تحقيقات وتقارير

الباحث العسكري والاستراتيجي الدكتور حسن حسن للإعلام تايم: العدوان على سورية ضاعف انتصارات جيشنا


الاعلام تايم _ مارينيت رحال

العدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي الذي استهدف سورية يشابه العدوان الثلاثي عام 1956 على مصر، وهنالك العديد من النقاط التي يجب التوقف عندها، وهي أن هذا العدوان خارج عن القانون الدولي وتحد لشريعة الأمم المتحدة وميثاقها قبل أن يكون اعتداء على سيادة الدولة السورية.


و ما  يثير الدهشة اليوم، بأن اللجنة الأممية كان من المفترض أن تبدأ أعمالها و لكن قبل البدء بها تم تنفيذ ذلك العدوان، وهذا يشير الى أنهم كانوا يريدون أن يقولوا نحن القانون الدولي والقانون الدولي نحن.


الباحث العسكري والاستراتيجي الدكتور حسن حسن قال لموقع الاعلام تايم فيما يتعلق بالمحطة الأساسية في التاريخ العسكري العالمي:
"إن النقطة الاساسية التي ستؤلم الولايات المتحدة الأمريكية هي حرب التجميع العسكري الحربي المسلح ما بين روسيا وأمريكا، ونتحدث عن أكثر الصواريخ المجنحة طاقة تخريبية، وعندما يقوم العدوان بإطلاق مئة وعشرة صواريخ ويتم  تحطيم 71 صاروخ وتحييد العديد من الصواريخ عن أهدافها ووصول فقط أقل من عشرة صواريخ، ذلك يدل على الإخفاق الذريع في الصناعة العسكرية الحربية الأمريكية، في المقابل هذا دليل على الكفاءة الغير مسبوقة من قبل المقاتل السوري الذي يستثمر سلاح التصدي، إضافة الى التكامل في تقنية السلاح وحداثته، والقدرة على إبطال الطاقة التدميرية للسلاح العدواني، والكفاءة العالية باستخدامه، فهي تشكل محطة أساسية في تاريخ الفكر العسكري العالمي الذي لا بد من الوقوف عنده بتأمل كبير".    


وأضاف الدكتور حسن " إن العفوية التي ظهرت لدى المواطنين السوريين الذين كان معظمهم من طلاب السكن الجامعي الذين شاهدوا تصدي قوات الجيش  العربي  السوري لصواريخ العدوان ، وكانوا يستقبلون ذلك التصدي بالفرح والتهليل، إضافة الى حشود المواطنين الذين توافدوا الى ساحة الأمويين من صغار ونساء وأطفال ورجال دين ومحللين سياسيين، كان يبعث البهجة في قلوب الجميع و يدل على صمودهم الكبير وعدم رهبتهم من صواريخ المعتوه ترامب".


وبمحاولة العدوان التسويق لـ" ذريعة التدخل للقضاء على السلاح الكيماوي"، _ومع الافتراض بتواجد السلاح الكيماوي_ من الذي أعطى للولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا أن تضع نفسها حاكماً والتحقيق لم يبدأ بعد بالإضافة الى أن وزير الدفاع الأمريكي والمسؤولين البريطانيين والفرنسين لا يملكون دليل موثوق لديهم، بالتالي هم يريدون فرض العقاب وبعدها البحث عن قضية ما يقومون بـ "فبركتها بما يخدم مصالحهم ونستطيع القول بأننا أمام واقع جديد وهو نصر يعادل ويفوق النصر في الكثير من المواقع الاساسية، وتحصل انتصار الجيش العربي السوري والقوة الرديفة في الغوطة من خلال هذا التصدي النوعي والناجح وبالتالي إخفاق العدوان الأمريكي الفرنسي البريطاني" ويمكن القول بأن قدرة الدولة السورية على التعامل مع الظاهرة الشاذة بوجود المجموعات الإرهابية  المسلحة وتكنيسهم الى مركز القمامة وتحرير الأسرى مهّد للجيش  العربي السوري الذاهب باتجاهات جديدة فتحت اَفاق أمامه لدحرجة مدحلة الحسم."


و أكد الباحث العسكري الدكتور حسن أنه بإعلان اليوم دخول الجيش  العربي السوري الى مدينة دوما وإعادتها الى حضن الدولة السورية،  فقد أراد الاصلاء و حلفاؤهم الغربيون  أن لا يتمتع  السوريون بفرحة النصر والإنجاز الذي حققه أبطال الجيش العربي السوري، لذلك تعمدوا على شن العدوان الثلاثي والذي كان يسعون من خلاله تقليل ما تم إنجازه من انتصارات على الأراضي السورية، إضافة الى سعيهم بتحول وسائل الأعلام من الحديث عن إعلان تطهير الغوطة للحديث عن العدوان الثلاثي، ولكن بوعي كبير وصمود من المواطنين السوريين والتصدي الدقيق من قبل جيشنا لصواريخ ترامب "الذكية" جعل الفرح مضاعفا، إعلان الغوطة محررة  بالكامل وفشل العدوان الثلاثي على سورية.


وأشار الدكتور حسن قائلا "حسب رؤيتي الاستراتيجية وبعدما تم تحرير الغوطة الشرقية بقطاعاتها الثلاث الشمالي والأوسط والجنوبي، فأن الجيش  العربي السوري لن يسمح بترك عاصمة الياسمين رهينة بأيدي المجموعات المسلحة وسيسعى لتطهير ما تبقى من قوس النار الذي أرادوا أن يحيطوا به دمشق من مخيم اليرموك باتجاه الشرق والشمال الشرقي حتى دوما و لدينا بعض البلدات في المنطقة الجنوبية للعاصمة التي مازال يوجد بداخلها مجموعات التخريب، وبعض البلدات وقعت على مصالحات، فاذا تم الإعلان بأن الحسم سيكون باتجاه المخيم وما تبقى من المنطقة الجنوبية لدمشق فان الحسم لن يتجاوز الأيام، لأن المجموعات الإرهابية المتواجد إرادة القتال لديهم قد كسرت ولو يبقى لديهم الروح المعنوية للقتال.

  
و بين الباحث الاستراتيجي الدكتور حسن بأنه اذا تم الانتهاء من تطهير ما حول دمشق فالجيش سيعمل على تطهير القوس الدائري الأبعد، وهو ما تبقى من إرهابيين في القلمون سواء من جيرود باتجاه الكسارات والرحيبة والناصرية، وبإتمام هذه العملية ستكون كامل المنطقة الجنوبية الى حدود درعا خالية من العناصر المسلحة الى الحدود الأردنية باتجاه السويداء، موضحاً أن هنالك العديد من التساؤلات حول التدخل الأمريكي ومن قال بأن أفعى في الكوخ تستطيع أن ترى فراخها تدعس وهي تنظر سحقهم أمام الجيش العربي  السوري هذا ما أرغم الأفعى الصهيونية أن تخرج رأسها فكانت الرسالة نوعية ومزدوجة أولها إسقاط الـ أف 16 بصاروخ منذ العقود القديمة والأمس مجزرة التوماهوك والكروز".


وختم الدكتور حسن أن الحرب التي فرضت على سورية منذ سبع سنوات ونيف هي أبعاد ألسنة الهب عن الجنوب -المنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة-، ومن يراهن على أن الكيان الصهيوني قد يتدخل في أي لحظة، فذلك القرار غير متوفر لديهم، وتطور الاحداث يخرجهم عن السيطرة لذلك فهم يريدون التصعيد والتدخل  في سورية و لبنان  ويحاولون العربدة ولكن عندما تذهب الأمور الى النهايات المفتوحة يبدؤون  بالاستغاثة وقد يكون توجه الجيش  العربي السوري فيما بعد منطقة الجنوب الى محافظة درعا أو القنيطرة بالحدود مع الجولان أو للمنطقتين الأكثر اكتظاظا بالإرهابيين ادلب وشرق الفرات، وعندما نقول تلك المنطقتين يعني الاحتكاك المباشر مع تركيا وأمريكا التي تعد المايسترو والمشغل الاساسي، وهذه الورقة الأخيرة التي سيتم حرقها وستكون معارك ادلب من أيسر المعارك وأقلها تكليف على الاطلاق وعندما يتم إعلان تطهير منطقة جيرود والحجر الأسود والمنطقة الجنوبية، سنرى الكثير من القتالات الداخلية في صفوف الإرهابيين، وهنا تظهر عبقرية الاستخبارات  السورية التي  استطاعت أن تحدث اختراقات نوعية و خففت الكثير من الخسائر وأدت الى إنجازات نوعية ونحن أمام متغيرين أساسين في لوحة الصراع الأول تآكل في قدرة الردع وهيبة الولايات المتحدة وانحسارها في مشروعها التفتيتي والثاني تنامي وتجذر مشروع المقاومة ومكافحة الإرهاب".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=51639