تحقيقات وتقارير

أهلاً بالعيد!!


الإعلام تايم - رنا الموالدي

 

"سوف  أشتري ثياباً جديدة لأطفالي الخمسة هذا العيد".. هذا ما قرره خالد الذي يعمل موظفاً حكومياً، رغم ارتفاع أسعار الملابس بشكل كبير لا يناسب دخله.


سأبحث عن ملابس رخيصة الثمن لدى الباعة الذين يفترشون الأرصفة ويبيعون بضاعتهم بأقل مما تبيع به المحلات التجارية.


خالد  ليس سوى واحد من آلاف السوريين الذين كانوا في الفترة الماضية يعيشون حالة من الخوف والرعب بسبب سقوط القذائف العشوائية على الاحياء السكنية في دمشق وراح يستعد للعيد كما ينبغي.
نهار دمشق لا يختلف عن ليلها هذه الأيام، إذ المحلات التجارية والأسواق الشعبية تفتح أبوابها ليلاً ونهاراً لاستقبال الزبائن، والشوارع تعج بالمواطنين الذين يحملون مشترياتهم من ملابس وأحذية وحلويات وغيرها من الحاجيات استعداداً للعيد.


حينما خرجت مع فريق "الاعلام تايم"  لرصد مظاهر العيد وجدنا أن هذه المدينة التي كانت قبل شهر فقط مسرحاً في قسمها الجنوبي لساحة معركة طاحنة، وهي تحاول استهداف آخر نقاط الارهاب، باتت آمنة والجميع وضع الحرب خلفه مستعداً للعيد، مقرراً التغلب على تردي الأوضاع الاقتصادية، فالمحلات تعج بالمتسوقين من شتى المناطق، ولن تصدق الحركة الكثيفة التي لا تهدأ.. عائلات بأكملها تتجول في الأسواق، مجموعات من الشباب هنا وهناك، كثير من المقاهي لا تغلق أبوابها حتى الصباح.


"الإعجاب ببعض الألبسة واشتهاء بعض الحلويات الفاخرة ما فيه خسارة"، هي الجملة المشهورة للقاصدين، فالأسعار لا تتوافق مع مداخيلهم وتأمين كسوة العيد لفرد واحد من أطفال الأسرة قد يكلف أصحاب الدخل المتوسط أكثر من 30 ألف ليرة، ولن ينخفض الرقم إلى أقل من 10 آلاف حتى في الأسواق الشعبية سواء في حي مساكن برزة، أو الميدان، وهي أرقام كبيرة جداً إذا احتسبنا أن لكل أسرة اثنين أو ثلاثة أطفال على الأقل، وأن دخلها في أحسن الأحوال لن يتعدى المئة ألف ليرة، ومع ذلك الازدحام مشهد يلمس الحيوية في الاسواق، ويرسم الفرح على وجه الكثيرين.


أما سوق الميدان الشعبي الشهير بحلوياته وأكلاته الشعبية، انتشرت زينة رمضان على طول الشارع، وعرضت الحلويات بتشكيلاتها الدمشقية الواسعة أمام المحال، وطبعاً رغم ارتفاع أسعار الكثير منها، والتي تختلف بحسب المكونات المستخدمة فيها فبعض الأصناف الممتازة تتجاوز الـ14 آلاف ليرة سورية، لكن الأجواء الاحتفالية بقدوم العيد كانت الجاذب الأقوى للناس، فنزلوا إلى الأسواق وعايشوا أجواء غابت عنهم منذ سنوات.


هي مظاهر كانت ولا زالت تبعث في النفس الحياة، وربما هذا العام حاضرة أكثر من السنوات السابقة، إلا أن هذا لا يعبر عن مكنونات الناس، ففي غالبية المنازل السورية غصة ومأساة لا يشعر بها سوى أهلها، فتسمع عن شهيد أو مفقود أو مهجّر وأكاد أجزم بعدم تمكن أي عائلة من الاجتماع بكامل أفرادها في هذا العيد".. هي أجواء نابعة من حب الناس للحياة رغم حجم الألم الذي يحملونه، إضافة إلى محاولة التخفيف عن أبنائهم الذين حرمتهم السنوات السابقة من كل أشكال الفرح".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=52739