وجهات نظر

هل يقارن السّنديان بالشّوكران..؟

د. شفيعه عبد الكريم سلمان


الاعلام تايم _

يولدُ السّنديان، وهومحصّنٌ بالعزيمة والاستعداد، ممّا يهيّؤه للوقوف ضدّ أشكال الذّل والاستعباد، قاطعاً العهدَ على نفسه، أنّ يبقى منتصباً يسوّرُ بقامته حدود البلاد، واضعاً مصلحة وطنه، فوق مصلحة الأهل والأولاد، مع علمه انّ تحقيق مجموع مصالح الأسر، يجبُ أن تتوافق مع مصلحة الوطن، كي يبقى الوطنُ لأعدائه بالمرصاد، ويشمخُ السّنديانُ، معانقاً الشّمسَ،  باسقاً حاملاً معه السّيفَ واليراع والمِداد، باعثاً الأملَ والتّفاؤلَ في نفوس الكبارِ والصغار، تعبّرُ خُضْرَتُهُ الدّائمة، عن توأمته مع التّجدّد، واستمرار الولادة، والرّفضِ لاحتضان الضّغائن والأحقاد، ويتابعُ نموّه مع ازدياد سموّ قامته، وعمق ولائه للوطن، واثقاً برضى ربّ العباد، حالة الجهوزية دائمة عنده، لمواجهة مختلف أشكال التّحدّيات والتّآمرات، التي تواجهُ عرينَهُ، مأوى الضّياغم والآساد.


أمّا الشّوكران فيولدُ وهو مزوّدٌ بالرّغبة الجامحة للقتل والغدر، الذي اكتسبه من رحم أمّه البيولوجيّة، التي عبثت بعفّتها، وتكرّرُ عبثُها ، وتفريطُها ، فينتشرُ الشّوكران، عندما يجدُ البيئة المناسبة لنموّه، وتكاثره، مستنداً على ماتزوّده به الدّول الحاقدة الغادرة، من أموال وأفكارٍ مدمّرة شّيطانيّة ، ومختلف أنواع العتاد، وبمخلوقات أبعد ما تكون عن البشر، فيتبوتق الشّوكران ويتماهى معها، ويمارسون الذّبح والتّنكيل بالضّحايا البشريّة، ويأكلون منها القلوب والأكباد، فضلاً عن ممارستهم لأقذر أشكال الجهاد.


لذلك يليق بك التّميّز أيّها السّنديان، ورفض المقارنة، بذاك الشّوكران السّام القاتل على مرّ الدّهور والأزمان، فأنْتَ من  اختصر المراحل العمريّة، ودمجَ الطفولة بالمراهقة، والمراهقة بالشباب، حتّى كدت، لاتملك الوقت، لتَتذوّق طعومها، أوممارسة طقوسِها ، فألعابُ مرحلة الطّفولة اسْتعَضْتَ عنها بالتّدرّب على فكّ وتركيب الأسلحة، واستَبْدلْتَ الغزَل الذي يمارسُهُ النّاشئة في مراهقتهم  مع قريناتهم من الفتيات، بالتّغزّل ببندقيّتك، وببدلتك العسكريّة، التي يتخلّلُ اللون الأخضر ألوانها،  فرحاً بها كأنّها السُّندُسُ وَالاسْتَبْرَق، والأروع من ذلك أنّك تفترشُ الأرضَ متوسّداً حجراً أو صخرةً من صخور بلادك ، مستشعراً أنّهما تحاكيان أرائك الجنّة، وأمّا مخّطّطَ شبابك، الذي كنت تهدف منه الوصول إلى مستقبلٍ تبني نفسَك به، وتحقّق فيه أهدافك العلميّة، لتصلَ إلى بناء أسرةٍ مستقرّةٍ آمنةٍ، فاستبدَلْتَه بمخطّطٍ، حرقت عبره كلّ المراحل السّابقة، وتجاوزتها، لتحقّقَ نصراً تحمي من خلاله وطنك، وتطهّره من دنس الشّوكران بمختلف أشكاله، ومنه الذي لم يفرز سمّه بشكل مباشر، في جسم الوطن، بل تركه جريحاً، وفرّ هارباً من الخدمة الإلزاميّة، إلى خارج حدوده، فلم تسمح لنفسِك، أن تقفَ محلّلاً الأمور، بأنّ ذاك الشّوكران الذي تخلّى عن أقدس الواجبات وضمن أخطر المراحل، سيعود بعد أن يتعافى الوطن وينتصر، ولابدّ أنّه منتصر، ويأخذُ حقوقه ، التي ربّما ستفوقُ حقوقك، في حال خرجتَ من الحرب سليم النّفس والجسدْ، وتفوق حقوق ذويك في حال استشهادك فداءً لكرامة وحماية البلد.
بلْ سَمَوْتَ بنفسِك، وعلَوْت، ولكنّ الشّوكران، انغمس في كفره،  وملذّاته، ووسوساته الشّيطانيّة، وكان جهادُه ، في سبيل أدنى الدّنايا، وتعذيب الأسرى والمخطوفين، وتدنيس عفّة ما أطْلّقَ عليهنّ اسم السّبايا، وتكاثرعددُه، من أرحام البغايا الّلواتي اجتمع عليهنّ الشوكران  من كلّ بؤر الأرض العفنة، ولأنّك الأشجع ، والأطهر، والأكرم ، والأنقى، ستتابع تسطير سفرك البطوليّ، الذي عجزت عن تسطير عناوينه  أهم جيوش العالم، وستشغلُ بانتصارك ، عقولَ مفكرّي الأرض وعلمائهم لعقودٍ، وربّما يعجزون عن فكّ لغز انتصارك، ولتبقى وقائدنا السّيّد الرّئيس بشار الأسد الّلغز الأصعب، واليقين، والمُعين الذي لاينضب أبدا.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=51775