وجهات نظر

وجهة نظر.. دي ميستورا .. لا نزاهة ولا حياد!

د. تركي صقر


الإعلام تايم - تشرين

 

أطلق مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي مستورا تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ليست مؤسفة فقط وإنما مخجلة أيضاً ولا تليق بوسيط أممي من المفترض أن يتمتع بقدر عال من الاستقامة والحياد والنزاهة، ولكنه أبى إلا أن يكون تابعاً صغيراً للخارجية الأمريكية أو أداة رخيصة بيد "الكي دورسيه" الخارجية الفرنسية.

 

كيف لوسيط دولي يمتلك مهنية كبيرة وعايش مجريات الحرب الإرهابية على سورية لسنوات أن يجري مقاربة مغلوطة بل مقلوبة ويغمز بإنهاء عملية أستانا واصفاً إياها بأنها "استنفدت جميع طاقاتها وأن مبادرات روسيا بشأن التسوية السورية بلغت أقصى مداها.." وماذا يعني هذا الكلام المبطن سوى إبعاد مسار أستانا وإيقاف المبادرات الروسية؟ ويعلم السيد دي ميستورا تماماً أن المسار الوحيد الذي أعطى نتائج ملموسة ومنها مناطق خفض التصعيد هو مسار أستانا وبفضل المبادرات الروسية.

وكيف كان دي ميستورا يكيل المدح لأستانا وحتى لسوتشي والآن كيف ينقلب ويتقلب، والعجيب أنه كان قبل بضعة أيام في موسكو وقدم تقييماً مختلفاً نهائياً لعملية أستانا ما دعا ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية أن تندّد بهذا السلوك الملتوي قائلة: كيف للسيد دي ميستورا أن يقول شيئاً في موسكو ويغادر إلى أوروبا فيقول شيئاً آخر، أليس من الممكن أن تحدث قصة مشابهة على سبيل المثال، على منصة جنيف عندما يتحدث ممثلو الحكومة السورية، شيء على حساب وسيطهم، بينما يتحدث ممثلو "المعارضة" شيئاً آخر، وتابعت زاخاروفا: "ربما لهذا السبب تتعثر العملية هناك منذ فترة طويلة".

 

يبدو واضحاً أن ما يريده دي ميستورا من وراء هذا الاستدارة المفاجئة تنفيذ أوامر رعاته في واشنطن ولندن وباريس بحصر المسارات كلها بمسار جنيف والعمل على تطبيق ما سمي "وثيقة مجموعة واشنطن" أو "بيان المجموعة المصغرة" التي تضم السعودية والأردن وبريطانيا وفرنسا وشطب جهود روسيا ومبادراتها وكل ما أنجز سواء في أستانا أم سوتشي والعودة إلى المربع الأول وكأن شيئاً لم يحصل على الصعيد الميداني والسياسي، ولاشك أن هؤلاء قد وقعوا في الوهم وفاتهم القطار فما عجزوا عن تحقيقه في الميدان لن ينالوه على طاولة المفاوضات تحت أي ظرف من الظروف.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=51898