نافذة على الصحافة

إيزفيستيا: ترامب وكيم.. اكتبوا رسائل!


الاعلام تايم - صحافة

 

تحت عنوان: “اكتبوا رسائل” كتب المحلل السياسي فاسيلي كاشين مقالا في “إيزفيستيا” عن قرار دونالد ترامب إلغاء لقاء القمة مع زعيم كوريا الشمالية.

 

يشير الكاتب إلى أن خبراء، بمن فيهم أمريكيون، توقعوا منذ البداية عدم انعقاد لقاء القمة في سنغافورة، ويعود السبب في ذلك إلى الفجوة التي لا يمكن تجاوزها بسهولة بين توقعات القيادات والنخبة السياسية الأمريكية والواقع.

 

فالأولوية المطلقة للسياسة الخارجية لكوريا الشمالية هي بقاء نظامها السياسي، وهذا باعتقاد كوريا الشمالية مرتبط بالقدرات العسكرية والاكتفاء الذاتي اقتصاديا، والأهم الاستقلال السياسي الكامل.

 

لقد كانت القمة هدفا مهما للقيادة الكورية على مدى عشرات السنين، لأنها في حال انعقادها، ستحرر النظام الكوري الشمالي من العزلة الدولية ، وتخلق الظروف لتنويع العلاقات الخارجية، وهذا بدوره سيساعد في النمو الاقتصادي ويخفف من اعتماد كوريا الشمالية اقتصاديا على الصين. ولتحقيق هذه الأهداف كانت بيونغ يانغ مستعدة لتقديم التنازلات بشأن برامجها الصاروخية والنووية.

 

ويبدو أن كوريا الشمالية تملك تصاميم للرؤوس النووية للصواريخ الباليستية ذات المدى المتوسط والقصير، ما يخفض الحاجة إلى تجارب نووية جديدة. هذه الصواريخ هي الضمان الرئيس لأمن كوريا الشمالية، لكونها تسمح بتوجيه ضربات إلى حلفاء واشنطن في المنطقة.

 

ويقول كاشين إن أي تحرك في اتجاه نزع السلاح النووي باعتقاد معظم الخبراء بمن فيهم الأمريكيون يتطلب العمل بمراحل ولسنوات طويلة، لأن النخبة السياسية لكوريا الشمالية ترى في السلاح النووي ضمان بقائها المادي، لذلك لا يعرف مدى استعدادها للتخلي جديا عن البرنامج النووي. ومع ذلك لا يمكن استبعاد موافقة بيونغ يانغ على نزع السلاح تدريجيا، مقابل اعتراف الولايات المتحدة وحلفائها بالنظام القائم في كوريا الشمالية وفك العزلة عنه وضمان أمنه.

 

ولكن تخلي كوريا الشمالية عن برامجها النووية ونزع سلاحها وفق “التجربة الليبية الإيجابية” كما طرح جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي، أمر غير ممكن. وقد اعتبر الكثيرون تعيين بولتون في هذا المنصب دليلا على فشل القمة الحتمي.

 

من جانب آخر أدركت الولايات المتحدة أنها لا تملك وسائل ضغط على بيونغ يانغ، وأن عصا العقوبات الاقتصادية ليست في يدها بل بيد الصين، التي وافقت على فرض العقوبات لسببين- أولا، لم تكن بكين راضية عن سياسية كيم جونغ أون. وثانيا، كانت سياسة الضغط على كوريا الشمالية أحد عناصر نظام الصفقات مع الولايات المتحدة، يجبر الولايات المتحدة على التخلي عن الحرب التجارية مع الصين، ويخفف موقفها بشأن تايوان وقضايا بحر الصين الجنوبي.

 

 يشير الكاتب إلى أن الزيارتين اللتين قام بهما كيم جونغ أون إلى بكين ولقائه الزعيم الصيني شي جين بينغ، تشيران إلى أن الأزمة بين بكين وبيونغ يانغ قد تم تجاوزها. ولكن في المقابل تفاقمت العلاقات بين بكين وواشنطن بشأن العديد من القضايا التجارية والأسلحة الاستراتيجية، وهذا ما جعل الصين تخفف نظام العقوبات على بيونغ يانغ.

 

وفقا لرأي كاشين، على الرغم من اعتراف واشنطن رسميا بعدم وجود استراتيجية عسكرية لتوجيه ضربات محددة على مواقع في كوريا الشمالية، وإن تدمير برنامجها النووي غير ممكن إلا بحرب شاملة. هذه الحرب ستؤدي في الواقع إلى دمار شمال في شرق آسيا وتصعد الأزمة بين واشنطن وبكين. لذلك لن يتخذ أي سياسي أمريكي مثل هذا القرار. ولكن لا يمكن استبعاد نشوب نزاع بسبب تفسير خاطئ للبيانات الاستخبارية.

 

إن إلغاء القمة هو دليل على التدهور المنهجي لجهاز السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=52322