وجهات نظر

مقاومة شعبية ضد الغزاة !

وسام جديد


الاعلام تايم _ خاص

ترسم الأحداث المتلاحقة على الساحة السورية ملامح لمشهد يخشاه الأمريكي كثيرا رغم محاولاته المتكررة إبعاد هذا الأمر عن أفكاره وحتى عن مخيلته، عبر اعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية بالإضافة لدعمه مجموعات إرهابية تحت مسميات مختلفة منها "داعش" لكن كل ذلك لم يساعده في شيء.


فقد أوجدت الإدارة الأمريكية بؤر إرهابية على الأراضي السورية، وعمدت على إظهار دعمها للانفصاليين والإرهابيين على انه دعم لـ"الشعب" حتى تبعد عن نفسها وصف "المحتل" وذكريات المقاومة الشعبية إن كان في العراق أو لبنان أو فيتنام، فأرسلت الأسلحة والمال وأسست قوة من مجموعات متبعثرة جمعتهم محبتهم للمال والقتل والإجرام.


الولايات المتحدة الأمريكية أدركت مؤخرا أن تلك "القوة" لا تستطيع مواجهة الجيش السوري بل وأصبحوا جزء من مشروع فاشل، لكن كان من الضروري دعمها فهي حجة لإيجاد أرضية شعبية تقبل بها كقوة "مدافعة عنهم" في مناطقها ضد حجج "الظلم" و"القتل" وتنظيم "داعش" الإرهابي.


الولايات المتحدة استمرت خلال 7 سنوات في دعم التنظيمات الإرهابية لمشاغلة الجيش السوري على كامل أراضي الجمهورية العربية السورية وإبقائه بعيدا عن فكرة تجميع قواته ومواجهة الغزو الأجنبي بشكل مباشر وهذا ما لم يحدث، حيث كانت معركة تحرير دير الزور والوصول إلى البوكمال تطور ميداني مزعج جدا للقوات الأمريكية الغازية بالإضافة إلى أن هذه المعركة سحقت فكرة التقسيم وبشكل نهائي.


معركة تحرير دير الزور ونموذج "السيل العسكري الجارف" تسبب بإرباك كبير للولايات المتحدة الأمريكية وشركائها وأفقدهم عقلهم بعد تكرار المشهد في تحرير الغوطة الشرقية، فكيف لهم أن يفقدوا ذراعا (عسكريا وسياسيا) استراتيجيا في محيط العاصمة دمشق بعد دعم مطلق استمر 7 سنوات ؟!!


هذه التطورات الميدانية أشارت للأمريكي إلى أن الجيش العربي السوري عاد للتجمع والاحتشاد من جديد وأنهى مرحلة توزع قواته هنا وهناك وبدأ في عمليات عسكرية ضخمة بدعم من الحلفاء والأصدقاء، حيث أصبحت عملية تحرير الأراضي السورية من الإرهاب تحصيل حاصل وبالتالي الانتقال إلى مرحلة سياسية وعسكرية جديدة تهدف إلى طرد الغزاة المحتلين واستعادة الأرض السورية بالكامل.


جن جنون الأمريكي وحاول بشكل سريع توجيه عدوان يضعف من قدرات الجيش السوري مستغلا العرض السعودي الذي ينص على أن يدفع آل سعود ما يترتب عليهم ماليا مقابل استمرار تواجد القوات الأمريكية في سورية لفترة زمنية إضافية، حيث ظهر فصل جديد من مسرحية الكيماوي من بعدها بساعات سارعت البحرية الأمريكية للتوجه إلى الشواطئ السورية ومن ثم حاول الأمريكي أن يجعلها "ضربة عسكرية" تضم أكبر عدد من دول العدوان "حتى لو كان ذلك إعلاميا".


لم يكذب الأمريكي خبرا، فحصل العدوان الثلاثي (البريطاني – الفرنسي – الأمريكي) على عدة أهداف عسكرية ومدنية في ريفي دمشق وحمص، لكن هذه العدوان لم يحقق مراده على الرغم من إصابة مركز للبحوث العلمية في برزة بدمشق وإصابة مستودع للجيش في ريف حمص الغربي وتعرضهما لأضرار بالغة، حيث تصدت وحدات الدفاع الجوي للاعتداء وتمكنت من إسقاط أكثر من 70 صاروخا "ذكيا" مجنحا في السماء من أصل 100 صاروخ، بالإضافة لتمكن صواريخ الدفاع الجوي من إبعاد الطائرات المعادية عن الأجواء السورية.


الأمريكي لا يستطيع أن يكرر تجربة افغانستان أو العراق مجددا في سورية، فهنا لم يتمكن من تشكيل قاعدة مناطقية تحمي قواته حتى لو أحس بالأمان خلال الفترة الماضية لكن هذا الإحساس "مؤقت ووهمي"، فجاءت التصريحات الأمريكية بعدم رغبتهم بالبقاء فترة طويلة في سورية ومن ثم طافت على السطح أفكار باستبدال القوات الأمريكية الغازية بأخرى عربية، ومن ثم جاء إعلان وزير خارجية النظام السعودي عادل الجبير أن نظامه مستعد لإرسال قوات إلى سورية تحت مظلة التحالف الدولي بقيادة واشنطن، حسب قوله.


إشارة الجبير إلى "المظلة الأمريكية" ليست من باب التبعية فقط وإنما لإدراك الجبير أن مقاومة شعبية ستخرج للعلن تواجه كل غازي محتل حتى لو كانت القوات الغازية هي قوات مستعربة تحت حماية أمريكية وهناك من سيدعم هذه المقاومة، فلا يمكن قبول أي قوة على الإطلاق تتواجد على الأراضي السورية دون موافقة الدولة السورية صاحبة السيادة والقرار.


المقاومة حق لجميع الشعوب عندما تتعرض لغزو خارجي وهذا الأمر كفلته القوانين الدولية ولهذا الأمر الإدارة الأمريكية الحالية لا تريد إبقاء قواتها في سورية لعلمها المسبق أن أي خسائر بشرية لها سيسبب ضغطا شعبيا كبيرا في بلادها ما سيدخلها في خسائر اقتصادية وسياسية هي في غنى عنها بعد معركة خسرت فيها ما يمكن أن يشكل ربحا في ميزان الخسارة والربح.


لكن السعودي حتى هذه اللحظة لم يتقبل فكرة خسارته مع مرتزقته الإرهابيين للمعركة في سورية ويريد بأي ثمن تدمير مقومات الحياة للشعب السوري حتى لو تسبب ذلك له ولمرتزقته استنزافا ماديا وبشريا، لذلك فهي رسالة لآل سلول؛ رسالة شعبية قبل أن تكون سياسية وعسكرية مفادها فلتقدموا على إرسال قواتكم إلى سورية وحينها لن تنفعكم أي مظلة (لا أمريكية ولا بريطانية ولا حتى مظلة إخفاء) وستسحبون جثث مرتزقتكم بالذل وسيكتب التاريخ ذلك في سجلكم الأسود البغيض.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=51692