وجهات نظر

باختصار : قبل لقاء الزعيمين!

زهير ماجد


الإعلام تايم - الوطن العُمانية


هل نحن في موسم الصفقات باستثناء "صفقة القرن" التي تترنح قبل أن ترى النور، أو هي كلام الأعاجيب في زمن ترامب، ملك الصفقات..؟ وهل ما يجري عموما وفي المنطقة العربية خصوصا مدخل لفهم لقاء القمة بين الرئيسين بوتين وترامب في هلسنكي الشهر المقبل؟


اعتدنا دائماً أن نعيش المفاجآت كلما حان لقاء من هذا النوع المؤثر والتاريخي .. لا شك أن الزعيمين يدرسان الأسس التي سيقوم عليها اللقاء والتي تتطلب التمهيد لها قبل حصوله.


فواقع الأمر أن التفاهم ضرورة، وله أثمانه، وعدمه له أثمانه أيضاً.


كنا قبل تجليات العهد البوتيني نحسب ألف حساب لدور الولايات المتحدة باعتباره أحادي الجانب .. ويوم غابت روسيا عن المسرح العالمي، وخصوصا في عهد يلتسين، ظننا أننا أمام تاريخ جديد، لم يتمكن عقلنا من هضمه ولا تصديقه .. فالتاريخ دائما يكتب بقوتين، بصراع كبيرين، بتحويل صراعه إلى ترجمة بين قوى صغيرة بدل قتالهما الأكبر والذي يفنيهما.


وقبل أن يطل بوتين على المسرح الروسي ودوره الذي أعاد إحياء دور بلاده روسيا بما يجب أن يصحح مسار التاريخ ويعيده إلى شكله المنطقي والتاريخي، كانت الولايات المتحدة قد استأثرت باللعبة كاملة، وخرجت على العالم بمفهوم أن لا قوة غيري لا قبلي ولا بعدي .. وبالفعل ساد هذا المفهوم إلى الحين الذي خبط الروس الطاولة من جديد وقدموا صورة عن قبضتهم، قد يكون حضورهم في الأزمة على سوريا اللافتة والتي أتيح من خلالها إعادة بروز ما تملكه موسكو، وبه تمسح غبارا كثيفا ولده يلتسين وكاد أن يجعل من روسيا دولة في العالم الثالث، لإقامة لها ولا تاريخ، ولا قدرة ولا قوة.


عادت الأمور إلى نصابها بعودة روسيا إلى دور مطلوب أن يكونه من أجل أن لا تبقى الولايات المتحدة مستأسدة بالتحكم بالعالم.


من هنا ينظر إلى دور الرئيس بوتين في دعم مجيء الرئيس ترامب في الانتخابات الأميركية، على أنها زيادة في الدور الروسي وصل إلى حد الدخول إلى مطبخ الرؤساء الأميركيين والمساهمة في صنعهم.


فهل يكون مؤتمر القمة بين الزعيمين شكراً مؤجلاً من ترامب، وإن كان هنالك بعض التقديمات منه والتي تظهر على الأقل في خطوات روسية في سوريا، وآخرها تحرك الجيش العربي السوري في جنوب البلاد، والذي لا يمكن فهمه إلا على ضوء تفاهم روسي أميركي أو ضوء أخضر أميركي، رسم حظرا لدور إسرائيلي، وقد تنتظره الأردن من أجل أن يعود ما خسرته من إغلاق حدودها مع سوريا من أموال طائلة نتيجة توقف حركة البضائع بكل أشكالها بينها وبين سورية.


إذن، نحن لا بد سنشهد كما تقول كل الخبرة السابقة في لقاء قمة روسية أميركية، تطورات كبرى وتحديدا في منطقتنا العربية الشاهد الدائم على معنى مفهوم الحرب الباردة السابقة وتأثيراتها التي يا ما عشنا تفاصيلها وأشكالها.


فهل كل ما سنراه خلال الأيام القادمة هي السيناريو المرسوم لترتيب الطريق التي سيسلكها الزعيمان، وتحديدا أكثر انعكاسه على الساحة السورية بما يقدم لها من حلول سيكون للجانب الأميركي دور فيها، في الوقت الذي يعلن الروسي عن سحب عدد لا بأس به من جيشه ومن طيرانه ومن معداته الأخرى من سورية كتدبير حسن نية لرش الروائح الطيبة في الطريق للقاء الكبير.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=53003