الإعلام تايم - صحافة

كتبت صحيفة "رأي اليوم" أن زعيم كوريا الشماليّة كيم جونغ أون ما زالَ ، قادِرًا على إطلاقِ المُفاجآت، الواحِدة تِلوَ الأُخرى، واحتلالِ العَناوين الرَّئيسيّة في صُحُف ومَحطَّات التَّلفَزة في الشَّرق الأوسَط والغَرب على حَدٍّ سَواء، والقِمّة التي عَقَدَها مع نَظيره الكُوري الجَنوبي كون جيه ـ ان، على الحُدود الفاصِلة بين الكُوريّتين، أحد أبرَز الأدلَّة في هذا الصَّدَد.

ورأت الصحيفة أنه من الحِكمة عدم التَّسرُّع، والمُبالَغة في تَضخيم حَجم هذهِ القِمّة ونَتائِجها، رغم اعترافِنا المُسبَق بأنها سابِقَةً تاريخيّةً سَتكون لها انعكاساتها السِّياسيّة في مِنطَقة جنوب شرق آسيا بِرُمَّتِها، فالطَّريق ما زالَ طَويلاً للوُصولِ إلى اتّفاقِ سلامٍ بين الكُوريّتين، متابعةً " صحيح أنّ الزعيمَين تصافَحا أمام عدسات التَّلفَزة، وعَبَرَا سَوِيًّا الفاصِل الحُدودي، وتَعهّدا بالعَمل على نَزع السِّلاح النَّووي من شِبه الجزيرة الكُوريّة، ولكن حتى يتم تحقيق جَميع هذهِ الوُعود والتَّعَهُّدات لا بُدًّ من إجراءٍ مُفاوضاتٍ وتَقديم تنازلاتٍ، وتحييد التَّدخُّلات الخارِجيّة والأمريكيّةِ مِنها على وَجه الخُصوص".

الرئيس كيم ذَهب إلى هذهِ القِمّة بإصدارِ قرارٍ بتَجميد جَميع التَّجارِب النَّوويّة والصَّاروخيّة الباليستيّة كبادِرَة حُسن نِيّة من جانِبِه، ولكن قد يَجوز القَول أنّها استنفذَت مُعظَم، إن لم يَكُن جَميع أغراضِها، فكوريا الشَّماليّة أصبحت قُوَّةً تَملُك الرَّدع النَّووي، وطَوَّرت صواريخ باليستيّة تَصِل إلى كاليفورنيا وواشنطن ونيويورك، ولا نعتقد أنّه سيتنازَل عن هذهِ المُكتَسبات المِحوريّة دُون أن يكون المُقابِل سَحب 28 ألف جُندي أمريكي من قَواعِدهم في كوريا الجَنوبيّة، وإزالَة المِظلَّة النَّوويّة الأمريكيّة، وهذا ما تَرفُضُه واشنطن.

وخلصت "رأي اليوم"، أن الطَّريق ما زالَ طَويلاً جِدًّا، ومَليء بالألغام الأمريكيّة على وَجه الخُصوص، لأنّ أمريكا التي استثمرت مِئات المِليارات من الدُّولارات في كوريا الجنوبيّة مُنذ حرب عام 1950 ستَستسلم بِسُهولة ، ولكن مَيل زعيميّ البَلدين إلى المُصالَحة وإنهاء حالة الحرب، والجُنوح للسَّلام تَطوُّرٌ يَبعَث على التَّفاؤل و العِبارة الأجمَل والأقوى ما ورد على لِسان الرئيس الكوري الجنوبي "نحن أُمّة واحِدة ولا يوجد هُناك سبب لِكَي نتقاتل" فلَيتَ تَجرِبة كوريا الشماليّة سِياسيًّا وعَسكريًّا، وتَفاوُضِيًّا، تكون نموذجاً للعرب وأوّل فُصولِه السَّلام المُرتَكِز على القُوّة والنِّديّة وحِفظ الكَرامة الوَطنيّة وُصولاً للتَّعايُش.