وجهات نظر

بصراحة.. لا تُذكّرونا

يوسف الحيدر


الإعلام تايم - تشرين

 

كَثُرتْ الأحاديث والسيناريوهات عن زيادة الراتب وصار الموضوع حديث العامة فترات طويلة وكثيرة، وما أن ينسى المواطن موضوع زيادة الرواتب حتى يخرج أحد المسؤولين المعنيين بتحسين الوضع المعيشي للمواطن أو أحد المطالبين منهم "الذين يأكلون همّ المواطن وزيادة الراتب" بصفته موظفاً أيضاً ويطالب بزيادته، ويتحدث عن الجهود المبذولة في سبيل ذلك، وآخر هذه التصريحات "وجود عدة سيناريوهات" لهذه الزيادة المرتقبة.

 

وما أن يُنسى هذا الموضوع -ربّما- لأنّ ثقة المواطن الموظف بالجهود المبذولة كبيرة ولا داعي للبحث والخوف والسؤال، ولأنّ الموضوع بأيدٍ أمينة، فلا داعي لتذكيره بهذه الجهود من خلال التطمينات الأخيرة، خوفاً من ألّا يكتمل الأمر، وعليه فإنّه يفضل عدم ذكر الموضوع من باب الاقتداء بحديث النبي الكريم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان".

 

وبالعودة للتذكيرات والسيناريوهات المختلفة نجد أنّها بدأت بوجود زيادة تصل لـ 100% ثمّ نفيت رسمياً على أن تعوض بتخفيض الأسعار ورفع القدرة الشرائية، من ثمّ عاد الحديث عن الزيادة لأنّ الأسعار يبدو أنّها لم تنخفض بالشكل المطلوب أو تأبى الانخفاض، ثمّ عادت التصريحات لتنفيها خوفاً من التضخم، ثمّ وضع الأمر من ضمن الأولويات وتبيّن أنّ "الزيادة ممكنة"!.. على أن تكون بالتوازي مع تفعيل العملية الإنتاجية وتعظيم الإنتاج في قطاعات الاقتصاد والإنتاج المختلفة للحفاظ على استقرار العملة الوطنية وزيادة الدخل العام.

 

أما أبرز التذكيرات فتقول إنّ هناك زيادة نوعية على الرواتب تتوقف على رؤية الحكومة لها بعد أن تمّ الحديث عنها بالإطار العام، وستصدر في الوقت الملائم لتكون زيادة حقيقية مدروسة من نواحٍ علمية واقتصادية تناسب الجميع.

 

بالتأكيد لا أحد من الموظفين لا يتمنى صدور الزيادة في أسرع وقت، ولاسيما مع قدرة الشراء المتدنية للراتب، ولكن من جانب آخر ليس من الجيد أن يظلّ الموضوع مفتوحاً بين أخذ وردّ، أو أن تعود "كرّة" التصريحات للدوران كالحرص على تأمين فرص عمل نوعية وتحريك الإنتاج، وخلق التنمية وتعزيز القدرة الشرائية عبر تخفيض الأسعار و… الخ، والأفضل العمل بصمت والحرص على تنفيذ وتحقيق ما تصبو إليه الجهات المعنية بما فيه فائدة للموظف بشكل يعزز ثقته بها، وسيكون الموظف لهم أول الشاكرين، مع الإشارة إلى أنّ تعزيز الخدمات المقدمة وتطويرها ودعمها تشكل أهمية أكبر من زيادة راتب على أيّ مواطن الانتباه لها وعلى المعنيين التركيز عليها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=51927