن المعبّرة عن إعلان موارب لهزيمتهم في الميدان السوري.

أما الكيان الصهيوني فلم يتوقف منذ بداية الحرب على سورية عن وضع الخطط المتتابعة والتكتيكات الاستراتيجية للمشاركة جنباً إلى جنب في دعم التنظيمات الإرهابية، بأشكال وذرائع متعدّدة، وكانت (الكلب الحارس)، الذي كلّما شعر بحجم الهزيمة اللاحقة بالتنظيمات الإرهابية قام بالنباح، وبالإسناد الجوّي العدواني، وتقديم المساعدات العسكرية والاستخباراتية لدعمها، أما الدولة السورية فتواصل أعمالها القتالية التحريرية في كل مكان من الجغرافيا السورية، وراداراتها يقظة على تحرّكات «الكلب الحارس»، وسَمْت وصواريخها موجّه إلى حيث لا تنفع «القبّة الحديدية»، فكانت المنتصرة في الحرب الصاروخية بسلوك الردّ والصدّ والتوجيه الحاضر أبداً.

استفزازات «إسرائيل» التي لم تنقطع، استطاعت الدولة السورية تعريتها أمام العالم، وكشفت جزءاً مهماً من الخفايا التي كانت محجوبة عن الرأي العام العالمي، حيث أخطاء الكيان الصهيوني وصلت حدّ (الخطيئة المميتة)، وصار الوقت مناسباً، ولم ولن يكون مناسباً للإسرائيليين، الذين تمادوا بالاعتداء على حق دولة بحجم سورية، قدمت، ومازالت، الكثير من التضحيات، وخاضت الحرب وانتصرت على كل صنوف العصابات، ولن تبخل بتقديم المزيد لتحرير جولانها.

نعم، لقد باتت الحدود القريبة من الجولان السوري المحتل قطاعاً ساخناً، تستمر فيه «إسرائيل» بارتكاب الأخطاء، وهي إذ تحاول تغطية تخوّفاتها بمناوراتها الموسّعة التي قام فيها جيشها بإنشاء عوائق هندسية، ونصب الجدران العالية، لا تستطيع تجاوز قلقها الشديد من أن تكون هناك أنفاق!

مخاوف وتوجّس كيان محتلّ ومغتصب يجب أن تصل أبعد من ذلك، فالحرب الإرهابية التي واجهتها سورية كانت صورة شبه أصلية عن إسرائيلية الشكل والمضمون والهدف، لذلك لا تستغربوا عسكرة الصفّ وتحديد الوجهة السورية، لتكون خاتمة الانتصارات نصراً جولانياً، لأن «خبطة» أقدام الجيش العربي السوري لم ولن تتوقف عن زلزلة كل محفل يتطاول على السيادة السورية بهزّات لن تشعروا بها إلا بعد حدوثها، فهل هناك مَنْ يفهم؟!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=53162