نافذة على الصحافة

اكتشاف يثبت امتلاك الارهابيين لأسلحة كيميائية..


الإعلام تايم - صحف

 

نقاش معركة الروايات بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية منذ سنوات، حسمه اكتشاف مختبراً كيميائياً في الغوطة الشرقية هذا الأسبوع.. اكتشاف غير معالم النقاش لتتضح الحقيقة.


عن ذلك أفرد الكاتب شيرمين نرواني تحقيقاً  خلص خلاله أن المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية كانت تمتلك كل الوسائل والإمكانات لتنفيذ هجمات إرهابية كيميائية، موضحاً الحقيقة كالتالي..
الجيش العربي السوري اكتشف مؤخراً في بعض مزارع الغوطة الشرقية- التي حررها بين الشيفونية ودوما- مختبراً كيميائياً مجهزاً بشكل جيد يديره إرهابيون مدعومون من السعودية، لكن لم يأت مراسل غربي واحد للتحقيق في المنشأة.


المرفق الكيميائي كان يقع على بعد بضعة عشرات من الأمتار من خط المواجهة وتم تحريره يوم الاثنين ( 19 آذار)، وتصف وسائل الإعلام الغربية المبنى نفسه بأنه مدمر ويتناثر حوله الحطام، مثل الكثير من المباني في الشيفونية التي كانت تحت سيطرة مسلحي "جيش الإسلام"، وهي جماعة إرهابية مدعومة من السعودية.


لكن المشهد في الداخل مذهل الغرف العلوية مملوءة بالأجهزة الإلكترونية، الأقبية مجهزة بغلايات كبيرة، الرفوف مملوءة بالمواد الكيميائية، وفي الزوايا تحتشد عبوات زرقاء وسوداء (تحتوي على الكلورعلى ما يقال)، وقوائم بالمواد الكيميائية، وكتب، وأكواب، وقوارير، وأنابيب اختبار، وجميع الأدوات التي يمكن العثور عليها لدى طالب مادة العلوم، في عدة زوايا توجد أكوام من المقذوفات على شكل أنابيب- تستعمل كذخائر، كما هو واضح.


هناك مشهد مثير للدهشة في إحدى غرف المنشأة العلوية، إنها قطعة حديثة من المعدات تحمل على واجهتها شعار «Hill-Rom Medea’s Medplus Air Plant». إذا قمنا ببحث سريع على غوغل سنجد، على الفور، العديد من الحقائق المثيرة للاهتمام- فالجهاز عبارة عن نوع من مضخات الهواء أو الغاز، أمريكي الصنع ، وقد طرحت السعودية عطاءات لشراء مثل هذا الجهاز عام 2015.


هل هذا مختبر أسلحة كيميائية؟ أم إنه مجرد مختبر كيميائي يصنع موادّ تستخدم في الحرب- مثل المتفجرات؟ حتى إذا لم تُنتج أي ذخائر كيميائية محظورة في هذا المختبر، فإن اكتشافه يغير قواعد لعبة إلقاء اللوم في موضوع الأسلحة الكيميائية، لا جدال الآن في أن المتطرفين المسلحين المدعومين من الغرب والممولين من دول الخليج لديهم القدرة على إنتاج المواد الكيميائية بشكل دائم داخل ساحة المعركة- وليس بالطريقة المؤقتة التي تقترحها وسائل الإعلام.


لم يعد من الممكن القول: إن المسلحين يفتقرون إلى القدرة والصلات والمهارات اللازمة لتصنيع الذخيرة الكيماوية.


في سورية، بدأت المشكلة في كانون الأول 2012 عندما سيطر تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي المرتبط بتنظيم القاعدة على مصنع الكلور الوحيد في البلاد، (وهو مشروع تجاري مشترك مع السعوديين يقع شرق مدينة حلب) أصدرت دمشق تحذيراً فورياً موجهاً إلى الأمم المتحدة: "قد تلجأ الجماعات الإرهابية إلى استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري … بعد أن سيطرت على مصنع للكلور السام".


بعد ثلاثة أشهر، فيما يعتقد أنه أول حادث حقيقي باستعمال الأسلحة الكيميائية في سورية، قُتل 26 شخصاً أغلبيتهم (16) من الجنود السوريين في قرية خان العسل في حلب في هجوم علني بغاز الكلور، في اليوم التالي، طلبت الحكومة السورية من الأمم المتحدة التحقيق في الهجوم، بعد بضعة أيام، وقع حادث كيميائي مزعوم في عدرا، شمال شرق دمشق، تلاه هجوم في سراقب، ثم في الغوطة في آب(وهي حادثة الأسلحة الكيميائية التي كادت أن تؤدي إلى ضربات عسكرية أمريكية).. أجرى مراسل أردني على الأرض في الغوطة مقابلة مع شهود قالوا إن السعوديين زودوا المجموعات المسلحة بالأسلحة الكيماوية وإن بعضها تم تفجيره عن طريق الخطأ.


وهكذا استمرت هذه الحوادث، لكن بالعودة إلى مختبر الغوطة الشرقية، اعترف المسيطرون على المختبر، وهم مسلحو "جيش الإسلام" المدعوم من السعودية، علانية في عام 2016 باستخدام مواد سامة في هجمات بقذائف الهاون ضد حي الشيخ مقصود في حلب، قالت الجماعة في بيان عن الهجوم الكيماوي "خلال الاشتباكات، استخدمت إحدى كتائب «جيش الإسلام» أسلحة محظورة في مثل هذا النوع من المواجهات"، وادعت أن الجاني سيتحمل المسؤولية، وستتم محاسبته.

 

في الحقيقة ما يوجد في المختبر الكيميائي في مزارع الشيفونية قد يكون غير مهم، وكذلك من يسيطر على المختبر، سواء كان "النصرة" أو "جيش الإسلام" أو "داعش"  المهم أنه قدم القطعة الأخيرة في أحجية الأسلحة الكيميائية، لقد كان لدى الغرب، دائماً، الدافع لصناعة تمثيلية الحرب الكيماوية في سورية، ويمكننا أن نرى، الآن، أن تجاهل الغرب لاكتشاف مختبر كيميائي في مركز معركة استراتيجية كبرى حول سورية يعني أن الجانب الآخر أي الدولة السورية محق فيما يتعلق بمن يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين".

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=51376