وجهات نظر

سوريتي، ياكلّ كلّي ، وكلّي جزء من كلّك

شفيعة عبدالكريم سلمان


الاعلام تايم

تقودُنا ذكرى الجلاء اليوم، جلاء آخر جنديٍّ فرنسي عن أرضنا الطّاهرة، لإجراء مقاربةٍ سريعةٍ بين مرحلة الاستعمار الفرنسي، وبين مرحلة الحرب الكونيّة القذرة التي مازالت تشنّها وحوشُ الأرض على وطننا الغالي سورية ، منذُ سبع سنوات،  لنستخلصَ منها عبراً ، ومفارقاتٍ لابدّ من الوقوف عندها، فالجلاء أسّس لنا انتصاراً، وجسّر لنا جسوراً نعبرُ عليها من نصرٍ إلى نصر.


وأما  المقاربة بين الأمس الذي فاق عمرُه سبعة عقود ونيّف، وبين اليوم الذي نسبحُ في خضمّ تحدّياته ، لنستخلص المفارقة العميقة المؤسفة المحزنة، فبالأمس، كانت أنظارُنا تتّجه، وبنادقُنا تُصوّبُ على عدوٍّ واحدٍ، هو الاستعمار الفرنسي، أمّا اليوم ، فقد غربلت هذه الحرب القذرة أبناء وطننا، وفرزتْهم وفق مواقفهم وممارساتهم التي شهدها الصّغير والكبير في بلدنا وغيرها من البلدان، حيث وقفَ الأبناءُ المخلصون لوطنهم معه بكلّ قواهم، وممتلكاتهم، واسترخصوا دماءهم تجاهه كي يبقى عزيزاً شامخاً منتصراً على مختلف المحن وأشكال التّحدّيات، وأمّا الأبناء العاقّون به، فسحبوا مِداهم وخناجرهم، وانقضّوا عليه يطعنون كلّ جزء منه، بتوجيه ودعم، من مختلف وحوش الكون وضباعه القادمة من مستنقعات الحقد، والتآمروالتّوحّش، وعملوا كلّ مافي وسعهم للنّيل منه، ولكنّهم خسئوا وخسئ المشروع التآمري للدّول الدّاعمة والممولة للإرهاب.


بالامس القريب عبّرت ثلاثة دول منها( أمريكا وبريطانيا وفرنسا)، عن إحباطها، بعدوانٍ غادر على دمشق وخارجها صباح يوم السبت الواقع في 14/ 4/2018 ، وبالتّزامن مع وصول بعثة التحقيق التّابعة لمنظّمة حظر الأسلحه الكيميائية إلى سورية، للتّحقّق من الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما، لإعاقة عمل البعثة، واستباق نتائجها، والضّغط عليها ، في محاولة لعدم فضح أكاذيبهم وفبركاتهم، فضلاً عن حصول تلك الدّول على أموال لاطائل لها من الدّول القزمة المستعربة، التي تحسد وتحقد على سورية، وفي مقدّمتها مملكة الرمال، السعودية ،وقطر، وباقي دول الخليج. وتبعتهاعدّة دول أجنبية، ومستعربة عبر المواقف والتّصريحات.


ولكوننا ياسوريّتي، وكما تعلّمنا منك ، لانحني رؤوسنا إلّا لله، وكنّا قد عبّرنا يوم أمس، وعبر مسيرات حاشدة، عن تحدّينا، لكلّ أشكال الغدر والتّآمر، وكانت وجوهُنا مشرقةً بالانتصار الذي قرأه الحاقد الحاسد، قبل المحبّ، فقد كرّرت الدّول الحاقدة طعناتها، وهجومها علينا عبر ضرب مطاراتنا، فأصيبت ، وكالعادة بالخيبة والخذلان.


سوريّتي ، لطالما الله يُذْكَرُ، فستكون يدك بعد يد الله هي العليا، فلنهنأ ونفخر بك يا أمّنا، ولتتيقّني، أنّه كلما اشتدّت عليك التّهديدات، تعمّقَ ولاؤنا لك، وازدادَ يقينُنا بقائدنا السيد الرئيس بشار الأسد، واستمدّينا الإيمان والتّفاؤل بعزيمة جيشنا، وتأكيد انتصارنا، لأنُ الحقّ معنا، ولن يكون الله  إلا معنا.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=51655