تحقيقات وتقارير

المسؤول الاعلامي لمجلس شيوخ الكار.. الحرفيون بانتظار فرصتهم للمساهمة بإعمار سورية


الإعلام تايم|| طارق ابراهيم - رنا الموالدي


من يقف أمام محله في وسط العاصمة دمشق متأملاً للوحة فنية رائعة لرسام جمع بين التاريخ والجمال، واختزل بريشته قصة مدينة اسمها دمشق ظلت وستبقى خالدة أبد الدهر، يستشعر عظمة تاريخ التراث الدمشقي. 


ما يشدك عند دخولك المحل تخيلك أنك عدت إلى مرحلة من تاريخ الانسان السوري، كأنك ترى الشام بكل معالمها ومداخلها وطرقاتها الضيقة ومبانيها القديمة الدافئة وما يخيم عليها من هدوء يعطيك روحاً من الطمأنينة والارتياح.


يجلس شيخ الكار عدنان تنبكجي، وهو أحد أبرز حرفيي دمشق اليدويين خلف طاولته وعلى جدران مكتبه عُلّقت أعمال كبيرة من النحاس ومنحوتات خشبية وأعمال صدفية والهدايا المطعمة التي عرضت في أهم المعارض داخل البلاد وخارجها، وحصدت العديد من الجوائز وشهادات التقدير كان آخرها جائزة مهرجان الجزائر الدولي 2018 ، مرحباً بفريق "الاعلام تايم"  ليروي حكايات وقصص كثيرة عن الحرفيين وهم يبدعون بأيديهم  في مجال المهن اليدوية التراثية التقليدية ما يجعلك تشعر بأنك تدخل إلى حكاية سورية في كتاب تاريخي.


ويوضح تنبكجي وهو المدير الثقافي والاعلامي لمجلس شيوخ الكار المركزي أهمية الحرف التراثية و الحرفيين اليوم الذين يقدمون أقصى الجهود في الحفاظ على تلك الحرف من الضياع ونقلها إلى الأجيال، لتبقى قامة من قامات التراث السوري.. ومن هنا كانت انطلاقة  مشروع المجلس كهيئة وطنية اقتصادية  تهتم بالإبداع وتأخذ النخب من الحرفيين عبر الجمعيات الحرفية، والتي تقع على كاهلها وضمن أولوياتها حماية  الحرف التراثية السورية وتوفير فرص العمل و تدريب الوافدين الجدد إليها لاستثمار طاقات إيدي ماهرة و تحويلها إلى طاقات منتجة من خلال تحقيق تواصلهم مع شيوخ الكار وذلك وفق خطط مدروسة ليتم صقلهم و تأهيلهم و تسويق المنتجات للمساهمة في عملية التنمية الاقتصادية للدولة.


وربط تنبكجي الحرف التراثية بالحداثة والتطور من خلال تقديم الدعم لأصحاب المهن العريقة و مساندتهم بكل ما يحتاجونه وخاصة أن البلد اليوم يشهد حركة إعادة إعمار وهو بأمس الحاجة لهذه الحرف في تسريع عجلة الاعمار، مضيفاً أن ما أهم ما يسعى إليه مجلس شيوخ الكار مساعدة أرباب المهن للعودة إلى العمل، إضافة إلى مكافحة البطالة بسياق عملي ممنهج يتمتع بإنتاجية اقتصادية واجتماعية كبيرة، منوها أن العمل قائم على قدم وساق لإنشاء حاضنة للحرفيين التراثيين في معمل الزجاج القديم بمنطقة دمر لتعليم الحرف التراثية لمن يرغب بتعلمها من ذوي المواهب وذلك للمحافظة على استمراريتها وإحيائها من جديد، متوقعاً أن يتم افتتاح الحاضنة رسمياً خلال 6أشهر.


وتنهد تنبكجي للحظات وهو يروي حال الحرفيين السوريين"جنود التراث" أنهم  يواجهون العديد من العقبات وما زالت الحلول على ورق، بالرغم من تأكيد الحكومة على تقديم كافة أشكال الدعم،  فإعادة الإعمار التي تعمل الحكومة عليه يجب أن تركز على الإنسان أولاً أي أن نستلم أعمال على أرض الواقع لكن لغة التسويف حاضرة بقوة عند سؤال المعنيين، عن دعم الحرفيين، فهم يؤكدون دوماً على الدعم واتخاذ إجراءات لإحياء المهن وتوثيقها كما وعدنا بمعالجة القروض المتعثرة، ومنح قروض تشغيلية، للنهوض بالحرف المشهورة على أمل أن ينجو التراث السوري من الاندثار.

                                                                                       

وختم تنبكجي "نحن كمجلس شيوخ الكار نتبع بشكل رسمي للاتحاد العام للحرفيين وعملنا تكاملي إلى جانب كافة المؤسسات والجهات المعنية في تقديم أقصى الجهود  لدعم هذه الحرف وتوسيع قواعدها لتساهم في مشاريع حيوية تسير في سبيل إعمار البلد.. والمعروف أن كل الدول التي تمر بحروب ينهض بها حرفيوها وعمالها وجميعنا مؤمن بجدية ومهارة اليد العاملة الحرفية السورية، التي أثبتت وجودها في الداخل والخارج، ولكن يبقى من الجهات المعنية وجوب الأولوية في الحضور والتوظيف وتأمين فرص العمل لمن يستحقها بما ينعكس إيجاباً على البلد أفراداً ومسؤولين في مرحلة البناء والإعمار الجديدة".

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=52992