وجهات نظر

وجهة نظر.. هل الحرب.. بديل الاتفاق النووي؟

د.تركي صقر


الإعلام تايم - تشرين

 

أيام قليلة تفصلنا عن الموعد الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتخاذ قراره النهائي بشأن الاتفاق النووي الإيراني، واستناداً إلى سلوك ترامب المتقلب وقراراته التي يريدها أن تكون دائماً مثيرة ومفاجئة وعلى طريقة الأفلام الهوليودية المعتمدة على "الأكشن"، فالاحتمال الأرجح أن يقدم ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي ويترك صراخ حلفائه الأوروبيين ورجاءاتهم تذروها الرياح.

يعزز من هذا الاحتمال أن هناك الآن في البيت الأبيض عدا ترامب كلاً من بولتون وبومبيو وماتيس وغيرهم من "الرؤوس الحامية" الذين يزايدون على نتنياهو في العداء لإيران والانسحاب من الاتفاق النووي وهو ما يشكّل الخطوة الأولى لوضع الخيار العسكري على الطاولة مجدداً ومع وجود هذه المجموعة من "الصقور" في الإدارة الأميركية، لن يكون صعباً على نتنياهو جر واشنطن للمشاركة في عدوان محتمل على إيران.

إذا ما مضى ترامب في قرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، فإنه حتماً يعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط، ويعيد البحث بقوة في الولايات المتحدة واستطراداً في "اسرائيل" عن الوسائل البديلة من الاتفاق وبالنسبة إلى الكيان الصهيوني كان الخيار العسكري دائماً هو البديل لكن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عارضه بشدة وكانت هذه المعارضة سبباً للفتور في العلاقة مع نتنياهو وقد حال التوصل إلى الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة دول «خمسة زائد واحد» في تموز 2015، من دون تنفيذ نتنياهو تهديداته بتوجيه عدوان على مفاعلات نووية إيرانية.

طبعاً لن تقف إيران وحلفاؤها وأصدقاؤها مكتوفي الأيدي تجاه هذا الاحتمال، فالأيدي على الزناد وإذا كان ترامب وطاقمه المتهور ومعهم نتنياهو الإرهابي الأحمق يستطيعون إشعال نار الحرب فإنهم لن يستطيعوا الخروج منها أو إطفاءها وسينقلب السحر على الساحر، فإيران اليوم غير إيران الأمس قوة واستعداداً ولم تعد معزولة أو وحيدة فقد أضحت على علاقات ممتازة مع مجموعات دولية قوية مثل منظمة شنغهاي ودول "البريكس" وأقامت علاقات عسكرية مع الصين لأول مرة، ناهيك عن التنسيق المستمر إلى حد التحالف مع الاتحاد الروسي.

ربما يفكر ترامب بصفقة بديلة لكن الباب مغلق تماماً حسب المواقف الحازمة للقيادة الإيرانية، فضلاً عن أن مثل هذا التصرف يجعل إيران تعود لتطوير مشروعها النووي السلمي إلى أقصى ما يمكن، ويدفع الولايات المتحدة في الوقت نفسه إلى أتون الصراع العسكري، مصحوباً بوصمة عار كبيرة لعدم التزامها بالاتفاقات الدولية وهو ما يعمق فشل سياستها في المنطقة والعالم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=51982