الإعلام تايم - العهد

مع كل انتصار ميداني يحققه الجيش السوري على التنظيمات الإرهابية المسلحة في الشرق السوري، تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بعملٍ عدواني يستهدف الجيش السوري.
هذه المعادلة باتت معروفة ومفضوحة رغم النفي الأميركي المتكرر لهذه الأعمال العدوانية التي تأتي في سياق الدعم الأميركي المتواصل للتنظيمات الإرهابية.

 

اللواء المتقاعد والخبير في الشؤون الاستراتيجية محمد عباس تحدّث لموقع "العهد" الإخباري حول العدوان الأميركي الأخير على الجيش السوري، وقال إنّ " الأميركيين يدركون بأن الجيش السوري وحلفاءه ماضون في تنفيذ مهمتهم الوطنية باستعادة كامل الجغرافيا السورية كما أنّ سوريا تدرك جيداً حجم التهديد الذي يشكّله الوجود الأمريكي في قاعدة التنف والتهديد الذي يشكله وجود القوات الإرهابية البديلة لواشنطن في المنطقة الممتدة من البوكمال إلى نقطة الـ47 باتجاه الحسكة والقامشلي والتي تخدم المشروع الأميركي الرامي إلى فصل خط الحدود السورية العراقية في هذه المنطقة الجغرافية وتعزيز الوجود الأمريكي عبر دعم تنظيم داعش الإرهابي".

 

وأضاف أنّ " الأميركي يدرك بأنّ الجيش السوري يعمل بفعالية كبيرة و ناجحة في الشرق السوري حيث تمكن خلال الأيام القليلة الماضية من تطهير وتعقيم ما يزيد عن ألفي كيلو متر مربع في بادية جنوب مدينة البوكمال من إرهابيي تنظيم داعش الأمر الذي يعني أن القوات السورية سوف تحقق مزيداً من الانتصارات في هذه الجغرافيا و بالتالي فقدان الأمريكي قدرته على السيطرة في هذه المنطقة واستقطاب قواته الإرهابية البديلة فيها"، مشيراً إلى أنّ البنتاغون نفى صلته بالغارات التي استهدفت الجيش السوري ليلة أمس و لكن الجماعات الإرهابية الموجودة في هذه المنطقة لا تمتلك المدفعية و الصواريخ البعيدة المدى بينما الأمريكي يمتلكها و هذا دليلٌ واضح لا لبس فيه على مسؤولية الأمريكي الذي يدعم الإرهابيين ويستهدف الجيش السوري لعرقلة تقدمه نحو خط الحدود مع العراق.

 

الولايات المتحدة تريد أن تفرض حضوراً استراتيجياً بالبعد العسكري من خلال دعمها للقوات الإرهابية البديلة عنها لتحقق أوراقاً تفاوضية مع الحكومة السورية أو الجانب الروسي بحسب حديث عباس الذي أكد لـ"العهد" الإخباري أنّ  حجم التدخل الأمريكي لن يتجاوز مسألة دعم قواته الإرهابية البديلة بالنيران بمعنى أنه لن يتجرأ الأمريكي على الزج بقواته الحقيقية و سيواصل التضحية بالقوات الإرهابية البديلة عنها كما أنه سينسحب عاجلاً أم آجلاً دون أن يزج بجندي أمريكي واحد فلا حاجة لذلك لطالما لديه قوات بديلة إرهابية تعمل تحت العلم الأمريكي وترفعه في مكان وجودها.

 

وختم عباس حديثه لـ"العهد" مؤكداً أن  أمريكا ستواصل دعمها للإرهابيين و الاستثمار بهم ما دام أنهم جاهزون لذلك و لكن الجيش السوري مصر على استعادة كامل جغرافيا بلده و سيواجه الإرهابيين كما سيواجه المحتل الأمريكي و لن يتردد في ذلك.